إن الإنجازات والمشروعات العملاقة تبدأ برؤية أو بحلم بسيط وتنتهى بواقع عظيم وملموس، وظلت الكثير من الأحلام والرؤى محلك سر حتى وصل رئيس الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسى لسدة الحكم، ومنها مشروعات عدة بمحافظة مطروح والتي إذا تحققت أحدثت طفرة كبيرة في الاستثمار ودفعت عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتبناها السيسى وصمم على الخروج بها إلى النور ليعم الخير على المصريين. وفى مطروح كانت هناك العديد من المشروعات المعطلة والمنسية، وقد أثبتت العقود الماضية عدم وجود إرادة سياسية قوية قادرة على عمل أي شيء بشأن مشروع الضبعة النووى، الذي أصبح حلم لملايين المصريين، لحاجتهم الماسة والحتمية للطاقة، ولكن خلال العام الأول من تولية السيسى، بدأ المشروع يرى النور، بعد أن اتخذ خطوات فعلية وملموسة للجميع. وبدأت أولى خطوات هذا الحلم عقب مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين الرئيسين المصرى ونظيره الروسى فلادمير بوتين، لإقامة محطتين نوويتين لتوليد الكهرباء في أرض الضبعة كمرحلة أولى، والتي أعقبها زيارة وفد من الخبراء الروس في مجال الطاقة النووية والأرصاد والزلازل، لتفقد موقع المشروع مؤكدا أن الرئيس الروسى طلب منهم بإعطاء الأولوية للأعمال الروسية الخارجية لمشروع الضبعة، ووقفوا على مدى صلاحية التربة وأبعاد الموقع ومداخل ومخارج المياه، والمعامل وبرج الأرصاد المخصص لقياس درجات الحرارة والرطوبة واتجاهات الرياح، وتفقد أجهزة قياس المياه الجوفية والزلازل والتيارات البحرية وإمداد خطوط الغاز والمياه والكهرباء والاتصالات. وتوالت العروض والوفود على المشروع النووي، وتقديم عروض لإنشاء أول محطة نووية في مصر، فبعد زيارة الروس بوقت ليس بكبير، حضر وفدًا كوريًا، وتلاه وفدًا صينيًا، ومازالت العروض تنهال على مصر في عهد السيسى لإنشاء المشروع. وأكد المهندس أحمد زهدى مدير المشروع، إنه تم الانتهاء من البنية الأساسية والتحتية للمشروع تحت إشراف الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة التي تتولى الإنشاءات الخاصة بالبنية التحتية، وسيتم بناء السور الخارجي للمحطة خلال الفترة المقبلة، وجارٍ الانتهاء من إنشاء عدد من الوحدات الإدارية للعاملين بهيئة الطاقة النووية، وتشطيب بعض المباني الإدارية بعد انتهاء أعمال البناء والخرسانة المسلحة، وعن أماكن إقامة المهندسين والفنيين والعاملين بالمحطة نفسها، سيتم خلال المرحلة الأخيرة من الإنشاءات. وفى العام الأول من حكم السيسي، بدأت الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة المصرية الخطوات الفعلية لتنفيذ مشروع مدينة الضبعة السكنية الجديدة، لإنشاء ألف و500 بيت على مساحة 2383 فدانا، وسيتم بناء هذه الوحدات على طراز البيت البدوى لما يتناسب مع المجتمع الصحراوى وعاداتهم وتقاليدهم، وذلك عرفانًا بالجميل لأهل المدينة الذين أثبتوا وطنيتهم وموقفهم المشرف بتسليم أرض المشروع النووى للقوات المسلحة، وتغليبهم المصلحة العليا للبلاد عن مصالحهم الذاتية. ومن جانب آخر بدأت هيئة التخطيط العمرانى مطلع الشهر الجارى، بتفعيل قرارات إنشاء مدينة العلمين المليونية الجديدة، وتعديل مخطط المدينة الجديدة على مساحة 88 ألف فدان، ليكون جنوب زمام مدينة العلمين الحالية، ومراعاة إمكانية توسعة كردونها وتأهيلها وتطويرها، لتواكب المدينة الجديدة حضاريًا وتنمويًا مع مقترحات للتنمية الشاملة بالتوافق مع متطلبات التطوير في الحيز المكانى واستغلال الظهير الصحراوى، والتأكيد على أهمية احترام كل التجمعات السكانية الحالية ومراعاتها خلال تخطيط المدينة الجديدة، حيث تم إعداد مقترح حدود المدينة الجديدة بالاشتراك بين محافظة مطروح ووزارة الإسكان بعد زيارة ميدانية للموقع. رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، أعطى إشارة البدء في تنفيذ الطريق الحيوى الجديد "سيوة _ جغبوب" لربط واحة سيوة بواحة جغبوب، وإنشاء معبرًا بريًا يعد نقطة التقاء على الحدود المصرية الليبية، وحدد تاريخ افتتاحه في نهاية أغسطس القادم، بطول 90 كيلو مترا بتكلفة إجمالية 500 مليون جنيه، وتولت كعادتها إدارة المهندسين العسكريين بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية مهام التنفيذ، والطريق عبارة عن حارتين بعرض 11ونصف مترا لكل حارة، كمرحلة أولى على أن يقام منفذ بري جديد يربط بين مصر وليبيا في المنطقة الجنوبية لتخفيف الأعباء على المواطنين من الجانبين.