إنطلاق الدورة التدريبية الرابعة بجامعة القاهرة للأئمة والواعظات    تراجع في 3 بنوك.. سعر الدولار اليوم ببداية تعاملات الاثنين    السيسي ورئيس البنك الأفريقي يؤكدان أهمية دعم مصر في تحقيق الإصلاح الاقتصادي وتنفيذ مشروعات "نوفي"    تعويض 2000 جنيه.. البترول تعلن خلال ساعات آلية تقديم أوراق المتضررين من البنزين.. فيديو    مصر وقطر تتفقان على توقيع عقود طويلة الأمد لتوريد الغاز الطبيعي    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    كسر مفاجئ بخط مياه قطر 1000 مم بمنطقة الرماية بالهرم    حزب العمال الكردستاني يعلن حل نفسه وإلقاء السلاح    إسقاط 230 مسيرة أوكرانية استهدفت «دونيتسك» خلال أسبوع    وزير الخارجية يؤكد التزام مصر الكامل بدعم السلام والاستقرار أقليميا ودوليا    ضربة جديدة لإسرائيل.. صندوق النرويج السيادي يسحب استثماراته من شركة «باز»    الجيش الملكي يتأهل لدوري أبطال أفريقيا.. والوداد يذهب للكونفدرالية    تشكيل الهلال المتوقع لمواجهة العروبة في الدوري السعودي    مواعيد مباريات الإثنين 12 مايو 2025.. منتخب الشباب من أجل المونديال وقمة اليد    موعد مباراة الأهلي وسيراميكا فى دوري nile والقناة الناقلة .. تعرف عليه    «ضربة يد».. تنهى حياة جزار في مشاجرة بالخانكة    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى الطالبية دون إصابات    إصابة 4 أشخاص بطلقات نارية في مشاجرة بدار السلام بسوهاج    حادث مروع على الطريق الإقليمي بالمنوفية| انقلاب"تريلا" بعد دهس عدد من السيارات.. صور    تأجيل محاكمة المتهم بقتل والده خنقا خلال مشاجرة بطوخ لأغسطس المقبل    يارا السكري تكشف حقيقة ارتباطها ب أحمد العوضي    عمرو سلامة يعلق على تصنيفه من المخرجين المثيرين للجدل    أخرهم بوسي شلبي ومحمود عبد العزيز.. زيجات في الوسط الفني أثارت الجدل    ما حكم الأضحية إذا تبين حملها؟.. الأزهر يوضح    الصحة: تعيين 261 طبيبا بالهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية    «قصر العيني» يحصل على اعتماد الجمعية الأوربية لأمراض القلب    5 أطعمة يجب تناولها بعد الوجبات الثقيلة لتحسين الهضم    القافلة الطبية بقرية الوسطاني بدمياط تقدم خدمات علاجية مجانية ل 1758 مواطنا    أصالة توجه رسالة دعم ل بوسي شلبي    اليوم.. إعادة محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية فى بولاق    رئيس جامعة حلوان يشهد افتتاح فعاليات المهرجان الأول لتحالف جامعات إقليم القاهرة الكبري    في حوار خاص.. رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يتحدث عن التحديات والرهانات والنجاح    إصابة طالب بحروق إثر حادث غامض في البراجيل    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 12 مايو بسوق العبور للجملة    أغنية مش مجرد حب لرامي جمال تقترب من تحقيق مليون مشاهدة (فيديو)    المطورين العقاريين: القطاع العقاري يُمثل من 25 إلى 30% من الناتج القومي    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    حكم اخراج المال بدلا من