تمارس إيرانُ الكثير من الأنشطة العسكرية والتجسسية غير المشروعة، في منطقة الشرق الأوسط، وتعد الكثير من الدول العربية، على رأسها مصر والسعودية والإمارات وبقية دول الخليج، الهدف الرئيسى من هذه الأنشطة التجسسية. ويسعى خبراء التكنولوجيا في احتراق المؤسسات الحكومية الكبرى، للتجسس عليها وجمع المعلومات عنها، لاستغلالها ضد هذه الدول، وذلك في إطار الحرب الشاملة التي تشنها طهران ضد الدول العربية السنية، خاصة بعد تدخلها العسكري السافر في العراق وسورية ولبنان، وأخيرًا في اليمن. وكشفت شركة «سكاى كلير» الإسرائيلية، المتخصصة في أمن المعلومات والإنترنت، عن أن مئات الهجمات الإلكترونية، وعمليات التجسس والقرصنة، التي استهدفت إسرائيل والكثير من الدول العربية الأخرى، جاءت من إيران، واستهدفت أكثر من 500 هدف، طالت مؤسسات أمنية وشخصيات سياسية وعسكرية. ووفقًا لتقرير الشركة، الذي نشرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»؛ فإن الجواسيس الإيرانيين يستخدمون مواقع وهمية، وخدمات غير حقيقية، تتطلب من الأشخاص الدخول عليها والتسجيل فيها، وبالتالى جمع معلومات عنهم، واستخدامها في التجسس، والدخول إلى معلوماتهم الخاصة، أو المؤسسات التي يعملون بها. ومن أبرز الأهداف التي جرى اختراقها والتجسس عليها في إسرائيل، جنرالات بالجيش، ومسئولون سياسيون وأمنيون، وكذلك مؤسسات اقتصادية مهمة، أما في الدول العربية فتعد وزارات الاقتصاد والمالية من أبرز أهداف التجسس، إضافة إلى السفارات العربية بالخارج، حيث تم التأكد من محاولة اختراق السفارة القطرية في بريطانيا، استنادًا إلى بيانات حصل عليها الجواسيس من موظفين بالسفارة. وحذر التقرير من أن الصحفيين والمؤسسات الصحفية في الدول العربية، كانت من بين أكثر الأهداف التي سعت شبكة التجسس الإيرانية لاختراقها، سواء للحصول على معلومات أو استغلالها فيما بعد، لبث أخبار كاذبة، وترويج شائعات، إضافة إلى مراكز الأبحاث والأكاديميات. وأوضح خبراء في أمن المعلومات، أن عمليات التجسس الإيرانية بدأت منذ عام تقريبًا، في يوليو 2014، بإرسال الجواسيس لبرامج خبيثة وفيروسات على البريد الإلكترونى، تحمل أسماء وروابط مواقع أخرى مهمة، كما أن مواقع التواصل الاجتماعى وخاصة «فيس بوك» تلعب دورًا مهمًا في نشر تلك المواقع. وجاءت تلك الأنباء عقب الكشف عن فضيحة التجسس على المباحثات النووية بين إيران والقوى الدولية الكبرى (أمركيا، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا+ ألمانيا)، والتي جرت في سويسرا. وأكدت شركة «كاسبرسكى لاب»، أكبر الشركات الروسية العاملة في مجال أمن المعلومات ومكافحة الفيروسات، أن أماكن المحادثات النووية الإيرانية تم استهدافها بواسطة برامج تجسس متطورة، تبلغ تكلفتها على الأقل 10 ملايين دولار، وأنه من المرجح أن هذه البرامج كانت «ترعاها دولة ما». وطبقًا لتقرير صدر من «كاسبرسكى لاب»؛ فقد كانت الأهداف الأساسية لعمليات التجسس هي الفنادق وقاعات المؤتمرات، التي عُقِدَت فيها المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووى.