نائب محافظ الأقصر يفتتح فصول متعددي الإعاقة بمدرسة الأمل للصم وضعاف السمع (صور)    22 صورة ترصد انطلاق امتحانات صفوف النقل بالدقي    وزير التموين: التحديات العالمية الراهنة تتطلب تعزيز التعاون الاقتصادي ودعم سلاسل الإمداد    الكيرجاوي يكسب البلدي.. تعرف على أسعار وأنواع خراف الأضاحي بأسوان    الرئيس يوجه باتخاذ كل ما يلزم من إجراءات بشكل مسبق لضمان استقرار التغذية الكهربائية    رئيس مصلحة الضرائب: إصلاحات ضريبية شاملة لدمج الاقتصاد غير الرسمي    بحوث "مباشر" تحدد القيمة العادلة لسهم "بنيان" عند 7.94 جنيه    إعلام عبري: إعادة وفد التفاوض الإسرائيلي من الدوحة بالكامل    زلزال يضرب بني سويف دون خسائر أو إصابات    أوروجواي تستدعي السفيرة الإسرائيلية بعد الهجوم على دبلوماسيين في جنين    أمريكا ستتحمل المسؤولية.. إيران تحذر من نوايا إسرائيلية للهجوم على منشآتها النووية    وول ستريت جورنال: ترامب أخبر قادة أوروبا أن بوتين ليس مستعداً لإنهاء حرب أوكرانيا    أيمن الجميل فى افتتاح بطولة بالم هيلز الدولية للإسكواش: دعم الرياضة استثمار حقيقى فى مستقبل الوطن    سون وبوستيكوجلو.. 10 أعوام بين البكاء والمواساة والمجد الأوروبي    "وسطاء فقط".. مفاجأة بشأن رحيل إمام عاشور للدوري السعودي    كرة يد - إنجاز تاريخي.. سيدات الأهلي إلى نهائي كأس الكؤوس للمرة الأولى    بعد قرار الرمادي.. الزمالك يبدأ الاستعداد لمواجهة بتروجيت في الدوري    السيسي ورئيس وزراء بريطانيا يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية    3 مصابين في حريق منزل بالشرقية    "آيس وبودر وهيدرو".. ضبط 19 تاجر مخدرات في بورسعيد    ماتت تحت الأنقاض.. مصرع طفلة في انهيار منزل بسوهاج    ضبط مصنع بدون ترخيص لإنتاج الأسمدة والمخصبات الزراعية المغشوشة بالمنوفية    برنامج "فضفضت أوى" يتصدر الأكثر مشاهدة على Watch it بعد عرض حلقته الأولي    مملكة الحرير على "ON" قريبا    أول تعليق من مايان السيد بعد تكريمها من السيدة انتصار السيسي في احتفالية "أسرتي.. قوتي"    مكتبة الإسكندرية تحتفل باليوم العالمي للمتاحف    مهرجان كان، إيل فانينج تخطف الأنظار في جلسة تصوير فيلم Sentimental Value    بدلة فريدة وإطلالة عصرية.. «مسلم» يخطف الأنظار في حفل زفافه (صور)    أمين الفتوى: هذا سبب زيادة حدوث الزلازل    الأزهر للفتوى يوضح أحكام المرأة في الحج    خالد الجندي: يوضح حكم الصلاة في المساجد التي تضم أضرحة؟    تأثير الكبد الدهني على القلب- نصائح فعالة للوقاية    رئيس «الرقابة والاعتماد» يفوز بجائزة الطبيب العربي 2025 في «الحوكمة الصحية»    الدكتور محمد خليل رئيسًا لفرع التأمين الصحي في كفر الشيخ    محافظ الغربية يستقبل وكيل وزارة الزراعة الجديد    وزير الداخلية الفرنسي يأمر بتعزيز المراقبة الأمنية في المواقع المرتبطة باليهود بالبلاد    عاجل.. غياب عبد الله السعيد عن الزمالك في نهائي كأس مصر يثير الجدل    إعلام عبري: إسرائيل تستعد للسيطرة على 75% من أراضي غزة    ضبط لحوم غير صالحة ودواجن محقونة بالمياه في بورسعيد قبل عيد الأضحى    تأجل محاكمة اللاعب إمام عاشور ل جلسة 19 يونيو للنطق بالحكم