شراء الأضاحي.. الإفتاء تجيب    زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب جنوب غربي الصين    لبنى عبد العزيز لجمهورها: الحياة جميلة عيش اليوم بيومه وماتفكرش فى بكرة    المجلس الوطني الفلسطيني: قرار الاحتلال استئناف تسوية الأراضي في الضفة يرسخ الاستعمار    تزامنا مع زيارة ترامب.. تركيب الأعلام السعودية والأمريكية بشوارع الرياض    مدير الشباب والرياضة بالقليوبية يهنئ الفائزين بانتخابات برلمان طلائع مصر 2025    حقيقة وفاة الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق    المهندس أحمد عز رئيسا للاتحاد العربى للحديد والصلب    تكليف «عمرو مصطفى» للقيام بأعمال رئيس مدينة صان الحجر القبلية بالشرقية    حبس وغرامة تصل ل 100 ألف جنيه.. من لهم الحق في الفتوى الشرعية بالقانون الجديد؟    عاجل- قرار ناري من ترامب: تخفيض أسعار الأدوية حتى 80% يبدأ اليوم الإثنين    «انخفاض مفاجئ».. بيان عاجل بشأن حالة الطقس: كتلة هوائية قادمة من شرق أوروبا    نجم الزمالك السابق: تعيين الرمادي لا يسئ لمدربي الأبيض    تبدأ في هذا الموعد.. جدول امتحانات الصف الأول الثانوي بمحافظة أسوان 2025 (رسميًا)    3 أبراج «مكفيين نفسهم».. منظمون يجيدون التخطيط و«بيصرفوا بعقل»    وزيرا خارجية الأردن والإمارات يؤكدان استمرار التشاور والتنسيق إزاء تطورات الأوضاع بالمنطقة    منافسة رونالدو وبنزيما.. جدول ترتيب هدافي الدوري السعودي "روشن"    حسام المندوه: لبيب بحاجة للراحة بنصيحة الأطباء.. والضغط النفسي كبير على المجلس    خبر في الجول - جاهزية محمد صبحي لمواجهة بيراميدز    الإفتاء توضح كيف يكون قصر الصلاة في الحج    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا يكرهون الشيعة؟
نشر في البوابة يوم 29 - 05 - 2015

في الأدبيات التاريخية يطلق على كلتا الفرقتين أنهما من المسلمين، فيما الخلاف ضرب بجذوره بين الفصيلين منذ زمن بعيد، ربما يعود إلى الأزمنة الإسلامية الأولى، فإذا تحدثنا عن هذا الخلاف سنجد أنه يرجع لسوء الفهم والإصرار على الرفض من كلا الجانبين، فالسنة يتصيدون الأخطاء للشيعة، ولا يحاولون التجاوز عن أسباب الخلاف التي تمزق أي محاولة للتواصل، بينما يساعد الشيعة على تضخيم الأزمة من خلال ما يقومون به من توجيه الإهانات المتكررة لرموز السنة خاصة الصحابة.
وبالرغم من أن الخلاف قديم ومتأصل، إلا أنه اتخذ الصورة السياسية في الفترة الأخيرة، وعاد بالدول الإسلامية والعربية إلى الخلافات القديمة، التي كانت سببا رئيسيا في شق الأمة وتقسيمها إلى سنة وشيعة، ويشهد التاريخ على ذلك، بما دونه من وثائق حول الخلاف بين الأمويين والعلويين، الذي تأصل فيما بعد، من خلال إلقاء الشيعة على السنة كل الأوزار التي قام به حكامهم على مدى التاريخ.
الحاصل أن الغرب استغل الخلاف بين الفريقين، لتفريق الأمة العربية والإسلامية استغلالا للحمية الدينية والمذهبية عندهما، ومن ثم تضخم الأمر بصورة أصبحت خارجة عن سيطرة الحكماء.. الورطة ألمت بالجميع ووصلت إلى حروب وخلافات سياسية خرجت عن حدود السيطرة.
