أفيجدور ليبرمان، هو وزير الخارجية في حكومة نتنياهو السابقة، ورئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، يميني متطرف، يكره العرب، ولا أحد يدرك في الساحة السياسية الإسرائيلية، ما الذي يريده على وجه الدقة، يقدم نفسه كمنقذ لليهود الروس ويحاول احتواءهم في حزبه ويتحدث بلسانهم ويهب للدفاع عن مطالبهم بحكم نشأته في مولدافيا، إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق، لكنه لم يحقق لليهود الروس شيئا على أرض الواقع. ليبرمان لم يتعامل يوما كوزير للخارجية، فقد كان عليه وضع إسرائيل في مكان جيد في نظر العالم، ولكن العكس تماما هو ما فعله، ففضل أن يكون الناطق باسم اليمينيين ولا يشغله سوى مطاردة العرب، زيادة الاستيطان في أراضى الضفة الغربية، والوقوف أمام الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلا بشروط مجحفة، وكان خلف رفع نسبة الحسم في الانتخابات الأخيرة إلى 3.25٪ حتى يحرم الأحزاب العربية الصغيرة من المشاركة في الكنيست، ولكن الأحزاب تجمعت وصنعت القائمة العربية المشتركة ودخلت الكنيست بقوة. يقول عنه الساخرون إنه يظل صامتا في الاجتماعات الوزارية، ولكنه يتحدث كثيرًا في المؤتمرات الصحفية ووسائل الإعلام، وعلى صفحته على الفيس بوك، ربما لأنه لم يتخلص بعد من ولعه بالإعلام، حيث بدأ حياته كصحفى في جريدة ««يومان إسرائيلى». بدأت علاقته ب«بنيامين نتنياهو» منذ عام 1988 عندما عاد الأخير إلى إسرائيل بعد إنهاء مهامه كسفير لإسرائيل في الأممالمتحدة، واستغل علاقته به ليدخل قائمة حزب الليكود وأصبح عضوًا في الكنيست، ونجح ليبرمان عن طريق صداقته بنتيناهو في الحصول على عدد من الوظائف المهمة في الدولة، فبعد انتخاب نتنياهو رئيسًا لحزب الليكود سنة 1992، تم تعيين ليبرمان مديرا عاما لليكود، في سنة 1996 بعد أن أصبح بنيامين نتنياهو رئيسا للحكومة تولى ليبرمان منصب مدير عام ديوان الوزراء، ثم أنشأ عام 1999 حزب إسرائيل بيتنا، وضم حزبه لحزب الليكود في انتخابات الكنيست عام 2012. بدأت علاقة نتينياهو وليبرمان تتدهور منذ حل الحكومة السابقة والذهاب لانتخابات برلمانية مبكرة، فوقتها عرض نتنياهو على ليبرمان مساعدته في تشكيل حكومة بديلة لكى لا يذهب لانتخابات مبكرة فرفض ليبرمان وتاجر بالعرض في وسائل الإعلام وصرح وقتها بأن لا مفر من انتخابات رئاسية مبكرة. وأثناء الحملات الانتخابية وعندما علم نتنياهو أن ليبرمان لا يريد التحالف مجددًا معه وأنه يعد نفسه لكى يكون رئيس الوزراء المقبل لإسرائيل، كان نتنياهو وراء قضايا الفساد التي ظهرت لليبرمان ولقادة حزبه أثناء الحملات الانتخابية، وهو ما أثر سلبا على ليبرمان فحصل حزبه على 6 مقاعد فقط. فقرر ليبرمان أن يرد الصفعة لنتنياهو فتراجع عن الاشتراك في الائتلاف الحكومى لنتنياهو قبل انقضاء مهلة تشكيل الحكومة بيومين فقط، مما أجبر نتنياهو على تشكيل حكومة ضيقة مكونة من 61 عضو كنيست فقط. النسخة الورقية