أشعل إعلان الجبهة السلفية عن وجود محاولات لإعادتها لعضوية التحالف الوطني لدعم الشرعية ووضعها شروطًا حول هذه العودة موجة من الجدل داخل التحالف في ظل مساعي جماعة الإخوان الإرهابية لإعادة ضخ الدماء في عروق هذا التحالف خلال الفترة القادمة وإعادة القوى التي انسحبت منه وعلي رأسها أحزاب الوطن والوسط والاستقلال. ويبدو أن محاولا ت جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي لإعادة المنسحبين لعضوية التحالف تواجه كثيرًا من العقبات على رأسها ارتفاع سقف الشروط التي تضعها هذه القوى، فالجبهة السلفية تطالب بمواجهة مفتوحة مع الدولة واستهداف مؤسساتها الرسمية من مرافق وشبكات ووحدات أمنية وعسكرية وبل إعلان التحالف المسئولية عن هذه الهجمات كشرط للعودة وهو الأمر الذي سيواجه برفض من جماعة الإخوان. ولعل حرص جماعة الإخوان للظهور في مظهر الحركة الإسلامية الأكثر اعتدالًا وتمسكها بالعمل السلمي خطبا لود الغرب هو من يدفع الجماعة لرفض شروط الجبهة السلفية، خصوصًا أن القبول بهذا الشرط يعني تشويه صورة الجماعة أمام دول العالم بل قد يفتح الباب لإعلان الجماعة منظمة إرهابية وهو ما سترفضه الجماعة جملة وتفصيلًا. وأشار محمد توفيق القيادي المنشق عن حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية إلى أن الخلافات بين الجبهة السلفية وجماعة الإخوان تعود لما أسماه غدر الإخوان بالجبهة فيما يتعلق بانتفاضة الشباب المسلم بشكل دفع الجبهة إلى الانسحاب من التحالف في ديسمبر الماضي. ونبه إلى أن الشروط التي وضعتها الجبهة السلفية لا يمكن أن تحظي بقبول الجماعة لاسيما أن عددا من القوى المنضوية داخل التحالف تتمسك بالسلمية ولو ظاهريا بشكل يصعب معه إمكانية القبول بشروط الجبهة مما يشير إلى أن محاولات الإخوان لإعادة بناء التحالف لن يكتب النجاح، خصوصا أن الخلافات داخل التحالف لا تتوقف عن حد الجبهة فقط بل امتد لقوى عديدة داخله أو مع المنسحبين معه. ولا تتوقف شروط القوى المنسحبة من تحالف المعزول عند هذا الحد فالخلافات مشتعلة بين الإخوان وبين حزبي الوسط والوطن اللذين تبنيا مواقف أكثر تقدمية فهم يطالبون منذ مدة بالاعتراف بالأمر الواقع والقبول بخارطة الطريق والاعتراف بالرئيس عبد الفتاح السيسي كرئيس انتقالي وخوض انتخابات مجلس النواب لاسيما أن كل المؤشرات أكدت خلال الفترة الأخيرة أن المظاهرات والمسيرات لن تستطيع أن تغير شيئا من المعادلة السياسية. وبالطبع لا يحظى موقف حزبي الوسط والوطن بأي ارتياح في صفوف جماعة الإخوان باعتبار أن القبول بشرعية الرئيس السيسي يعني فقد الجماعة أهم أوراقها في الصراع مع الدولة لاسيما أن الجماعة تجد صعوبة بالغة في تسويق أي اعتراف بالسيسي أمام شبابها بعد كل التضحيات التي قدمها الشباب بتحريض من الجماعة انطلاقا من مزاعم إخوانية من أن ثباتهم في الشارع كفيل بعودة مرسي للحكم. وتؤكد هذه الخلافات أن محاولات جماعة الإخوان لإعادة هذه القوى إلى تحالف المعزول ستبوء بالفشل في ظل تمسك هذه القوى بمواقفها وعدم قبولها العودة للتحالف لاسيما أن خروجها من التحالف قد جاء انطلاقًا من عدم رغبتها في دفع ثمن لأخطاء لإخوان فضلًا عن الاعتراض على هيمنة الجماعة على التحالف وعدم تشاورها مع حلفائها القرارات المصيرية. وتمتد خلافات الإخوان لقوى مازالت تحتفظ بعضويتها في التحالف وعلي أرسها الجماعة الإسلامية فمازالت الجماعة تصر على تشيكيل تحالف وطني اوسع يضم كل القوى الداعمة لأهداف ثورة 25يناير حيث تضع الجماعة هذا الأمر شرطًا للخروج من تحالف الإخوان، وهو الأمر الذي تضع الإخوان العراقيل أمامه باعتبار أن كل القوى التي غادرت التحالف بهذه الحجة لم تستطع تدشين أي تحالف. غير أن الضغوط الأمنية التي تعرضت لها الجماعة الإسلامية منذ توجيه اتهامات لثلاثة من قياداتها وهم صفوت عبدالغني وعلاء أبو النصر ومحمد الطاهر بالانضمام إلى تحالف محظور وبعدها إلقاء القبض على القيادي البارز بالجماعة عزت السلاموني قد فاقم من الضغط على مجلس شوري دربالة للانسحاب من التحالف خصوصا بعد تصاعد المطالب بالانسحاب من تحالف دعم الشرعية داخل صفوف الجماعة بعد إعلان عدد من قياداتها وهم بدري مخلوف والدكتور خيري عطية ورمضان حسن على انسحابهم من تحالف المعزول ومطالبتهم لدربالة بالدعوة لجمعية عمومية طارئة لتحديد الموقف من التحالف، لاسيما أن 90%من أبناء الجماعة يسعون للخروج من التحالف. من جانبه استبعد شريف أبو طبنجة منسق جبهة إصلاح الجماعة انسحاب الجماعة الإسلامية من تحالف المعزول خلال الفترة القادمة، مشيرا إلى أن الجماعة لن تكثرت ببيان الدكتور خيري عطية وإعلانه الانسحاب من التحالف مشيرًا إلى أن الجماعة ستتعامل مع بيان عطية بنفس الطريقة التي تعاملت مع بيان بدري مخلوف. وتابع أبوطبنجة: "رغم أن الأغلبية الكاسحة من أبناء الجماعة يؤيدون الانسحاب من تحالف المعزول إلا أن نحو 5 من أعضاء مجلس الشورى يسيرون الجماعة بإرادة منفردة، بل إنهم قسموا الجماعة لأسياد وعبيد فمصالحهم وتحالفهم مع الإخوان هو الهدف الأهم وليذهب أبناء الجماعة الذين انقسموا بين طريد ومشرد وسجين دون أن يعبأ دربالة ولوبي العنف في الخارج بالنفق المظلم الذي دخلته الجماعة.