" تعرف أن إجمالي مساحة الأرض 148، 939، 063.133 كيلومتر مربع بعيد عن مساحة المحيطات والبحار والأنهار.. وأنت بتضيع عمرك عشان تشتري 140 متر عشان شقة في مكان واحد تقعد فيها مبتعملش حاجة، وتقعد حاطط فلوسك كلها في نيش وكماليات مش بتستعمل نصها، تعرف أن العالم فيه 7 بليون بني أدم.. وأنت بتشوف نفس ال50 ولا 60 وش كل يوم ما بين زمايل الشغل وصحابك وجيرانك عشان حاصر نفسك في الدايرة الضيقة دي..يا راجل بلا كلام فارغ..سافر!" هكذا لخص محمود مصطفى كمال، دعوته للسفر، محمود صحفي مصري عمره 27 عام كسر الحواجز السلبية بعزيمة وقرر أن يصل لسقف أحلامه بطائرة تأخذه من بلد لبلد ويبحر بعدها في عالم معرفة كبير حول العالم، حتى يتنفس حرية ويتعرف على اصدقاء جدد من حول العالم ويستكشف أكبر قدر ممكن من الثقافات ومسببات السعادة، رفع شعار السفر للجميع وحطم مبررات السلبيين، محمود مصطفى كمال لا يكتفي بتحقيق احلامه لأن حلمه الأكبر تحقيق أحلام معظم المصريين في السفر والنجاح والسعادة ولذلك صمم أن يحفزهم.. بدأ محمود الحديث قائلا: "حياتي تتلخص في سفري وعملي، اسافر دائما لكي استكشف الثقافات المختلفة حول العالم واستكشف ذاتي وعكس ما يتخيله الناس أن السفر هو التعرف على ناس جديدة فقط بل هو في الأساس رحلة لاكتشاف الذات بعيدا عن الضغوط والعادات والتقاليد، يسافر الشخص وهو يعلم جيدا أنه مع نفسه فقط إذا اخطأ أو التزم فتلك هي شخصيته الحقيقية، لذلك اردت أن اكتشف نفسي وقدراتي حتى استطيع اخذ قراراتي عن اقتناع تام وعن تجربة مقارنة بكل ما رأيته حول العالم، سافرت تركياوباريس وإسبانيا والبرتغال والمجر والنمسا وهولندا وامستردام وايطاليا وبلجيكا وغيرها". ويستكمل محمود: " استمع لقصص الكثير من الشباب الذين يريدون الهجرة بأي شكل هربا من مشكلاتهم المادية والاجتماعية، وهذا ما يجعل هناك صعوبات أمام باقي الناس ممن يريدون السفر للاستمتاع أو التجربة والعودة مرة أخرى للبلد، بسبب نسب كسر الفيزا العالية جدا في مصر التي جعلت الكثير من السفارات تدقق بشكل معقد جدا قبل الموافقة على إعطاء أي مصري الفيزا، وعلى صعيد آخر اقدر جدا مدى يأس الشباب وإحباطهم وأن سفرهم وبعدهم عن أهلهم وتعريض نفسهم للخطر لم يأتي أيضا من فراغ، الموضوع معقد جدا ويحتاج لسنوات من التطور الثقافي والمادي". ويوضح محمود: " أي شخص مهما كانت مقدرته المادية يستطيع أن يسافر حول العالم، أثناء سفري اقابل الكثير من الناس الذين يمكن تصنيفهم تحت فئة الفقراء ماديا، ونحن هنا ابناء اسر متوسطة ماديا نخاف السفر والاستكشاف لأن الكثير متخيل أن المسافر خارج مصر مليونير وهذا غير حقيقي، رغم أنهم قد يسافرون للجونة ويدفعون أكثر مما يمكن أن يدفعوه في مكان جديد خارج مصر، ولا اقصد بذلك أن نهجر السياحة الداخلية ولكن يجب أن يكون هناك مرحلة للاستكشاف على نطاق أوسع واختبار لقناعاتك وخبراتك أمام الثقافات والشعوب الأخرى، ولكي يكون لديك خبرات وقناعات عليك أن تتعامل مع مختلف الشخصيات وترى الكثير من الأماكن وهذا يأتي من السياحة الداخلية والسعي في الحياة عامة". وعن أهم الصعوبات التي تواجه المصريين قال محمود: " مشكلتنا كمصريين أننا لا نريد التخلص من بعض المفاهيم الغير مهمة للسفر بأن تقيم في فندق 5 نجوم ويصحبك مرشد سياحي مثل مشرف رحلة المدرسة، يجب أن نتخلص من تلك الأفكار ونبدأ بالبحث على الإنترنت ونقارن الأسعار ونبحث عن سبب الفرق هل بسبب تقديم خدمة مهمة أم يمكن الاستغناء عنها أم مجرد زيادة أسعار تجارية، واتعجب كثيرا من تعليقات البعض على الصفحات من استفسارات على أسعار فنادق أو أسعار تذاكر الطيران، في حين أنه كان يمكنهم كتابة السؤال على "جوجل" الذي كان سيوفر وقت انتظار الإجابة على السؤال، لأن لن تجد من يلبى احتياجاتك الفورية إذا أردت أن تسافر وتنطلق وتحقق أحلامك، يمكنك أن تستبدل الفندق "بهوستيل" وهي الغرف التي يعيش بها 4 أفراد أو أكثر وتكون أماكن جيدة أيضا وتكلفته في باريس 500 جنيه للأسبوع، ودائما ارى أن الغاية في السفر هو السفر نفسه وليس بمكان النوم مساءا، وبعض الناس تقول لا أجد من يسافر معي ودائما يكون ردي أنك لا تحتاج أحد