كشفت مصادر مطلعة بمشيخة الأزهر أن الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بكلية الشريعة والقانون، وجه طلبا رسميا للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، للموافقة على مشاركته في مشروع تجديد الخطاب الدينى، الذي تنفذه المؤسسة. وقدم كريمة الطلب مرفقا به عددا من مؤلفاته التي أصدرها، وتدور كلها حول فكرة التجديد ومحاربة التطرف والتشدد الدخيل على الشريعة الإسلامية، وهى كتب «الرؤية الشرعية في جريمة التكفير» و«مضار التكفير الدينى» و«الجندية في الميزان الشرعى» و«حقيقة الفرق الناجية» و«نظرات في الإرهاب»، و«مقاصد الشريعة الإسلامية» و«وجيز الدفاع عن السنة النبوية» و«كيفية دعم ميزانية الدولة» و«المرأة في المجال العام» وكتيب «وجيز الفنون الجميلة والآثار الحضارية». المصادر أكدت أيضا أن الدكتور الطيب استقبل الدعوة بدهشة، على اعتبار أن كريمة دائم الهجوم على الأزهر، ويستغل كل أزمة ليعلن خلافه مع المؤسسة والمسئولين فيها وعلى رأسهم شيخ الأزهر الذي يسبه في وسائل الإعلام، إلا أن المصادر قالت إنه على الرغم من ذلك فإن الطيب لا يغلق بابه في وجه أحد، حتى أولئك الذين يسيئون إليه ويحاولون تشويه مسيرته. يذكر أن كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، كانت له مواقف صدامية سابقة مع مشيخة الأزهر، جعلت التواصل مع المؤسسة أمرا مستحيلا، وخاصة أنه كان دائما ما يوجه نقدا في الإعلام، وصفه العديد من العلماء بأنه لا يليق بعالم أزهرى. ومن أهم انتقادات كريمة الموجهة إلى المشيخة، اعتراضه على مواقف الدكتور أحمد الطيب والأزهر من الشيعة، وسعيه إلى التقريب بينهم وبين أهل السنة، من خلال لقاءاته ومؤتمراته بصحبة الطاهر الهاشمي، وتردده المتكرر على إيران، ما جعله يخضع للتحقيقات بجامعة الأزهر. ووصل الأمر بكريمة إلى درجة أنه دافع عن الشيعة قائلا: «الأزهر مرعوب من الشيعة، وانضم إلى حملات تشويههم إرضاء للسلفية»، وقال أيضا إن «أزهر شلتوت أفضل من أزهر الطيب، لأن أزهر شلتوت سعى للتقريب بين المذاهب الإسلامية المختلفة». وكانت لكريمة تهكماته على علماء الأزهر، أبرزها تلك التي طالت تصريحات وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان بشأن التزام السياسة بالمعايير الدينية، إذ قال كريمة موجها حديثه له: «هل هذه المعايير الدينية تكون طبقا للمذهب السنى أم الشيعى أم أي مذهب». ولم تخل الأزمات الأخيرة التي تعرض لها الدكتور الطيب، من مساهمة كريمة الذي كان أحد المروجين لفكرة وجود عناصر إخوانية بجوار شيخ الأزهر، كما مال إلى المهاجمين وعلى رأسهم وزير الأوقاف، وطالب بتغيير المناهج الأزهرية التي وصفها بأنها تغذى أفكار التطرف، واتهم رجال الأزهر بالتقصير في مهام تجديد الخطاب الدينى. النسخة الورقية