ساعدت الجيش المصرى في القبض على عناصر من تنظيم «أنصار بيت المقدس»، عن طريق تقديم معلومات عن أماكن وجودهم، واكتشف أمرها أحد الإرهابيين وهى في طريقها تحمل الطعام لمعسكرات الجنود، وحذرها من أن تكرر فعلتها، إلا أنها ضربت بكلامه عُرض الحائط، فخطف التكفيريون ابنها الأكبر وعذبوه وألقوه في مقابر مدينة رفح، لكنها لم تتراجع إلى أن دفعت حياتها ثمنًا لحبها جيش مصر. تلك باختصار هي قصة الشهيدة مها إبراهيم سالم سلامة أبوقريع 32 عامًا، التي قتلها «بيت المقدس» منذ 5 أيام، بعد اختطافها من منزلها بقرية «طويل الأمير» برفح، وإعادتها ميتة وفى جسدها طلقات نارية بالرأس والساق اليسرى، وعلى وجهها آثار التعذيب. وفيما ظن الإرهابيون أنهم تخلصوا بذلك من أبوقريع، مثلت الشهيدة شرارة البداية الحقيقية لتحرك الغضب الشعبى السيناوى ضد التنظيم، الذي تجرأ للمرة الأولى على اختطاف سيدة وقتلها، ما أثار غضب مشايخ القبائل وبخاصة قبيلة الترابين، التي أحرق التكفيريون منزل أحد قياداتها الشيخ إبراهيم الترابيني. بعد الواقعة أصدرت القبيلة بيانًا جاء في نصه: «تماديتم في الغى والعدوان وتلوثت أيديكم بالدماء البريئة، وانتهكتم الحرمات وتخطيتم كل الخطوط الحمراء، وتدثرتم بعباءة الدين وهو منكم براء، وقد صبرنا حتى أقمنا عليكم الحجة بالعرف والعقل والنقل والشريعة، وأشهدنا عليكم القاصى والدانى حتى برئنا من دمائكم وأرواحكم»، وتوعدت القبيلة خلال بيانها «أنصار بيت المقدس» بأنها لن تتوانى في الدفاع عن وطنها وعرضها ودمائها. «قبائل سيناء تحرق الإرهاب بالتنسيق مع القوات المسلحة المصرية»، أصبح العنوان المرتقب، الذي تشير جميع التوقعات إلى أن تحالف الجيش والقبائل سيؤدى إلى تحقيقه لا محالة، بعد أن نجحت السيدة الشجاعة باستشهادها، في توحيد جهود السيناوية من أجل القضاء على التكفيريين. من النسخة الورقية