يمنعون المخالفين من ممارسة شعائرهم
تجاوزات شيعية تسببت في تنامى مشاعر الكراهية ضدهم
سب الصحابة وزواج المتعة وعاشوراء ونشر المذهب الشيعى داخل الدول العربية واضطهاد السُنة وقتلهم واغتيال العلماء أبرزها
بعيدا عما ذكرته التقارير الشيعية، فإن هناك أمورا عديدة تسببت في تصاعد مشاعر الرفض والعداء لدى مذهب أهل السنة والجماعة الذي ينتمى إليه معظم المسلمين في الوطن العربي تجاه الشيعة، بعضها يرجع إلى أمور عقائدية تعد لدى باقى المذاهب الإسلامية أمرا كارثيا، ليس له أي علاقة بالإسلام، ويتنافى مع جوهره الرحيم، والحكيم، ويمنح صورة سيئة عنه ك«أفعال الشيعة في ذكرى عاشوراء»، وأخرى لما تمثله من طعن في شخصيات بعينها تمثل لباقى المسلمين مكانة عالية تلى الأنبياء، ذلك بخلاف أفعال أخرى من قبيل المخطط الإيرانى لنشر المذهب الشيعي، الذي عبر عنه الدستور الإيرانى عقب الثورة الخمينية، بمادة تنص على ضرورة نشر مبادئ الثورة في باقى الدول الإسلامية، وما ترتب عليه من مليارات إيرانية تصرف لنشر المذهب الشيعي في تلك الدول، فضلًا عن اضطهادهم لأهل السنة في المناطق التي يحكمون سيطرتهم عليها، ولهم الغلبة فيها.
وتتحدد أبرز تجاوزات الشيعة في سبهم للصحابة والسيدة عائشة- رضى الله عنها- حيث يعد ذلك جزءا من عقيدتهم، ويعتبرون لعن الصحابة خاصة أبا بكر وعمر «دينا»، ولقد كفّرت الشيعة الإنثا عشرية جميع الصحابة سوى ثلاثة هم الذين رأوا أن على أولى بالخلافة من أبى بكر وعمر، ويوضح العالم الشيعى اللبنانى محمد جواد مغنية موقف الشيعة من الصحابة فيقول: «الشيعة يعتقدون في الصحابة أنهم كغيرهم، فيهم الطيب والخبيث، والعادل والفاسق»، ويقصد بالطيب والعادل عليا- رضى الله عنه- ومن شايعه من الصحابة كما يزعمون، بينما الخبيث والفاسق جمهور الصحابة الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان- رضى الله عنهم- بالخلافة، كما يعتقدون أن كل الصحابة ارتدوا بعد وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم- إلا ثلاثة، فينسبون إلى أبى جعفر أنه قال: «كان الناس أهل الردة بعد النبى إلا ثلاثة، فقلت ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي»، وذلك لقول الله عز وجل: «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ»، ويروى عن موسى بن جعفر الإمام المعصوم السابع -عندهم- أنه قال: «إذا كان يوم القيامة نادي مناد أين حوارى محمد بن عبد الله رسول الله الذي لم ينقضوا عليه؟ فيقوم سلمان، والمقداد، وأبو ذر».
ويمتد حقد الشيعة إلى السيدة عائشة- رضى الله عنها- حيث يقولون فيها أفظع الأقوال ويرمونها بالزنى والكفر، وفى 17 رمضان 1431 الموافق 27 أغسطس 2010، أقامت جماعة شيعية بزعامة ياسر الحبيب احتفالا في لندن تحت رعاية (هيئة خدام المهدي)، وبحضور علماء ومثقفين شيعة، تحت شعار «فرحة الحسن-عائشة في النار» أقاموه فرحا بمناسبة وفاة «السيدة عائشة»، ويقول شيخ الطائفة لدى الشيعة أبو جعفر الطوسى في كتابه «الاقتصاد فيما يتعلق في الاعتقاد» ص 36: «عائشة كانت مصرة على حربها لعلي، ولم تتب، وهذا يدل على كفرها وبقائها عليه».
