اقترحت المفوضية التجارية الأوروبية بنودًا جديدة لحماية الاستثمار في اتفاقية التجارة الحرة مع أمريكا. وقالت سيسيليا مالستروم، المفوضة التجارية الأوروبية، إنها طورت أفكارا جديدة للمساعدة في إزالة عقبة رئيسية مع الولاياتالمتحدة لتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة عبر المحيط الأطلسي، مضيفة أنها ستناقش الأفكار مع البرلمان الأوروبي خلال الأسبوع الحالي، وأن الأفكار ستكون خاصة بما تسمى "تسوية نزاعات المستثمرين مع الدولة"، والتي وصفتها مالستروم بأنها "أكثر تعبير مرفوض في أوروبا حاليا". وتتعلق هذه القضية بآلية موجودة بالفعل في كل اتفاقيات تحرير التجارة في العالم والتي تتيح للمستثمرين الأجانب مقاضاة الحكومات في حالة تعرضهم لأي خسائر نتيجة صدور قوانين جديدة تهدد قيمة أصولهم في تلك الدول. واعترفت مالستروم -في بيانها- بأن بعض بنود آلية تسوية نزاع المستثمرين أصبحت "موضة قديمة" وتركز بشكل أساسي على مصالح الشركات. ورفضت مالستروم الكشف عن تفاصيل أفكارها لكنها ذكرت أنها ستجعل بنود آلية تسوية نزاعات المستثمرين أكثر شفافية وأكثر انفتاحا وأكثر محدودية، مضيفة أنها تأمل في أن تحل المقترحات أزمة آلية تسوية منازعات المستثمرين بما يتيح انتقال مفاوضات تحرير التجارة إلى موضوعات أخرى. يذكر أن المفاوضات الدائرة تستهدف إقامة أكبر منطقة تجارة حرة في العالم تضم الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوربي (28 دولة) من خلال اتفاقية تحمل اسم الشراكة التجارية والاستثمارية عبر المحيط الأطلسي التي تغطي سوقا يبلغ عدد سكانها 800 مليون نسمة. وتستهدف الاتفاقية إزالة الحواجز القانونية أمام حركة السلع بين جانبي المحيط الأطلسي بما في ذلك معايير السلامة وحماية البيانات وغيرها من القيود غير الجمركية. وستشمل إلغاء الرسوم الجمركية، وتوحيد معايير المنتجات، وهو ما يعزز النمو الاقتصادي وسوق العمل لدى الجانبين. ويذكر أن الاتحاد الأوربي والولاياتالمتحدة يرتبطان بأكبر شراكة تجارية في العالم، وهما يشكلان معا نحو 40 في المائة على الأقل من إجمالي الناتج المحلي لاقتصاد العالم، والرسوم الجمركية على العديد من السلع المتبادلة بينهما من أقل الرسوم. ويقول مؤيدو اتفاق التجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إنه سيعزز النمو الاقتصادي، ويوفر نحو مليوني وظيفة جديدة، من خلال تقليل القيود القانونية التي تحد من حرية صناعات السيارات والأدوية، وغيرها من الصناعات التي تواجه القيود التجارية حاليا. ويقول المنتقدون إن اتفاقية التجارة الحرة المنتظرة ستحد من قدرة الحكومة على حماية مواطنيها والبيئة بالقوانين.