في اتهامه بسب وقذف مشجع بالدقهلية    الكشف عن اسم وألقاب صاحب مقبرة Kampp23 بمنطقة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر    جامعة بنها الأهلية تنظم اليوم العلمي الأول لكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال    وزير البيئة: ربط التنوع البيولوجي بأهداف التنمية المستدامة أولوية قصوى    «القومي للمرأة»: استحداث اختصاص اضافي للجنة البحث العلمي    سون هيونج مين يقود توتنهام لتحقيق لقب الدوري الأوروبي ويصف نفسه ب"أسطورة ليوم واحد"    مباشر مباراة الأهلي والمنتدى المغربي في نصف نهائي الكؤوس الأفريقية لكرة اليد    «سلوكك مرآتك على الطريق».. حملة توعوية جديدة لمجمع البحوث الإسلامية    الزراعة : تعزيز الاستقرار الوبائي في المحافظات وتحصين أكثر من 4.5 مليون طائر منذ 2025    محافظ دمياط يتابع تطوير عيادة الطلبة بشطا    محافظ القاهرة يُسلّم تأشيرات ل179 حاجًا (تفاصيل)    راتب 28 ألف جنيه شهريًا.. بدء اختبارات المُتقدمين لوظيفة عمال زراعة بالأردن    سعر الريال القطرى اليوم الخميس 22-5-2025 فى منتصف التعاملات    "التميز في النشر العلمي الدولي" ورش عمل بجامعة حلوان    هبة مجدي بعد تكريمها من السيدة انتصار السيسي: فرحت من قلبي    «فولكانو ديسكفري»: نشاط زلزالي محتمل في الإسكندرية أو القرب منها    طلاب الصف الأول الثانوي يؤدون اليوم امتحان العلوم المتكاملة بالدقهلية    حكم من يحج وتارك للصلاة.. دار الإفتاء توضح    خالد الجندي: الصلاة في المساجد التي تضم أضرحة «جائزة» بشروط شرعية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشايخ.. ودجالون أيضًا

ترتبط الخرافة وانتشارها في المجتمع بعصور الجهل والفقر، ففى أوائل القرن ال19 انتشر في الشرق الأوسط الإيمان بالسحر والخرافة وأصبحت عقيدة متأصلة في عقول البسطاء، واستمر ذلك حتى بدأت الدول العربية تستفيق وتتخلص من الاستعمار، وما صاحب ذلك من إقامة مشاريع اقتصادية وازدهار للعلوم والثقافة، إلا أن ذلك لم يستمر طويلًا بعد عودة الاستبداد والردة التي ساهم فيها عصر مبارك، وما صاحبه من فقر وجهل وظلام، سنوات استقرت فيها الخرافة وأصبح الدجل والسحر والشعوذة أمرًا مسلمًا به رغم وجود أصوات كثيرة تقول إن الخرافة لا تليق بنا، رجال الدين أكدوا على وجود الخرافة وقالوا إن السحر مذكور في القرآن ومنكره كافر حينئذ خرست كل الأصوات، واستقرت الخرافة في عقول المتعلمين قبل الجهلاء.
أغلب مقراتهم في الجيزة.. والقرآن «أول علاج».. وضحية: قالوا لى معمولك عمل في طيارة اشترى «رجل الأسد»
شيوخ «البيضة والحجر».. الكشف مجانًا ل«جر رجل الزبون» والعلاج عند العطار
مشعوذ قال لفتاة متزوجة: «عليك سحر يمنعك من الزواج»
بعضهم يتحرشون بالضحايا بوضع اليد على مناطق حساسة
نصاب «المنزلة» يدعى أنه فك ربط زوج «عاجز جنسيًا».. وكشف «علاقات حرام» لسيدات القرية
عندما تذهب إلى منطقة العمرانية، وتحديدًا منطقة أبو طيرة بجوار مستشفى الصدر، فسيكون من الصعب ألا تلاحظ الوجود الواضح لمن يزعمون علاج السحر والشعوذة بالمنطقة، وفى مقدمتهم ثلاثة شيوخ لدى كل منهم مكتب أو عيادة يأتى إليها الناس للكشف والخضوع لجلسات العلاج الروحانى.