وحينما سأل الشيعة عن سبهم للصحابة والسيدة عائشة- رضى الله عنها- قال السيّد جعفر علم الهدى، أحد علمائهم، خلال موقع العقائد الإسلامية الشيعي: «نحن لا نسب الصحابة وزوجات النبى بل نلعنهم، وفى اللعن قد اقتدى الشيعة في ذلك بالقرآن الكريم، حيث لعن الله تعالى تكرارا ومرارا الكافرين والمنافقين والظالمين، ومَن كتم الحقّ والهدى والبينات، ومَن آذى الله ورسوله، ولعن اليهود والنصارى: «وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ» {المائدة/64}، واللعن يختلف عن السبّ والشتم، فإنّ اللعن من الله تعالى هو الطرد من الرحمة، ومن العباد الدعاء على الملعون بأن يطرده الله من رحمته، ويتضمّن البراءة والانزجار عن فعله أو عقيدته».
ومن الأمور التي تدخل في إطار جوهر ما يعد تجاوزا شيعيا لدى أهل السنة والجماعة «زواج المتعة»، وهو جزء رئيسى ومعتقد لدى المذهب الشيعي، ومعناه أن ينكح الرجل المرأة لمدة محددة مسبقا (طبقًا لاتفاقهما طالت أو قصرت) بهدف المتعة، على أن يتم الانفصال بينهما فيما بعد، وإذا تم إنجاب أطفال فيتم الاعتراف بهم، وهو ما يعتبره المذهب الآخر زنى. ومن أقوال أئمتهم في الشيعة ما قاله أبو عبد الله: «هي كبعض إمائك، وعدتها خمس وأربعون ليلة، فإذا جاء الأجل كانت فرقة بغير طلاق، وإن شاء أن يزيد فلا بد من أن يصدقها شيئا، قل أم كثر، ولا ميراث بينهما إذا مات واحد منهما في ذلك الأجل، وإذا تزوج الرجل امرأة متعة، ثم مات عنها، فعليها أن تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام، فإذا انقضت أيامها، وهو حى فحيضة ونصف مثل ما يجب على الأمة، وإن مكثت عنده أياما فعليها أن تحد، وإذا كانت عنده يوما أو يومين أو ساعة من النهار فتعتد ولا تحد».
أما ذكرى عاشوراء فتعد من أكثر الشعائر الشيعية الصادمة، الداعية لاشمئزاز كل من يخالف عقيدتهم، ففيها يشرع الشيعة بجلد أنفسهم وجرح أبنائهم ليسيل الدماء منهم ويلطخ جلودهم، تعبيرا عن الحزن والندم على مقتل الحسين في كربلاء، ومن أبرز الدول التي تشهد تلك الاحتفالات إيران والعراق وأفغانستان وباكستان وسوريا.
وإذا انتقلنا للحديث عن الاضطهاد السنى والشيعي، فسيتبين أن مسلسل الاضطهاد بين السنة والشيعة ليس أحادى الجانب، ففى الوقت الذي يحاول فيه الشيعة لاسيما في الوطن العربى التأكيد على تعرضهم للاضطهاد، يتعرض السنة للاضطهاد في الدول التي يسيطر عليها الشيعة، على رأسها إيران، حيث أكدت العديد من التقارير الحقوقية أن أهل السنة يتعرضون للاضطهاد في إيران، بداية من عدم حقهم في اختيار خطب الجمعة، وإجبارهم على الاستماع للخطب الشيعية، مرورا بتعرض العديد منهم للاعتقال، خاصة ضد طلاب المراكز الدينية من أهل السنة في إقليم بلوشستان، ذى الأغلبية السنية ذلك بخلاف ما تقوم به ميليشيات الحشد الشعبى الشيعى في العراق، من إبادة لأهل السنة بدعوى مواجهة «داعش»، جعلت شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب يصدر بيانا ينتقد فيه تلك الأفعال، ويطالب بالتدخل لوقف تلك المجازر على حد وصفه، وهى الاتهامات ذاتها التي وجهتها منظمة العفو الدولية، حيت اتهمت منظمة «الحشد الشعبي» بقتل عشرات المدنيين السنة «بإعدامات عشوائية»، واصفة ممارساتها بأنها «ترقى لمستوى جرائم الحرب»، مشيرة إلى أن حكومة حيدر العبادى التي تدعم وتسلح هذه المجموعات «تغذى دوامة جديدة وخطرة من انعدام القانون والفوضى الطائفية في البلاد»، ذلك بخلاف تعامل نظام بشار الأسد العلوى مع المعارضين له منذ بداية أحداث الثورة السورية بدعم من إيران وحزب الله البناني.
