* يسأل جمال حمدي من الإسكندرية: ما حكم الشرع في المسلم الذي يموت منتحراً؟ * الانتحار قتل للنفس بغير إذن من الله وهو دليل علي القسوة واليأس من رحمة الله الرحيم.. وعقوبته من أغلظ العقوبات في الآخرة فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجابها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ومن تردي من جبل فهو في نار جهنم يتردي فيها أبداً ومن تحسي سما فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً". ولا يوجد مبرر واحد يحمل الإنسان علي قتل نفسه.. لأن الدنيا وما فيها أهون من أن يقتل الإنسان نفسه من أجل شيء فاته منها ولو ضاقت به الأرض بما رحبت فإن فرج الله قريب وقد قال تعالي : "فإن مع العسر يسراً إن من العسر يسراً" سورة الشرح: 5. .6 ومن الملاحظ أن الانتحار يكثر في البيئات المادية وبين الماديين ويقل مع الإيمان وفي بيئة المؤمنين. ومع هذا فإنه لا يجوز لنا أن نحكم علي المنتحر بالكفر بل ندع الحكم عليه لله وعلي هذا الأساس فإن المنتحر يغسل ويكفن ويصلي عليه الجنازة ويدفن في مقابر المسلمين لأنه لم يصدر منه أمامنا ما يدل علي كفره صراحة.. وقد يكون في حال انتحاره لا يدري ماذا يفعل أو يكون في حالة نفسية أصبح معها لا يميز بين النافع والضار أو الخطأ والصواب. ونحن علي كل حال سنأخذ أجراً علي صلاتنا عليه. كما نتبعه في جنازته ونشيعه إلي مثواه حتي يدفن في قبره ولنا الثواب من الله وما دمنا لم نحكم عليه بالكفر فإن ماله مال مسلم.. يقسم علي ورثته الشرعيين وبالله التوفيق.