يبدأ المعالجون مشوارهم مع الفريسة دون مبالغ مالية، لتبدأ رحلة الدفع حينما تذهب إلى محل العطارة الذي يقع أسفل العيادة منها أعشاب رجل الأسد وغيرها من المسميات الغامضة على حسب الحالة سواء أكان عملًا سفليًا أو سحرًا أسود، أو حسدًا، يشترطون أن يأتى المريض مع محرم له لتكون مطالب الأسياد لفك الأعمال والسحر، وفق روشتة العلاج التي تتضمن تلك الأسماء الغريبة والتي يدفع المريض ثمن الحصول عليها مبالغ تتعدى المائة جنيه.
وحينما يتم الإتيان بالعلاج يعود المريض إليه مرة أخرى لاطلاعه على العلاج والتأكد من شرائه بطريقة صحيحة، ويصر إلى الشخص المرافق للمريض بأنه يعانى أيضًا، ويجب أن يخضع للكشف المجانى، حتى يطمئن قلبه، فالوسيلة قرآن بصوت جميل.
أحمد أحد أهالي العمرانية عانى من أعمال سحر قامت بها زوجة عمه الذي يعيش في باريس، والتي تسعى إلى إغوائه لتقارب سنهما خلاف عمه الذي يكبرها بضعف السن، ما دفعها إلى وضع أعمال سحر كثيرة لعرقلة زواجه أو الابتعاد عنها، ما دفعه إلى الذهاب إلى أحد الشباب المعالجين للسحر فطلب منه أن يأتى برجل أسد من محل العطارة.
فكان منه أن قدم مبلغًا من المال للمساعد كى يحضره، ليكتشف بعدها أن هناك عملًا ما موضوع في طائرة باريسية على حد زعم الشيخ، وأن إعادته تتطلب مبلغًا آخر، فخرج حينها وهو ينتظر وعيد الشاب الدجال بأنه لن يتزوج أبدًا مادام العمل قائمًا.
فيما وجه الشيخ لأخته المرافقة له القول: «عليكى سحر يا بنتى يمنعك من الزواج»؛ ليفاجأ بأنها مخطوبة فيبادر بالقول لن تتزوجى وستكون هناك صدامات كثيرة ستؤدى إلى الانفصال، وهى الآن متزوجة.
بعض الحالات أكدت أن الشيخ أحيانًا ما يضع يده على مناطق حساسة بالجسم ويقوم بالاتصال بشيخ مغربي ليطلعه على بعض الأسرار ربما تصادف صحتها وربما تخطئ، ويكون أغلبها في الإطار الصحيح.
وفى إحدى قرى الوجه البحرى اشتهر شاب يدعى «م. ن» بالغ من العمر 40 عامًا يقوم بتحضير الجان وفك الأعمال وربط المتزوجين حديثًا، يقول بدأت عملى من قبيل حرصى على فعل الخير، فهناك من يشكك في أمور السحر والربط، وهو أمر موجود بشهادة الشيوخ وموجود بكتاب الله، بل إن هناك من يتهمنا بالاستحمام باللبن وسكبه في دورات المياه وغيرها وأننا نعبد الشيطان، وهو كله كذب وافتراء.
ويضيف سلكت هذا الطريق بناء على موهبة خاصة منحنى الله إياها فأنا أستطيع أن أحاور الجن وأن أخرجه من أطراف الإنسان المسحور أو المربوط أو الملبوس، دون عناء ولا أجد صعوبة في التعامل مع ذلك.
ويتابع جاءنى في إحدى المرات أهالي شاب تزوج حديثًا فكان في ليلة زفافه يقف عاريًا ببلكون المنزل رافضًا الجلوس مع زوجته، وعرضوه أكثر من مرة على الطيب الذي كاد يطلقهما لكننى علمت منذ أول رؤية له أنه مربوط وبقراءة بعض الأقوال الخاصة وترديدها تمكنت من معرفة أن هناك سابق علاقة بإحدى السيدات والتي رفضت أن يتزوج غيرها فقامت بأخذ جزء من ملابسه في إحدى المرات وقدمتها لأحد الرجال الذين قاموا بربطه، وتقاضيت في سبيل تحريره أجرًا زهيدًا فلست أهدف إلى الربح أو التكسب لكننى أقوم بواجبى واستغلال ما فضلنى الله به عن غيرى.
