أعلن وزير الخارجية الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، تقديم استقالته من منصبه بعد يوم واحد من قرار المستشار القانونى للحكومة، يهودا فينشطاين، تقديم لائحة اتهام ضده تتضمن اتهامات ب (الغش) و(خيانة الأمانة) وهى الاتهامات التى تلاحق السياسى الإسرائيلى اليمينى المتشدد منذ ما يقرب من 16 عامًا. وقد لاقى قرار ليبرمان الاستقالة من منصبه كنائب لرئيس الوزراء ووزير الخارجية فى حكومة بنيامين نتنياهو ترحيبًا من مختلف قادة أحزاب المعارضة الإسرائيلية حيث قالت وزيرة الخارجية السابقة وزعيمة حزب (الحركة) تسيبى ليفنى، إن «ليبرمان قام بالعمل الصحيح المطلوب)، كما أعرب الحزب عن أمله فى أن تكون الإجراءات القضائية بحقه سريعة وناجزة، كما رحبت رئيسة حزب (ميرتس) اليسارى، زهافا جالؤون، باستقالة ليبرمان من منصبه وأعربت عن ارتياحها لإقدامه على هذه الخطوة، قبل صدور قرار محكمة العدل العليا بخصوص الالتماس الذى قدمه حزبها للمطالبة بإقالة ليبرمان من الحكومة، معتبرة أن ليبرمان جنّب نفسه الخزى الذى كان سيلحق به فى مثل هذه الحالة. وكان أفيجدور ليبرمان قد ظهر فى الساحة السياسية الإسرائيلية إبان حكومة الليكود عام 1996، حين شغل منصب مدير عام مكتب رئيس الوزراء، آنذاك، بنيامين نتنياهو، وذلك بعد أن أمضى عدة سنوات فى صفوف الحزب، وقد عرف ليبرمان فى تلك الفترة بأنه رجل المهمات القذرة والشخصية المثيرة للجدل والأزمات، ويعود اختياره لهذا المنصب، إلى محاولة اجتذاب الجمهور الروسى الذى كان يعانى فى ذلك الوقت من صعوبات فى الاندماج داخل المجتمع الإسرائيلى ومؤسسات الدولة. واضطر ليبرمان إلى الاستقالة بعد سنة واحدة فقط بسبب ملف جنائى يتعلق بالتهجم على طفل وضربه ضربًا مبرحًا. هاجر أفيجدور ليبرمان إلى إسرائيل عام 1978 ولا توجد معلومات كافية عن الفترة التى قضاها فى موطنه الأصلى، مولدافيا. وفى أعقاب خلاف بين زعيم الليكود، نتيناهو، ورئيس حزب (إسرائيل بعالياه) الروسى، نتان شيرانسكى، أشار نتنياهو إلى مدير مكتبه السابق، أفيجدور ليبرمان بتشكيل حزب روسى جديد موال لليكود. فقام ليبرمان فى عام 1999 بتشكيل حزب إسرائيل بيتنا (بسرائيل بيتينو) نسبة إلى حزب روسى كان يتزعمه الرئيس الروسى السابق يلتسين يدعى (روسيا بيتنا) وهى محاولة من ليبرمان لاجتذاب تعاطف المهاجرين الروس الذين أيدوا ذلك الحزب. ولم تسلم أية مؤسسة إسرائيلية أو حزب سياسى من لسانه الطويل والسليط طيلة السنوات التى لعب فيها دورًا فى السياسة الإسرائيلية، فقد هاجم أعضاء الأحزاب الآخرين والشرطة، والمحكمة العليا والنيابة.. ولكن تخصص فى التهجم على الفلسطينيين فى الداخل والخارج. خاض حزبه الانتخابات من خلال برنامج سياسى اجتماعى اقتصادى، دعا فيه إلى استيعاب المهاجرين بشكل كامل، والعمل على صهرهم داخل المجتمع من أجل ايجاد مجتمع يهودى متكامل، فأخذ يحرض ضد الفلسطينيين فى الداخل والخارج والعرب بصفة عامة. وحصل حزبه فى انتخابات الكنيست ال 15 عام 1999 على 4 مقاعد. وفى عام 2003 خاض الانتخابات فى قائمة مشتركة مع حزب (موليدت) اليمينى تحت اسم الاتحاد القومى (إحود ليئومى) وحصل على 7 مقاعد، وفى انتخابات 2006 حصل تحالفه مع حزب (إحود ليئومى) على 11 مقعدًا. ويعتبر هذا التحالف اليوم القوة الرابعة فى الكنيست من حيث عدد المقاعد. بعد دخول ليبرمان معترك السياسة الإسرائيلية وبمجرد أن بدأ فى فك رموز اللغة العبرية وأخذ ينطق بعض كلماتها، بدأ يطالب بتهجير العرب، السكان أصحاب البلاد، والتهجم على قيادتهم الوطنية، والمعروف أن ليبرمان علمانى يدعو إلى فصل الدين عن الدولة واعتماد الزواج المدنى، كما يدعو إلى تغيير نظام الحكم فى إسرائيل إلى نظام حكم رئاسى، لأنه باعتقاده يخفف من وطأة الخضوع للضغوطات فى الاتفاقات الأتلافية. ويرى ليبرمان أن هدف الصهيونية هو الحفاظ على دولة ذات قومية واحدة هى اليهودية، وأن وجود أقلية أخرى كبيرة يتناقص مع هذا الهدف. وهو لذلك يطالب الفلسطينيين فى الداخل بإعلان الولاء لدولة إسرائيل وأداء الخدمة العسكرية، ويهدد من يرفض ذلك بالترحيل لمناطق السلطة الفلسطينية، وقد سبق لأفيجدور ليبرمان أن عرض على رئيس الوزراء خطة لحل النزاع الإسرائيلى - الفلسطينى، يقترح بمقتضاها من ضمن أمور أخرى، طرد 90% من الأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل إلى الدولة الفلسطينية التى ستقام فى الأراضى المحتلة فهو يرى أن المشكلة الرئيسية التى تواجها إسرائيل ليست فى الفلسطينيين الموجودين فى الأراضى المحتلة، ولكن فى الفلسطينيين الذين يعيشون داخل دولة إسرائيل!