في عادة دأبت عليها منذ 18 سنة، تستضيف مدينة الصويرة المغربية، مهرجان كناوة وموسيقى العالم،والذي بدأ حتى 17 مايو، الذي يعد أضخم حدث فني خاص بهذا النوع من الموسيقى الأفريقية في القارة ككل، إذ يشارك فيه العشرات من روادها، زيادة على فنانين آخرين من كل بقاع العالم. دورة هذه السنة التي تأتي تحت شعار "الحرية.. العيش المشترك.. الكونية والإخاء"، تجمع نحو 300 فنانًا، منهم 20 كناويا مغربيًا. وقد أحيى حفل الافتتاح الفنان المغربي حميد القصري رفقة الفنان الأفغاني حوميون خان، في مناسبة تناغم خلالها فن البلدين. وممّا تمتاز به الموسيقى الكناوية، كونها موسيقى روحية بإيقاعات سريعة، وبرقص رشيق لرجال لا يتخلون حتى في رقصاتهم عن ما يعرف ب"القراقب"، وهي أدوات موسيقية تُمسَك بالأيادي، بينما يداعب أعضاء الفرقة "الكنبري" (آلة وترية)، ويقرعون الطبول. ويعدّ هذا الفن من أشهر الفنون الشعبية بالمغرب، خاصة بمدن مراكش ومكناس والصويرة، إذ غالبًا ما ما يرتبط بالزويا الدينية، بيدَ أن أصله ليس مغربيًا، إذ جاء مع العبيد القادمين ممّا يعرف سابقًا ببلاد تمبوكتو، أي بعض الدول الأفريقية جنوب الصحراء، وقد كان يعبّر في بدياته عن آلام العبودية قبل أن يتطوّر إلى رقص روحاني. ولن يتوقف هذا المهرجان على العروض الموسيقية فقط، بل سيوازيه منتدى "أفريقيا قادمة" التي ينظم بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان حول موضوع "النساء الأفريقيات.. الإبداع والمبادرة"، زيادة على منتدى نقاشي تحت عنوان "شجرة الكلمات"، وهو عبارة عن منتدى للحوار بين رواد موسيقى كناوة.