استنادًا إلى آيات من القرآن
الشعراوى: الله أمر البشر بتسخير الجن
لا أحد ينكر قيمة الشيخ الشعراوى وقامته، لكن ذلك لا يعنى أن كل آرائه في مأمن من النقد، وإرجاعها إلى قياس العقل ومقارنتها بفتاوى الآخرين، ومن أبرز الفتاوى «الصادمة» للشيخ الشعراوى التي مثلت حصنا آمنا يلجأ إليه «الدجالون» لتبرير أفعالهم، وإقناع مريديهم برأى الشيخ الشعراوى في السحر، فقد أقر به إقرارا صريحا، داعيا إلى تصديقه وتقبله ك«واقع»، معتمدا على بعض الآيات التي وردت في ذلك، فضلًا عن أذكار الوقاية من المس والسحر، بل اعتبره دليلا على قدرة الله.
اعتمد الشعراوى في فتواه على الآية الكريمة: «وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا»، مؤكدا أن الله سبحانه وتعالى قد يمكن بعض عباده من الجن فيسخرون لارتكاب أفعال معينة منها التفرقة بين الرجل وزوجته لقوله تعالى «فَيَتَعَلَّمُون َمِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ»، حيث يقول: «يستطيع الله سبحانه وتعالى بطلاقة قدرته أن يجعل من الجنس الأدنى من يسخر الجنس الأعلى ويتفوق عليه، وهذه ليست كيفية عنصر إنما إرادة عنصر، وهذه عظمة الصانع وليست فرضية العنصر، فيريد الله أن يأتى أناس دون الجن في قانونهم، ويعطيهم الأسباب فيسخرون الجن».
وقال الشيخ الشعراوى في كيفية اتقاء أعمال السحر قبل وقوعها، ومنها التوبة من جميع السيئات، والإكثار من قراءة القرآن الكريم، بحيث يجعل المرء له وردا منه كل يوم، والتحصين بالدعوات والتعويذات والأذكار المشروعة، وقراءة آية الكرسى عقب كل صلاة وعند النوم وفى الصباح والمساء، وقراءة «قل هو الله أحد» والمعوذتين ثلاث مرات في الصباح والمساء.
ولم يقف الأمر على الوقاية بل تعداه إلى العلاج بعد الإصابة، عن طريق الرقية الشرعية ودق سبع ورقات من سدر أخضر بين حجرين أو نحوهما، ثم يصب عليهما ما يكفيه للغسل من الماء، ويقرأ فيها آية الكرسى والإخلاص، والمعوذتين ثم يشرب ثلاثا ويغتسل بباقى الماء.
وإذا كان الإمام الشعراوى قد أورد ذلك، فلماذا نلوم البسطاء الذين يقعون تحت جحافل النصابين، أو يعتقدون أن أمراضا عضوية أو نفسية معينة مس من شيطان أو جان، وقد يقعون في النهاية ضحايا بين أيدى جهلاء ودجالين.
قال إنه كشف كذب فتاة تشاهد أفلاما إباحية
إمام بالغربية: عالجت شابًا يمشى على ظهره.. و«الرقية» هي الحل
الشيخ محمد القطاوي إمام بالغربية يقول إن السحر والأعمال تبقى حقيقة ثابتة لا جدال فيها إلا أنه يبقى خاضعًا للنفس البشرية التي تميل أكثرها إلى ادعاء المرض، والهروب من الواقع خشية الوقوع تحت طائلة الثواب والعقاب. ويتابع صادفت مرة أحد الزملاء وهو يعالج فتاة طلقت من زوجها بسبب الإنترنت وإدمان المواقع المخلة، وحينما لم تجد مفرًا ومبررًا تقدمه لأهلها فادعت أنها مسحورة، مضيفًا حينما قرأ عليها الشيخ وهو إمام وخطيب ومعالج بالقرآن، وكان ذلك في حضور محارمها بعدما اشترط ستر وجهها، رفضت حضور أهلها، وبعد أن سألها بعض الأسئلة تلعثمت ظهر عليها أنها تدعى وليست مصابة.