«عوراء» لا تلتزم الحياد تجاههم
المظلومية الكاذبة في تقارير المنظمات الحقوقية
لا ترى تقارير المنظمات الحقوقية عن أوضاع الشيعة، في كثير من دول العالم الحقيقة إلا بعين واحدة، أما العين الثانية فإنها لا ترى ما يمكن أن يرتكبه الشيعة أنفسهم، فضلا عن التهويل الشديد في تناول تلك الانتهاكات، التي ارتكبت بحق الشيعة والتجاهل المتعمد للسياقات المحيطة بالواقعة، فيبدو الأمر في النهاية كما لو أن المواطنين السنة، هم الذين يقررون ابتداء انتهاك حقوق أي شيعي، يمر أمامهم في مصر على سبيل المثال.
رصد عدد من المنظمات الحقوقية أحداث زاوية أبو مسلم وفقا لقاعدة «العين الواحدة»، ومن ذلك تقرير منظمة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية الذي روى الواقعة على النحو التالى: «إن الأحداث بدأت حين هاجم العشرات من أهالي زاوية أبو مسلم منزلا مملوكا لأحد السكان المعروفين بانتمائهم للمذهب الشيعى أثناء اجتماع دينى حضره الداعية الشيعى حسن شحاتة ومجموعة من أتباعه عصر الأحد 23 يونيو 2013، وحاصروه لفترة وسط تحريض من دعاة سلفيين، وألقوه بالحجارة وقذائف المولوتوف ثم حاولوا اقتحامه، وقاموا بهدم أجزاء من السقف، قبل أن ينجحوا في إخراج الشيخ حسن شحاتة وشقيقيه وواحد من أتباعه، وقاموا بضربهم بعصى وآلات حادة وسحلهم في الشارع، قبل أن تتسلمهم الشرطة، التي تواجدت منذ بداية الحصار ولم تتدخل، وذلك وفق إفادات لشهود عيان من المنتمين للمذهب الشيعي، في زاوية أبو مسلم وآخرين من سكان القرية».
وأعلنت الصحة عن وفاة الأربعة «الشيخ حسن محمد شحاتة وشقيقيه شحاتة محمد شحاتة وإبراهيم محمد شحاتة، وأحد تلاميذه عماد ربيع على»، ولم يذكر التقرير كلمة واحدة عن هجوم حسن شحاتة المستمر ضد رموز سنية مثل صحابة الرسول وزوجاته رغم أن تسجيلاته متوافرة على شبكة الإنترنت، ورغم أن هذا الأمر لا يبرر جريمة مقتله إلا أنه على الأقل يوضح السياق الذي جرت فيه الجريمة، ويفسر تصرف عوام الناس ضد سب ما يعتبرونه مقدساتهم، أما تقارير المنظمات الحقوقية الشيعية، فإنها تمتلئ بالمبالغات ومثال على ذلك التقرير الصادر عن المنظمة العالمية للدفاع عن حقوق الشيعة، وهى منظمة ذات تمويل شيعى، حيث أشارت إلى أنها رصدت ما يزيد على مقتل 300 شخص وجرح 250 آخرين، وسجلت 19 عملية اختطاف و126 عملية اعتقال، أي بمعدل يومى يقارب على مقتل 11 شخصا وجرح 8 يوميا، واعتقال 9 أشخاص كل يومين، ذلك خلال شهر إبريل فقط، وزعمت أن معاداة الشيعة شهدت توسعا وانتشارا ليضم المزيد من البلدان، مقارنة بالأشهر السابقة من عام 2015، فقد تأكد حصول وقائع ذات صلة في نيجيريا ومدغشقر، ثم ذهب التقرير إلى أن الخط البيانى لمعاداة الشيعة آخذ في الارتفاع إلى أن يعالج المجتمع الدولى القضية.
