استغلت مواقف الزمر وانتقادات بشر لإشعال خلاف بين الإخوان والجماعة الإسلامية تحريف متعمد لتصريحات دربالة حول القبول بخارطة الطريق وبيان الجماعة أحبط المخطط الحزب الإسلامى: لا نتمسك بعودة مرسى والكرة الآن فى ملعب الجيش.. البناء والتنمية: لا نية للخروج من التحالف ونسعى لتطوير آلياته تواصلت المساعى الحكومية، لزرع حالة من الانشقاق داخل "التحالف الوطنى لدعم الشرعية" وإشعال خلافات بين الفصيلين الأهم، وهما "الإخوان المسلمين"، و"الجماعة الإسلامية"، بعد أن عمدت جهات حكومية على تسريب أجزاء من المبادرة التى طرحها القيادى البارز بالجماعة عبود الزمر، والتى لا تشترط عودة الرئيس المعزول محمد مرسى للحكم لتحقيق المصالحة الوطنية. وأشعلت المبادرة وتصريحات الزمر لمجلة "الديلى بيست" الأمريكية والتى تجنب فيها وصف ما حدث فى 30 يونيه ب "الانقلاب"، وتأكيده أن الجيش اجتهد للخروج من الأزمة، حالة من الغضب فى أوساط جماعة الإخوان، إلى الحد الذي دفع بالقيادى البارز بجماعة "الإخوان" محمد على بشر إلى كيل الانتقادات للزمر بالقول: "لا يجب أن نفاجأ يوميًا بشخص ما يطرح مبادرة". في المقابل، حمل الزمر في تصريحات، الرئيس المعزول وجماعة الإخوان مسئولية الأوضاع التى تعانى منها مصر حاليًا، مشددًا على أن الجماعة ضربت عرض الحائط بنصائح قدمت لها من حلفائها، وهو ما خلف الأوضاع المأساوية التى تعانى منها حاليًا بشكل كشف عن عمق الأزمة بين الطرفين. ودخلت أجهزة الدولة على خط الأزمة، حيث حرفت تصريحات منسوبة الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" تحدث فيها عن وجود تباين فى مواقف الإخوان، لاسيما من جهة عودة الشرعية، حيث يتمسك الإخوان بضرورة عودة الرئيس مرسى للحكم، فيما ترى "الجماعة الإسلامية" القضية أعمق من ذلك وتخص مستقبل البلاد بأكملها، لتركز عبر آلتها الإعلامية على التأكيد على تخلى الجماعة عن دعمها للإخوان وقبولها بخارطة الطريق التى أعلنها الجيش فى الثالث من يوليو. وإزاء هذا الموقف، رفضت الجماعة التحريف الذى اعتبرته متعمدًا لإشعال الخلافات داخل التحالف، مجددة فى بيان لها، تمسكها بثوابت مواقفها وجميع أهداف التحالف رغم حرصها على التأكيد على قبولها لأى تسوية تخرج البلاد من أزمته، وهو موقف أرادت منه الجماعة أن تمسك العصا من المنتصف عبر تمسكها بالشرعية مع إمكانية قبولها بتسوية وسط للأزمة تعيد الاستقرار وتحقن دماء المصريين. بل إن "الجماعة الإسلامية" وذراعها السياسية حزب "البناء والتنمية" حرصا على التأكيد، على لسان الأمين العام لحزبها علاء أبو النصر، على الاستمرار فى "التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، وبل تطوير آلياته فى إطار سعيه لإسقاط الانقلاب، نافيًا ما تردد عن وجود خلافات داخل الجماعة الإسلامية حول الاستمرار فى التحالف من عدمه وصلت إلى حد ورود أنباء عن وصول هذه الخلافات لمجلس شورى الجماعة. يأتى هذا فى الوقت الذى كشفت مصادر مطلعة داخل الجماعة عن لجوئها لتنظيم استطلاع رأى بين قواعدها فى المحافظات لحسم الموقف من التحالف والاستمرار فيه من عدمه، بعد ما تردد عن وجود تباين داخل مؤسسات صنع القرار عن خلافات حول التحالف، وجاءت النتائج مؤيدة للاستمرار فى التحالف ودعم أهدافه انطلاقًا من الانسحاب، سيجعل الإخوان وحدهم فى مواجهة النظام، وهو ما سيجعل الدور يأتى على الجماعة فى مرحلة لاحقة. ولم تكد أزمة انتقادات الزمر لجماعة الإخوان وتحريف تصريحات دربالة تنتهي، حتى اشتعلت داخل التحالف أزمة جديدة إثر تأكيد الدكتور محمد حجازى رئيس الحزب الإسلامى الذراع السياسية لجماعة الجهاد، أن التحالف الوطنى لا يتمسك بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى لمنصبه كشرط للمصالحة الوطنية، بل يمكن القبول بتسوية تحفظ ماء وجه جميع الأطراف للخروج من الأزمة. ولفت حجازى إلى أن التمسك بعودة الرئيس مرسى للحكم كشرط للمصالحة يعد غير واقعى فى ظل رفض جميع مؤسسات الدولة للتعاون معه بشكل سيعزز من المأزق الذى تعانى منه البلاد، مطالبًا المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالعودة خطوة للوراء والتعاطى بإيجابية مع جهود تسوية الأزمة ومد يده للتحالف للخروج من الأزمة. ونفى وجود أى نية لخروج الجهاديين من التحالف الوطنى لدعم الشرعية، مشيرًا إلى أن الجماعة والحزب الإسلامى مستمران فى التحالف، غير أنهما يسعيان للوصول لحل للأزمة السياسية التى تعانى منها البلاد فى الثالث من يوليو، بل إن الحزب ينتظر الظروف الملائمة لطرح مبادرة لتحقيق هذه التسوية. يأتى هذا فى الوقت الذى أكد فيه القيادى الجهادى البارز الدكتور أنور عكاشة، أن محاولة إشعال خلافات داخل التحالف الوطنى لدعم الشرعية، يعد مسعى استراتيجيًا للنظام الجديد، حيث يراهن النظام على حالة انشقاق داخل التحالف وتكريس الانقسامات، حيث تستغل آلته الإعلامية أى تباين داخله للزعم باقترابه من التفكك، مدللاً على ذلك بمحاولة الوقيعة بين الإخوان والجماعة الإسلامية. ونبه إلى أن هذه المحاولات لن تتوقف، حيث تأتى ضمن استراتيجية حكومية تتضمن كذلك استغلال لعبة المصالح الدولية وأهمية مصر للقوى الكبرى لتفريغ المعارضة الدولية أو لنقل التحفظ الدولى على الإطاحة بمرسى من مضمونها وقف أى دعم سياسى أو إعلامى للتحالف سعيًا لفرض الأمر الواقع عليه. واعتبر أن هناك رهانًا على سياسة النفس الطويل بين الطرفين، حيث سيحاول الطرفان استنفاد جهد كل منهما للآخر قبل أن يقتنع الطرفان بصعوبة ذلك، والعودة مجددًا إلى مائدة المفاوضات بوصفها السبيل الوحيد لتسوية الأزمة.