أكد مصدر مقرب من شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، أن السبب الرئيسى لاستبعاد السفير عبدالرحمن موسى، المستشار السابق للإمام الأكبر لشئون الوافدين، من التشكيل الجديد للمكتب الفنى للمشيخة، هو رفض موسى لأى تعاون بين المؤسسة الدينية، وعلماء وممثلى الشيعة الموجودين فى مصر والعراق وباقى الدول العربية. وأضاف أن «موسى رفض دعوة الإمام الأكبر لعقد مؤتمر إسلامى عالمى للتقريب بين السُنة والشيعة، الذى يسعى الطيب من خلاله إلى توحيد الصف الإسلامى، ونبذ التطرف بين الجانبين»، موضحة أن المستشار السابق كان «متعصبًا» لرأيه الرافض للتقريب بين المذاهب، مما أثار غضب واستياء الإمام الأكبر، الذى قرر استبعاده من أقرب تشكيل للمكتب. وكشفت عن مطالبة الطيب لمستشاره بعدم إقحام مؤسسة الأزهر فى التعبير عن موقفه من الشيعة، مؤكدًا أن «التقريب بين المذاهب سيساعد فى تجديد الخطاب الدينى، لأنه سيعيد النظر فى دراسة بعض الأحاديث المختلف عليها، وسيركز على القواسم المشتركة التى تجمع المسلمين، فالسياسة خربت الوفاق بين المذاهب الإسلامية، وتسببت فى هذه الفرقة التى تؤثر على جميع المسلمين وتؤدى إلى الشقاق». وأشارت المصادر إلى أن شيخ الأزهر اختار موسى مستشارًا له منذ أكثر من 5 أعوام، حيث كان وقتها منتدبًا للعمل فى وزارة الأوقاف، مضيفة أن «موسى كان الصديق الصدوق للطيب، الذى كان يصحبه فى جميع زياراته الخارجية، ويعتبره ذراعه اليمنى، ويستعين به فى كل ما يتعلق بالعلاقات الخارجية للأزهر، بالإضافة لحضور جميع لقاءاته بالشخصيات العربية والأجنبية». وبدأت العلاقات بين الجانبين فى التوتر منذ نحو 3 أشهر، بعد رفض موسى وجود ممثلين للشيعة والطوائف الدينية المختلفة فى المؤتمر الدولى لمكافحة الإرهاب، الذى عقده الأزهر فى ديسمبر الماضى، وبحسب المصادر فإن «موسى حاول إقناع الإمام الأكبر بوجهة نظره، إلا أن الطيب لم يلتفت إلى كلامه، وأصر على حضور ممثلين للشيعة فى المؤتمر، لبحث سبل مواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة، مما اضطر المستشار إلى الرضوخ، حيث كان من ضمن المنظمين للمؤتمر، وقدم قائمة بأسماء كبار علماء الشيعة من لبنانوالعراقوإيران، وعلى رأسهم مفتى الشيعة فى لبنان، السيد على فضل الله، ورئيس لجنة حوار الأديان فى إيران، الدكتور على أبطحى». وتصاعد التوتر بين الطيب وموسى، عندما تغيب الأخير عن حضور لقاء شيخ الأزهر ورئيس وزراء العراق، حيدر العبادى، اعتراضًا على مقابلة الإمام الأكبر للمرجعيات الشيعية فى العراق، لبحث التعاون مع الأزهر، ومناقشة القضايا العالقة، التى يستغلها البعض فى تأجيج الصراعات المذهبية»، كما استنكر موسى وعد شيخ الأزهر بزيارة العراق، وعدم انتظاره استتباب الأمور، من أجل التقريب بين السُنة والشيعة، ولم شمل الأمة الإسلامية. وأعربت المصادر المقربة من الطيب، عن استغرابها من موقف موسى الرافض للتقريب بين السُنة والشيعة، مؤكدة أهمية دعوة الحوار مع علماء ومرجعيات النجف الأشراف، فى إطار حل الخلافات التى تقع بين المسلمين جميعًا، وأضافت «يحسب لشيخ الأزهر تحركه لتوحيد صفوف المسلمين سواء سُنة أو شيعة، للقضاء على الإرهاب، كما أنه طلب من العبادى أن يدعو العلماء الشيعة لإصدار فتوى تحرم سب الصحابة، مما طلبه أيضًا من الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد، عندما زار الأزهر منذ أكثر من عامين». وأشارت إلى أن «هناك فرقًا بين الاختلاف العلمى بين كل المذاهب، وهو اختلاف يثرى الفقه الإسلامى، وبين الخلافات الطائفية التى تثير نزعات عنصرية، وتؤدى إلى إشعال المشاحنات بين الطرفين لأسباب سياسية، وليست دينية أو فقهية، لذلك فالإرادة السياسية فى الدول الإسلامية مهمة لإنجاح التقارب بين المسلمين، وتحقيق الوحدة، كما أن فتوى عدم سب الصحابة صدرت فعلًا حتى قبل دعوة شيخ الأزهر، وأعتقد أن علماء الشيعة لن يكون لديهم مانع فى تجديدها».