ويبدو أن الغرض من هذه التقارير ليس سوى تدويل قضية الشيعة في المجتمعات السنية، فالتقرير لم يذكر كلمة واحدة عن الميليشيات الشيعية، المنتشرة بطول الفرات، المدعومة حكوميا وانتهاكاتها ضد السنة، حيث تناول ما زعم أنه انتهاكات بحق الشيعة في العراق، ولم يغفل الإشارة إلى أنها جاءت من قبل جهات غير حكومية، على خلفية معتقدهم الدينى بهدف تبرئة الحكومة الموالية لإيران، كما تحدث التقرير عن أن وقائع القتل أو الجرح جاءت نتيجة التفجيرات، أو إطلاق النار المباشر، وكذلك للسببين مجتمعين، فإنه تأكد مقتل 302 شخص وجرح 258 في شهر إبريل، داخل العراق ضمن ما اسماه «عملية الإبادة ضد الشيعة».
وقال أيضا: «انخفض عدد القتلى مقارنة مع الشهر الماضى الذي سجل 376 قتيلا، ولكنه ارتفع بعدد الجرحى من 165 إلى 258، ولوحظ تأرجح في متغيرات وسائل العنف على مدى العام، ويبدو أن هذا التأرجح مستمر»، مشيرا إلى أن معظم التفجيرات حدثت في مناطق مختلفة في بغداد على أيدى الإرهابيين الذين يرمون إلى تشتيت تركيز قوات الأمن، عن سائر المناطق في العراق، أما في السعودية فإن التقرير زعم أن السلطات السعودية تقوم بممارسات عنف ضد الشيعة في المنطقة الشرقية، من خلال مداهمات القوات الأمنية واعتقالها ل30 شخصا، واتهم التقرير الأمير نايف بن عبدالعزيز، حاكم المنطقة الشرقية، بالإدلاء بتصريحات معادية للشيعة لمجرد أنه اتهم قطاعا من الشيعة بمحاولة تقسيم البلد، كما اتهم السعودية بأنها معروف عنها تزمتها الدينى الراديكالى – السنى الوهابى وتصنيفهم للشيعة على أنهم غير مسلمين، «لكن اللافت أن بعدها بأيام قليلة انتفضت السلطات السعودية ضد حادث القطيف الذي استهدف الشيعة في المنطقة الشرقية، وهو ما يكشف زيف هذه النوعية من التقارير التي من الواضح أنها هاجمت المملكة بسبب عملية عاصفة الحزم ليس إلا.
وفى البحرين التي جرت فيها محاولة شيعية للانقلاب على السلطة، قبل أعوام قليلة اتهمت التقارير السلطات بسوء معاملة المعتقلين في سجن جو، واستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، وتصويب الأعيرة النارية على رءوس المتظاهرين السلميين، وأشارت إلى تعرض المعتقلين في سجن «جو» إلى الضرب، التعذيب، نقص في المواد الطبية، وانعدام النظافة واستدلت على ذلك بظهور أمراض جلدية مثل الحساسية، وذكرت أن عدد الاعتقالات في البحرين منذ بداية إبريل وصل إلى 91 ناشطا – موضحة أن مقارنة عدد الاعتقالات في شهر إبريل فقط مع تلك في الأشهر منذ بداية عام 2015 فإن الاعتقالات في إبريل بلغت قرابة نصف الاعتقالات تلك، حيث إن الاعتقالات على مدى الأشهر السابقة لم تتخط ال200 اعتقال.
أين شيخ الأزهر؟
النفيس يدّعى الحق في انتقاد الصحابة باعتبارهم بشرا
كانت للأزهر محاولات سابقة للتقريب بين السنة والشيعة، فيما عبر الدكتور أحمد الطيب في مواقف عديدة عن رغبته في التقريب والقضاء على حالة الشقاق والعداء التي تعيش فيها الأمة بسبب الخلاف المذهبى، مؤكدا أن الأصول الشرعية لا يختلف عليها الفريقان، وعلى الجانبين السنى والشيعى أن يتجاوزا تلك الحالة.
