البحرين تخلت عن دعم المرشح العربى مقابل وعود قطرية بنصيب من استثمارات كأس العالم أعلنت وزارة العدل الاتحادية السويسرية رسميا القبض على ستة من المسئولين الكبار فى الاتحاد الدولي لكرة القدم، على خلفية تهم تتعلق بالفساد والرشوة بينهم نائب رئيس الاتحاد «جوزيف بلاتر»، وذلك بعد صدور مذكرات اعتقال رسمية بحقهم من الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولم تشر السلطات السويسرية إلى أسماء المسئولين المتورطين، لكن صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية كشفت الأسماء جميعا وقالت إن الاتهامات ستطال آخرين ليرتقع العدد إلى 14 مسئولا، ومن بين المتهمين، جيفرى ويب نائب رئيس فيفا ورئيس اتحاد «كونكاكاف»، أوجينيو فيجيريدو نائب رئيس فيفا ورئيس اتحاد أمريكا الجنوبية، جاك وارنر، إدواردو لى، خوليو روشا، كوستاس تاكاس، رافايل إسكيفيل رئيس اتحاد فنزويلا، خوسيه ماريا مارين رئيس الاتحاد البرازيلى ونيكولاس ليوز. وطالت الاتهامات أيضا مسئولين كبارا فى شركات تسويق رياضية، ومنهم إليخاندرو بورزاكو، إرون دافيدسون، هوجو جينكيس وماريانو جينكيس، ووجهت التهمة أيضا إلى خوسيه مارجيليس الوسيط الذى سهل عملية الدفع غير القانونية. وأكدت وزارة العدل السويسرية أن مكتب النائب العام من نيويورك يحقق فى قضية تتعلق بقبول الموقوفين الرشاوى ومكافآت خلال فترة تتراوح منذ تسعينيات القرن الماضى وحتى الآن، وبلغت قيمة الأموال 100 مليون دولار، وتطال هذه القضايا عدة ملفات مهمة من بينها ملف حصول قطر على حق تنظيم كأس العالم 2022 والذى أثار جدلا كبيرا فى العالم. وأكدت الصحيفة الأمريكية أن السلطات السويسرية داهمت مقر إقامة المسئولين فى مدينة زيورخ واعتقلتهم جميعا واقتادتهم إلى جهات التحقيق، وأن الولاياتالمتحدة طلبت اعتقالهم لأن الجرائم اتفق عليها وأعد لها فى الولاياتالمتحدة، وجرت عبر حسابات مصرفية فى بنوك أمريكية، ومن جانبه قال متحدث باسم «فيفا» إن الاتحاد الدولى طلب استيضاح الموقف. وتعد الاتهامات الأخيرة بمثابة حلقة فى سلسلة طويلة من فضائح الفساد التى تهدد أكبر اتحاد رياضى فى العالم، والذى تحول إلى ما يشبه وكرا للفساد يديره الرجل القوى «جوزيف بلاتر»، ويرى مراقبون أن هذه الاتهامات ستكون مسمارا فى نعش بلاتر، ومن المتوقع أن تلقى تلك القضية بظلالها على انتخابات «فيفا» المقررة الجمعة المقبل، والتى ينافس فيها بقوة الأردنى الأمير «على بن الحسين»، الراغب فى إنهاء سيطرة بلاتر على «فيفا». وكشفت هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى أن الأمير على بن الحسين اجتمع بمستشاريه، أمس، لبحث تأثير القبض على مسئولى «فيفا» فى انتخابات رئاسة الاتحاد الدولى وكيفية الاستفادة من هذا الحدث المهم، ولكن مع هذا يرى آخرون أن بلاتر مازال الرجل القوى فى «فيفا» نظرا لعلاقاته المتشعبة، فضلا عن أنه يحظى بدعم الكثير من الاتحادات الرياضية، منها الاتحاد الآسيوى الذى ترأسه البحرين وتؤثر فيه قطر بشدة، نظرا لرئاسة القطرى محمد بن همام هذا الاتحاد لسنوات طويلة، ورغبة الدوحة فى بقاء بلاتر حتى تنظيم كأس العالم 2022، خوفا من سحب الملف منها. وشهدت الفترة الماضية العديد من اتهامات الفساد التى لاحقت مسئولى الاتحاد الدولى، غير أن «فيفا» لطالما نفى مثل هذه الاتهامات، والتى كان آخرها فى ديسمبر الماضى، حين أعلنت لجنة الأخلاقيات بالاتحاد إغلاق تحقيق حول شبهات فساد فى عملية منح كل من روسياوقطر شرف استضافة نهائيات كأس العالم 2018 و 2022 على التوالى، فقد خلصت اللجنة إلى أنها لم تجد أى دليل يثبت تورط أحد مسؤولى «فيفا» فى مثل هذه الشبهات، غير أن مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى واصل تحقيقاته حول فساد مسئولى «فيفا»، خصوصا بعد إعلان مايكل غارسيا، الذى كان مكلفا بالتحقيق فى قضايا فساد داخل «فيفا»، بالانسحاب من مسئوليته والنأى بنفسه