ويضيف حالة أخرى قرأت عليها بنفسى شاب في العشرين من عمره كان يتشنج بطريقة غريبة، حتى قرأت عليه القرآن بالرقية الشرعية، وبدأ يتحدث بصوت نسائى حتى أنه حينما أمر أن يدله على مكان السحر كان يمشى على ظهره ويده مرفوعة عن الأرض حتى وصل إلى سرير في غرفة نومه، وجعل يخلع أخشابه بشراسة، فرأيت الماء مرشوشًا.
ويردف من علامات تحقق واقعة السحر والأعمال ما رأيته في حالة الشاب حيث فجر الجدار المسلح بيده، وهو أمر لا يستطيع أن يفعله وهو في وعيه، ثم أنه بصوت نسائى، ثم إنه مشى على ظهره ويده على بطنه، وكأنه يسبح في الماء، وحدث هذا بفعل قراءة الرقية الشرعية عليه.
ويؤكد القطاوى السحر حقيقة لا ينكرها أحد، ولكن أن يدعى البعض أنه يعالج من خلال السحرة والدجالين فهذا شرك بين، كما أن النبى «صلى الله عليه وسلم» نبه على ذلك قائلًا: «من أتى ساحرا أو عرّافا فصدقه، فيما يقول لا تقبل له صلاة أربعين ليلة»، وقال أيضًا «من أتى ساحرًا أو عرّافًا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما انزل على محمد»، كما أن القرآن أخبرنا أنه شفاء لكل داء.
«الإفتاء»: السحر حقيقة قرآنية ليست للعوام
لست مطالبًا بمحاولة الوصول إلى الحكمة التي أرادها الله بأشياء معينة، كالسحر مثلًا، فقد يصبح العقل البشرى كله قاصرًا عن الوقوف على الأسباب.
هذا هو المعنى الذي تضمنته فتوى دار الإفتاء عن السحر، في قد ذكرت الدار في فتوى رقم 6937 «ذكر الله السحر في القرآن في أكثر من موضع، كما ورد ذكره في السُنة المطهرة، وثبت أن النبى صنع له لبيد بن الأعصم سحرًا، كما قال الرسول اجتنبوا السبع الموبقات التي من بينها السحر.
ولقد ذكر العلماء أن جمهور المسلمين على إثبات السحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، وكون السحر له حقيقة ثابتة لا يعنى أن له تأثيرًا بذاته، ولكن التأثير هو لله تعالى وحده، لقوله تعالى «وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله».
وأضافت دار الإفتاء في فتواها «إن تعلم السحر ليس بضار ولا نافع، ويحرم على الإنسان أن يتعلم السحر أو الشعوذة إذا كان يريد بذلك خداع الناس أو إضلالهم، أو فتنتهم أو التأثير السيئ فيهم، ولكن إذا كان القصد من ذلك الكشف عن حيل المتحالين فلا ضرر.
«العالم الإسلامي»: المصريون لا يفرقون بين «العمل» والأمراض النفسية
في إطار الفهم الخاطئ للنصوص الدينية، لا يخرج العلماء المعاصرون عما سطره الأئمة في التأكيد على أن السحر حقيقة قرآنية وواقع، إلا أن بعضهم حاول التخفيف في مسألة انتقاد الدجل والشعوذة، رغم أن فتواهم تلك ما هي إلا وقود يشعل به هؤلاء تجارتهم، لنظل تدور في حلقة مفرغة من الجهل.