لكن مرة أخرى، نجد الطيب يتخذ موقفا معاديا بسبب معاداة الشيعة لأهل السنة وحرصهم على استمرار السب والقذف المستمر من قبل الشيعة للصحابة.. الطيب اتهم أيضا بعض الفضائيات العربية بإثارة الفتنة بسبب ما تثيره من انقسامات بين الفريقين في العالم الإسلامي، وأصر على رفضه القاطع لتكفير الشيعة في تلك الفضائيات، قائلا: «هذا شيء مرفوض ليس له أصل في الكتاب ولا السنة، فلا يوجد عندهم قرآن آخر، إلا أن مواقفه تتغير وفقا لحالة الشيعة أنفسهم الذين يصرون على الهجوم على أهل السنة، فنجده يتعامل بلهجة تهديدية ضد الشيعة.
لكن بعد كل موجة غضب شديدة ضد الشيعة، يعلن الطيب دائما عن رؤيته في أن سبب الأزمة هو وجود أياد مغرضة وراء هذا العمل الذي لا يرضى أحدا، بعد أن تطور إلى كتابات وكتب وبرامج فضائية تشكك في إيمان سيدنا أبى بكر وعمر، ثم سب أم المؤمنين عائشة- رضى الله عنهم- إلى غير ذلك من الأفكار المستقبحة.
المفكر الشيعى أحمد راسم النفيس رأى أن من أسباب الاضطهاد الفكر الوهابى الذي عليه أغلب مواطنى المنطقة العربية، والذي يلصق بالشيعة ما ليس فيهم من أوهام، مضيفا، لدينا موقفنا المعروف من احترام الأنبياء والأئمة، أما عدا ذلك ممن مارسوا العمل السياسي من الصحابة ننتقد أفعالهم، وهذا حقنا فهم ليسوا بذوى العصمة، ونحن على تقدير كبير للصحابة، وفى مقدمتهم عمار بن ياسر، وسلمان الفارسى وغيرهما كُثر، فالمسألة ليست سبا كما يروج البعض، لكن ما في الأمر نحن نعترض على سياسات مورست من بشر يحكمون.
ويتابع النفيس: كما أنهم يقولون إن الشيعة يسبون عائشة في الشهادة، وهو قول باطل زعمه أحمد الطيب أكثر من مرة، وجعلنا من خلاله كفارا، لكنه لم ينطقها صراحة، ولن يجرؤ على ذلك، فالمذهب الشيعى متمكن من الأزهر، وسيبقى ما بقيت الشمس في كبد السماء.
وأرجع النفيس أسباب التطرف إلى الأفكار التي يتداولها الوهابية من قتال المرتدين، استنادا للفتوى الطائفة الممتنعة لابن تيمية، القائمة على قتل الخليفة الأول للممتنعين عن دفع الزكاة، وهم لم يقوموا بذلك، وجعلوا من الزكاة الفريضة الشخصية، فريضة سياسية، وتكفير الممتنعين عن أدائها وإباحة دمائهم، ويؤكد المفكر الشيعى أن الشيعة كمدرسة فقهية يكفيها فخرا بأنها قادرة على مواجهة أفكار التطرف والإرهاب، فالإرهاب لا يمكن أن يكون شيعيا، لأسباب كثيرة أهمها المرجعية، فليس لأحد ممن يتبعون الشيعة أن يخرج على الأفكار التي اعتمدها الثقات منهم، كما أن لديهم تجارب كثيرة سبق أن تحدثوا عنها في التفرقة بين الجانب التشريعى وله مرجعيته، وحرية التعايش مع غيرنا ممن هم يدينون بغير الإسلام، انطلاقا من القرآن الذي أمرنا بالبر والتعاون.
النسخة الورقية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.