ذكر الشيخ نشأت زارع إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، أن «النبى صلى الله عليه وسلم» قال: إنه من قتل دون عرضه فهو شهيد ومن قتل دون أرضه فهو شهيد، أما المغيبين الذين وقعوا ضحية جماعات سياسية ومسحوا عقولهم وفجروا أنفسهم من أجل إسقاط الوطن أو لنصرة فريق سياسي فهو منتحر لأنه لم ينتصر لوطنه أو لدينه؛ وإنما انتصر لجماعة ومصلحة حزبية ضيقة. وأضاف خلال خطبة الجمعة، التي ألقاها اليوم بعنوان "الانتحار وموقف الإسلام منه"، أنه لا يختلف منا اثنان على أننا نعيش في الدنيا ولسنا في الجنة وطبيعة الدنيا وقوانينها وطبيعة الإنسان فيها وطبيعة الدنيا أن فيها كل التناقضات فيها الخير والشر فيها الصلاح والفساد فيها العسر واليسر فىها الراحة والتعب فيها السعادة والكآبة، فيها الصحة والمرض، وعلى الإنسان القوى الإيمان والقوى العزيمة والقوى الإرادة أن يتعامل مع كل الأحوال ولا يصاب باليأس والقنوط إذا داهمته أهوال الدنيا ولكن يقول ( قل لن يصيبنا إلاماكتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون). وأشار إلى أن الانتحار هو قتل الإنسان نفسه، أو إتلاف عضو من أعضائه، أو إفساده أو إضعافه بأي شكل من الأشكال. وأكد أن موقف الإسلام واضح وضوح الشمس في رابعة النهار من الانتحار فقال (( ولاتقتلوا انفسكم أن الله كان بكم رحيما )) وقال (( ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) والرسول توعد المنتحر فقال (من قتَل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن شَرِب سُمًّا، فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردَّى من جبل، فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا)) وقال النبى أيضا (( الذي يخنق نفسه، يخنقها في النار، والذي يطعنها، يطعنها في النار)) فالنفس ليست ملكًا لصاحبها، وإنما ملك لله الذي خلقها وهيَّأها لعبادته سبحانه، وحرَّم إزهاقها بغير حقٍّ، فليس لك حق فيها، وكذلك في الانتحار ضَعف إيمان المنتحر؛ لعدم تسليم المنتحر أمرَه لله وشكواه إلى الله.