الدكتور صابر حارص، عضو رابطة العالم الإسلامى، ورئيس وحدة بحوث الرأى العام بجامعة سوهاج، أحد هؤلاء الذين يتخففون في النقد، بينما يقول ل«البوابة»: يجب أن نعلم أن السحر حقيقة قرآنية، وأن هناك فرقا بين السحر والمرض النفسى، لأن كثيرا من أعراض الأمراض النفسية يعتقدها أهل المريض سحرا، ويظلون فترة طويلة يترددون على المشايخ أو هذه القنوات، وفى الغالب يتمنى المريض وأهله أن تكون الأعراض المصاب بها سحرا لأن علاجه أسهل من المرض النفسي، كما أن المصريين لا يزالون يخجلون، وهناك حساسية لديهم من المرض النفسى، ويعتبرونه فضيحة وعارا، أما السحر فهو أذى من فعل إنسان آخر. ويضيف «حارص»: القنوات المروجة لعلاج السحر حق يراد به باطل في كثير من الأحيان.
خبير علم نفس: الفقر ينتج مجتمعًا يصدق «أي حاجة»
الدكتورة منال زكريا، أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة، ترى أن انتشار ظاهرة المعالج الروحانى والمعالج بالقرآن، وعودتها مجددا يرجع إلى عوامل اجتماعية أكثر منها أمراض نفسية يعانيها المواطن المصرى. وتقول: «الحياة أصبحت أكثر غموضا، وهناك ضغوط كثيرة أصبح الفرد يعانى صعوبة التعايش معها أو فهمها، كونه غير مؤهل لمواجهة مثل تلك الضغوط وغالبيتها مستحدثة.
وتشير أستاذ علم النفس إلى أن الدولة تتحمل بشكل كبير مسئولية لجوء أفراد المجتمع إلى الخرافة والتسليم بكل ما يروج له في هذا الصدد، في ظل حالة السلبية والتغييب التي تدفع في النهاية إلى الانتحار كوسيلة للهروب من الواقع. وتؤكد أستاذ علم النفس أن هناك إهمالا لأشياء عديدة خلق تلك الحالة المزاجية، منها عدم الاهتمام بالتعليم، والفقر، وعدم تحسين حالة الأفراد الاجتماعية.
ما قالته الدكتورة منال زكريا، ربما يفسر ما حدث مع «هانم.م» وشقيقها، ف«هانم» فتاة ريفية ساقها القدر إلى قراءة كتاب عن السحر بدافع الفضول، كانت نتيجته أن أصيبت بحالة من المس والصرع تتكرر كل فترة رغم عدم قراءتها للكتاب مجددا، لتكون معاناتها مستعصية عن الحل، فتحضير الجان على حد قولها أيسر بكثير من الابتعاد عنه وصرفه مرة أخرى.
تقول «هانم»: أنا في السنة الثالثة من دراستى في كلية التجارة بالقاهرة حصلت على كتاب للسحر، اشتريته من سوق الأزبكية بجنيهين فقط، لا أذكر اسمه أو اسم مؤلفه، لكن شدنى إليه رسومات الجان، وبعد أن انتهيت من قراءة بعض الصفحات وجدت نفسى محاصرة في سكن الطالبات، شاهدت أشياء تظهر وتختفى لم يصدقنى أحد، حتى بات الأمر واقعا أعانى منه رغم تخرجى منذ سبع سنوات، وزواجى الذي عانيت في بدايته من عدم المقدرة على قبول زوجى، ما اضطره إلى الذهاب إلى الأطباء ليفاجأ بسلامتى وسلامته إلى أن رزقنا الله بالأطفال.
ملوك الشعوذة في الدراما
- الفنان أحمد زكى يعد أبرز الفنانين سمعة في هذا المجال، حيث جسد في فيلمه «البيضة والحجر» الذي تحول من مدرس فلسفة إلى دجال عالمى.
- «إم إم» شخصية جسدتها الفنانة هنا شيحة خلال مسلسل «السبع وصايا»، حيث قامت باستغلال سمعة إحدى الدجالات، وتدعى فتحية في احتراف العمل وتحقيق الأموال.
- «الشيخ رضوان» شخصية جسدها الفنان خالد الصاوى خلال عمله بمسلسل «تفاحة آدم»، فهو الشيخ المبارك ذو الكرامات، الذي استطاع اختراق جهاز الشرطة.
- الخالة نوسة شخصية جسدها الفنان محمد هنيدى في فيلمه «يا أنا يا خالتي» كانت سر نجاح شاب يريد الارتباط بمحبوبته التي مثل أحد الدجالين عائقا أمامه.
النسخة الورقية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.