تميزت محافظة الدقهلية بتخريج الكثير من العلماء والشيوخ الأجلاء الذين قدموا مجهودات عظيمة في العلوم الدينية، أمثال الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ جاد الحق، كما احتضنت أرضها جثامين عدد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين عاشوا ومروا بها منذ مئات السنين. ففي مدينة المنزلة والتي سميت بهذا الاسم نظرا لنزول الكثير من الصحابة بها وكان آخرهم الصحابي الجليل القعقاع بن عمرو التميمي أحد فرسان العرب وأبطالهم في الجاهلية والإسلام، والذي قال عنه سيدنا أبو بكر الصديق لا يهزم جيش فيه القعقاع ابن عمرو. ودخل القعاع المنزلة وكانت تسمى "تنيس البحرية" وسميت بعد دخوله "منزلة القعقاع" وأمَّرَه القائد عمرو بن العاص عليها ليبني بها أول مسجد، وظل بها حتى توفي ودفن بضريحه بجوار المسجد ثم بعد تجديد المسجد والضريح أصبح مرتبط بالمسجد والذي أصبح مزارًا معروفًا لكل المحبين؛ حيث يقام له احتفالية كل عام في السادس من سبتمبر وإلى الثالث عشر من سبتمبر، ويزوره الكثير من طلاب العلم كل عام، كما أن حالة الضريح والمسجد جيدة جدا حيث تمت إعادة إحلال وتجديد المسجد والضريح قريبا. وفى بحيرة المنزلة تنتشر مجموعة من الجزر أهمها جزيرة ابن سلام، وتضم ضريح الصحابي الجليل عبدالله ابن سلام؛ حيث يفد إليها أعداد كبيرة من الزائرين وهو داخل جزيرة تتوسط مياه البحيرة، وبجواره عدد كبير من مقابر المسيحيين. ولقب التل الذي يقع عليه الضريح "بتل ابن سلام" نسبة إلى ذلك الصحابي الجليل وتقول روايات الأهالي إن رأس الصحابي مدفون بذلك الضريح، أما باقي الجثمان فمدفون في أماكن أخرى مفترقة منها جزء بالضريح الموجود بقرية عبدالله ابن سلام بتمى الأمديد، ووصلت حالة الضريح في البحيرة إلى حال سيئة بسبب صعوبة وصول الزائرين إليه، ولعدم اهتمام الجهات المختصة بها نظرا لتواجده في وسط المياه ولم يعد مريدو الضريح يستطيعون الوصول إليه لصعوبة التحرك داخل البحيرة بسبب البلطجية. وفي مركز تمى الأمديد الذي يتميز بالآثار الفرعونية القديمة وبه تلان أثريان يسمى الجنوبي منهما تل تمي ويسمى الشمالي تل منديد، وكانت المنطقة منذ أقدم العصور مكانًا لعبادة "أوزوريس" وفيها شيد ملوك "الأسرة 26" كثيرًا من دور العبادة ظهر أثرها السياسي في العصر الفارسي القرن السادس قبل الميلاد، ثم أصبحت في القرن الرابع قبل الميلاد، قاعدة لحكم الأسرة 29 وفيها عثر على كثير من الآثار المهمة ومنها هيكل من زمان أحمس الثاني. وفي قرية ميت دمسيس مركز أجا، يوجد ضريح الصحابي الجليل محمد بن أبي بكر الصديق، والموجود بمسجد أسفل مسجده على بعد 6 أمتار من سطح الأرض ومساحة الضريح لا تتجاوز المتر وعرضه نصف متر وحوله مكان واسع نحو 150 مترا تحيط بالضريح أسفل صحن المسجد وبجوار الضريح توجد صخرة بطوله وعرضه. كما أن القبر الأساسي للضريح موجود والذي تم اكتشافه عام 1950 ولكن لم يقم أحد بفتح المقبرة ولكن تم بناء هيكل خشبي فوقها وتوجد للمقبرة عين صغيرة تطل على المقبرة من داخل المقبرة والذي يعود إلى الصحابي محمد بن أبى بكر الصديق والذي كان واليا على مصر في عهد الإمام علي بن أبي طالب واستشهد على يد معاوية بن خديج الذي قتله بأوامر من معاوية بن أبي سفيان. كما تم اكتشاف القبر عام 1950 عندما كان يتم تجديد المسجد والحفر لإقامة المأذنة فكان العمال عندما تم بناء متر من المأذنة تهدم في اليوم الثاني فاضطروا للحفر لمسافة كبيرة حتى وجدوا صخرة كبيرة ووجدوا لوحة خشبية عليها اسم محمد بن أبي بكر الصديق بالخط الكوفي وحصلت عليها هيئة الآثار الإسلامية. كما تترد أقاويل أن جسد الصحابي الجليل، دفن قرب جامع الإمام الحسين والأزهر بالقاهرة، وأن خادمه أخذ رأسه ودفنه بالمسجد بميت دمسيس، كما تداولت روايات عن حجر مجاور للضريح يتحرك في حلقات الذكر، كما يقام له مولد في الأول من أغسطس من كل عام يزوره الكثير من المريدين للاحتفال بمولده من جميع بلدان العالم ومحافظات مصر.