يأتي معك لأن العبرة في التعرف على ناس جديدة وكلما سافرت كلما قلت مصاريف سفرك بمعارفك الذين سيستضيفونك في بيوتهم المرة القادمة" ! أما عن مميزات السفر قال محمود: "تعلمت الكثير من سفري وأهم شيء لاحظته أن الناس باختلاف اعمارهم ومستوياتهم ومكان ولادتهم وإقامتهم نوعين ناس تريد الاستمتاع بحياتهم ويبحثون عن الطريقة ويستطيعون الحفاظ على نقائهم وناس الحياة تشكلهم ليصبحوا كتلة من الطاقة السلبية لنفسهم ولمن حولهم، السفر كل لحظة فيه تجربة خصوصا إذا كان الإنسان يسافر ليصل مكان شتاء صباحا وفى المساء يصل لمكان طقسه حار، بعده بيومين يسير في شارع مليء بالعلامات التجارية مثل الشانزلزيه وبعده يجلس في مزرعة فقيرة في توسكاني في إيطاليا، كل خطوة سفر في مكان جديد تعتبر تجربة ثرية، روما أخطر بلد قمت بزيارتها لأن نسبة السرقة عالية جدا . ويتحدث محمود عن سلبيات الشعب المصري قائلا: " لدينا الكثير من الصفات السيئة مثل عدم الالتزام بالنظافة والنظام والاحترام والأهم هو السلبية نفسها، الناس لا تريد أن تأخذ المبادرة تنتظر شركة سياحة تنزههم في شوارع روما بمقابل مادي قد يصل للضعف ينتظرون عمل بواسطة وأهل يشترون لهم السكن ويزوجوهم ومحور الحياة كلها هو المظهر العام وعدم الاهتمام بأن نعيش وأن نسعد أرواحنا، حتى من يقوم بالمبادرة يقوم الكثير بإحباطه واتذكر جيدا عندما بدأت مشواري الصحفي وعمرى 17 عام بدون واسطة وجدت الكثير من المعارضين والساخرين، وها أنا اعمل بنفس المجال، وتحدثني الكثير من شركات السيارات عن موقعي وعملي الصحفي، وعندما سافرت قالوا لي "أنت فاكر نفسك مليونير ولا رحالة" والآن استمتع بحياتي واترك الطاقات السلبية لهم، وأهم شيء إيجابي في شعبنا هو تقارب العلاقات والطيبة، وقد تجد شاب كل حلمه أن يهاجر ولكن لا يفعل بسبب شدة تعلقه بأهله وعلى ناحية أخرى هناك أهالي لا يوافقون من الأساس على سفر ابنائهم وانصح الأهالي أن يتركوا لأبنائهم مساحة وأن يحاول الابناء بكل قدرتهم أن يقنعوهم وهذا لم أمر به لأنني بدأت السفر وعمرى 24 عام وفي هذا الوقت كنت مستقل ماديا وحياتيا عنهم، ومن خلال السفر تمكنت من الاستثمار في عملي فمن خلال الاحتكاك بالمجتمعات الأخرى ألهمت بالكثير من الأفكار وطبقتها في عملي". وعن صورة المصريين بالخارج يحكى محمود: "كثيرا ما واجهتني مواقف في السفر لكوني مصري وجميعها مواقف رائعة، عندما سافرت لروما وكنت اتجول بصحبة مرشد سياحي في المسرح الروماني وكان يتعرف على المجموعة وبلد منشأهم فكانت الإجابات ألمانيا وفلندا والدنيمارك وبلجيكا.. وعندما اتى دوري ونطقت مصر وجدت الجميع ينظرون إلى فاندهشت من رد الفعل فقال المرشد السياحة "معانا فرعون هنا" وهو ما جعل الناس يتحدثون معي عن الفراعنة والتاريخ المصري القديم بعد الجولة وقتها شعرت بفخر ببلدي، وضللت الطريق ذات مرة في بلجيكا وسألت زوجين صينيين عن الطريق ووجدتهم ذاهبين لنفس المكان فرافقتهم وعندما تعرفنا وسألوني عن بلدي وقلت مصر صرخت السيدة وقالت أن حلم حياتها أن تزور مصر ولكنهم خائفين من الوضع الأمني وشرحت لهم أن الوضع أصبح جيد وعندما يأتون مصر سأقوم بمرافقتهم". وعن صفحة محمود على الفيس بوك يقول: "لم اتوقع ردود الفعل التي وجدتها على صفحتي واشتراك 28 ألف معجب في نحو أسبوع، نمت يوما واستيقظت على عدد ضخم من التعليقات والإعجابات واعتقد أن هذا الإبهار جاء من فكرة تحقيقي لحلم موجود في عقول الكثير من الشباب ومنتظرين شيء يدفعهم لتحقيقه، فاخترت أن اكون محفزهم يوميا بحكايات وحلول للصعوبات التي يروا أنها سبب إيقاف حلمهم كمجرد حلم في العقل لن يحقق، وطموحاتي أن اعمل أكثر وانجح أكثر واسافر أكثر حتى يصبح عمري 60 عام واكون على إيمان أنني تمتعت بحياتي وانظر لها برضا ولم افوت فرصة للاستمتاع والمغامرة واستكشاف ما حولي، وانصح الجميع بالسفر وأن يستمتعوا بالتجربة بكل أشكالها فيمكنك أن تسافر بالقطار والطائرة والمركب والدراجة حتى ترى المسافر البلد بكل الزوايا والطرق، اتذكر جيدا أنني قابلت شخص في إيطاليا جاء من ألمانيا مسافرا بدراجة، وقابلت أمريكية في إسبانيا تجولت في إسبانيا كلها سيرا على الأقدام!