عن النتائج التى توصلت إليها لجنة الأخلاقيات. كان العالم أجمع قد فوجئ بفوز قطر عام 2010 بحق تنظيم كأس العالم فى 2022، متفوقة على دول عريقة وكبرى مثل أسترالياوالولاياتالمتحدة وكرويا الجنوبية، ورغم وجود مشكلات كبيرة تتعلق بصغر مساحة قطر وعدم وجود ملاعب جاهزة وارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود بينة أساسية سياحية مثل الفنادق والطرق ووسائل المواصلات والتى تستوعب الآلاف الذين سيتوافدون لمشاهدة مباريات كأس العالم. وأثير الكثير من قضايا الفساد والتى تورط فيها القطرى «محمد بن همام»، والذى كان يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولى ورئيس الاتحاد الآسيوى وقتها، وهو ما دفعه للاستقالة من جميع مناصبه والاختفاء عن الساحة بعد ثبوت تورطه فى قضايا فساد. وأشارت التقارير إلى أن الشيخة موزة زوجة أمير قطر فى ذلك الوقت الشيخ «حمد بن خليفة آل ثاني» هى من تولت بنفسها إدارة ملف قطر وعقدت بنفسها لقاءات وجلسات مع مسئولى «فيفا» لإقناعهم بالتصويت لقطر ومنحها شرف استضافة المونديال. ونظرا لتلك العلاقة الخاصة بين قطر وبلاتر وخوف الدوحة من وجود رئيس جديد ل«فيفا» متمثل فى الأمير الأردنى على بن الحسين، فإنها تلقى بثقلها خلف بلاتر وأعلنت عن تأييده بالكامل والتصويت له فى الانتخابات، وعدم دعم المرشح العربى الأردني. وأعلن رئيس الاتحاد القطرى الشيخ «حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني»، دعم بلاده المطلق لبلاتر، مشيرا إلى أن هذا الدعم يأتى وفقا للإجماع الآسيوى وللقناعة الشخصية من جانب الاتحاد القطرى، وقال فى بيان رسمى للاتحاد القطرى مؤخرا إن «بلاتر هو رجل المرحلة»، لافتا إلى أن الأمير على بن الحسين «لم يستشر الاتحاد القطرى قبل إعلان ترشحه لرئاسة فيفا، وحتى لو استشارنا لكنا نصحناه بعدم الترشح». وانضمت البحرين إلى قطر أيضا وأعلن البحرينى الشيخ «سلمان بن إبراهيم» رئيس الاتحاد الآسيوى والبحرينى أيضا، عن دعم بلاتر لولاية خامسة، وأكد أن الاتحاد الآسيوى سيقف خلفه بقوة، واستبعد رئيس الاتحاد البحرينى لكرة القدم، الشيخ على بن خليفة آل خليفة، حصول معركة على رئاسة فيفا، بعد ترشح الأمير على لمواجهة بلاتر. وفى تعليق للأمير على بن الحسين على موقف قطر، قال كنا نحرص دائما على لم الشمل العربى، لكن المصالح تدخل دوما فى الانتخابات الرياضية، وهناك مثل يقول من يساعدنا نساعده، وجاء الموقف القطرىالبحرينى غير المتوقع من المرشح العربى على العكس تماما من موقف الاتحاد الفرنسى والاتحاد الأوروبى لكرة القدم، إذ أعلن الفرنسى «ميشال بلاتيني» رئيس الاتحادين، دعمه المطلق للأمير الأردنى وتأييده فى مساعيه لإزاحة بلاتر. وكانت قطر قد مارست ضغوطا كبيرة على البحرين التى ترأس الاتحاد الآسيوى لتعلن دعمها لبلاتر، ووعدت الدوحةالبحرين بأن يكون لها نصيب من كعكة المونديال القادم وأن تشهد نموا وازدهارا سياحيا كبيرا، كما ستستضيف فنادق البحرين الفرق والجماهير التى ستأتى لقطر لمشاهدة المونديال، وتتحمل الدوحة جزءا من تطوير البنية التحتية فى البحرين. كما تتحمل قطر الجانب الأكبر من تكلفة إنشاء جسر الصداقة بينها وبين البحرين، والذى يعد أطول جسر قائم بذاته فى العالم، ويصل طوله 40 كيلومترا، وتصل تكلفته 3 مليارات دولار، ومن المتوقع الانتهاء منه العام الحالى أو القادم، وسيقلص الجسر وقت السفر بين البلدين إلى نصف ساعة فقط بدلا من أربع ساعات، ولن يكون هناك حاجة للمرور عبر الأراضى السعودية. ومن المتوقع أن تستضيف البحرين من 20 إلى 30٪ من الجماهير التى ستأتى لمشاهدة المونديال المزمع، وسيدخلون مباشرة إلى الملاعب الموجودة بالقرب من الحدود، فضلا عن أن الخطوط الجوية البحرينية قررت توسيع أسطولها الجوى خلال الفترة القادمة استعدادا للمونديال، كما سترتفع حصتها من إشغالات الفنادق وحركة التجارة المتعلقة بالمونديال. النسخة الورقية