يؤمن المصريون ببعض الأساطير المرعبة وتعيش في معتقداتهم، مسيطرة على جميع حواسهم، تلك الأساطير التي يصدقها البعض ويؤكد حدوثها، والبعض الآخر يرجعها إلى أنها منتشرة في المناطق التي ترتفع فيها نسب الأمية في مصر، وسوف يعرض هذا الموضوع نماذج لأكثر الأساطير المصرية رعبًا. «الندّاهة» تلك المخلوقة الأسطورية التي يؤكد أجدادنا أنهم واجهوها، ساردين قصصا كثيرة موقنين أنها حقيقية، ف«الندّاهة» تجسد أقصى حالات الرعب عند المصريين خصوصا في الأرياف والصعيد، فمن أبرز الروايات التي رددها سكان ريف مصر عن «النداهة»: «أن هناك شخصا كان قد سكن حديثا هو وزوجته في قرية ريفية، وكان شخصا هادئ الطباع ومثالًا في الطيبة والأخلاق الحسنة، وكان دائما ما يسهر بجوار الترعة المجاورة لمنزله، وفى ذات ليلة أثناء جلوسه هناك صادف منظرا جعله لا يلتفت حتى لنداء زوجته التي كانت تنادى عليه ليذهب للنوم، لأن الوقت قد تأخر، حيث رأى امرأة حسناء تقف على الجانب الآخر من الترعة، وعندما رآها كاد أن يجن لشدة جمالها، كانت تتفوق على أي امرأة رآها في حياته من ناحية الحسن والجمال، لكنه سرعان ما أفاق من هذا المنظر عندما قدمت ابنته الصغيرة لتناديه، فالتفت إلى ابنته ثم عاد ينظر إلى الجانب الآخر من الترعة، لكنه لم يجد المرأة، وقد وصف أوصافها لجميع سكان القرية لكنهم قالوا له إنه لا توجد امرأة في القرية بهذه الأوصاف. وجلس كل يوم ينتظرها لعلها تعود، فقرر في أحد الأيام أن يخلد للنوم مبكرا إلى جوار زوجته، وراح يفكر في المرأة مجددًا، فجأة أنساب صوت رقيق من الخارج واخترق أفكاره، فكان صوتا عذبا كالموسيقى، ناداه باسمه، فانتفض عن سريره وفتح الشباك ليجد نفس تلك المرأة، لكنه وجدها هذه المرة وهى تغرق داخل الترعة، فخلع ملابسه وذهب إليها هرولة، وقفز في الترعة لينقذها، ورغم أنه كان سباحًا ماهرًا، غير أنه في اليوم التالى عثر عليه سكان القرية وهو يطفو فوق مياه الترعة، فانتشلوا جثته ليعرفوا ماذا حدث له وكيف غرق في الترعة، وهى ليست عميقة، ومن وقتها قالوا إن النداهة قتلته». «العجوز المتسوّلة» المرأة العجوز يفترض أن تكون رمزًا للحنان والطيبة في مصر، لكن بعض الناس يخشون العجائز، ربما بسبب القصص التي تحاك حولهن، وكانت أشهر الروايات عن أسطورة المرأة العجوز، تقول: «إنه ذات مرة في شارع من شوارع القاهرة الشعبية كانت هناك عجوز جالسة تحت أحد المنازل، كانت جامدة كالتمثال وتمد يدها في هيئة المتسولين، وعلى هذه الحالة ظلت جالسة حتى ساعة متأخرة من الليل، فمر عليها أحد الأشخاص وأثارت شفقته، فأراد أن يعطيها بعض الجنيهات، فذهب إليها ومد يده في جيبه ليخرج النقود، لكنه انصدم عندما نظر إلى وجه العجوز، كانت تنظر إليه نظرة غريبة وشكلها مرعب جدا، الرجل أخرج النقود، لكن الغريب هو أن العجوز لم تمد يدها لتأخذ النقود، فطلب منها الرجل مد يدها، وليته لم يطلب، فحين نظر إلى يدها رآها ليست مثل يد البشر بل تشبه يد الماعز ومشعرة جدا، فألقى الرجل النقود وجرى فزعا مسرعا إلى منزله، وقد تبين لاحقا بأن هذه المرأة كانت متسولة حقا وتجلس دائما في هذا المكان، لكنها قتلت على يد متسوّل آخر طمع في مالها، وعادت روحها الشريرة لكى تنتقم». النسخة الورقية