طويريج.. مدينة عراقية، يقال إن أصلها هوtwo way reach ، وكانت القوات البريطانية التي دخلت العراق في عام 1917، قد وضعت لافتة بسهمين للدلالة على أن هذه المنطقة يمكن الوصول إليها من طريقين. الأول قادم من الحلة والثاني من كربلاء فتم اختصار الكلمة من قبل السكان المحليين من (تو وي ريج) إلى تويريج وبعدها إلى طويريج، ومن هذا القضاء التابع لمحافظة كربلاء يهرول الشيعة كل عام باتجاهها كجزء من شعائر حسينية لنصرة الحسين بن علي، كما فعل الأسلاف في ذكرى معركة الطف ليجدوه قد قتل. وفي طويريج العراقية هذه، وفي العشرين من عام 1952، كانت ولادة نوري كامل محمد حسن المالكي، الذي حصل فيما بعد على شهادة البكالوريوس من كلية أصول الدين في بغداد، وشهادة الماجستير في اللغة العربية من جامعة صلاح الدين في أربيل، وصدر له كتاب واحد بعنوان “,”محمد حسن أبوالمحاسن.. حياته وشعره“,”، متزوج ولديه 4 بنات وولد واحد، واجه حكمًا بالإعدام ومن ثم الهروب عام 1979 خارج العراق واللجوء إلى سوريا، وبقي بها حتى عام 1982 ثم انتقل إلى إيران، وسرعان ما عاد إلى سوريا، بعد الانقسام حزب الدعوة إلى جناحين، أحدهما مؤيد لإيران، والآخر رفض الانضمام إلى الجيش الإيراني ومقاتلة الجيش العراقي، خلال الحرب الإيرانية، وبقي في سوريا حتى الغزو الأمريكي للعراق، ليعود بعد مرور ربع قرن ليكون رئيسًا للعراق. نوري المالكي في المنفى تتحرك الذات البشرية في سلوكها وتصرفاتها وفق الظروف والمعطيات التي تطرأ على تلك التغيرات التي تحدث في حياتها، فجواد المالكي، أو أبو إسراء هو أحد قيادات حزب الدعوة الإسلامية، ومن تولي مكتب رئاسة (مكتب الجهاد) الذي كان مسئولًا عن تنسيق الأنشطة والفعاليات داخل العراق، وعمل مشرفًا على صحيفة “,”الموقف“,” التي كانت تصدر من دمشق، وكذلك عضوًا في مجموعة عشاق الحسين في الثمانينيات في لبنان وكانت هذه الفرق تعمل لحساب حركة أمل الشيعية وكانت قيادتها تحت لواء “,”داوود داوود“,” وتتبع تعليمات نبيه بري، وما بين عامي 1981_1982 ترأس المالكي خلية تسمي الجهاد الإسلامي، وأشرف عليها محتشمي سفير إيران في سوريا آنذاك، ومعه الشيخ الزهيري، وهو يعد الرجل الثاني بعد المالكي، تحت نظرية الدكتور يوغين تي جيندلين، في الفصل الرابع من كتابه نظرية تغير الشخصية هذه الحقيقة لا تتجسد في مظهرها الخارجي، وإنما تتخذ تجسيدها في السياسة وعالمها المليء بالتناقضات، ومن خلال هذه التغيرات التي طرأت على شخصية نوري المالكي وعمله في أكثر من مجموعة قام بعدة عمليات منها تفجير السفارة العراقية في بيروت، وكذلك قيامه بعمل إرهابي ضد السفارة الأمريكية في بيروت والاعتداء على مخيمات الفلسطينين وفي عام 1985 أثناء اختطاف الطائرة رقم 487 بالذهاب والإياب بين الجزائروبيروت لمدة واحد وعشرين يومًا، كان المالكي نائبًا للمسئول الإعلامي ل(نبيه بري) في ميليشيات حركة أمل وكان يعمل لصالح حزب الدعوة وميلشيات امل، وبعد احتلال العراق قامت الأحزاب المرتبطة بإيران، والتي تدين بولائها للحكومة الإيرانية، باختطاف 500 عالم عراقي في التصنيع العسكري وعلماء في الذرة وذلك للاستفادة من الخبرة والعمل في المجال النووي الإيراني، فالمصالح الشخصية في وقت ما، تطغى على الإنسان؛ لذلك نرى السياسي وهو في المعارضة، ليس وهو نفسه في الحكم، وسلوك السياسي وهو نائب في البرلمان، لا يشبه نفس سلوكه عندما يصبح وزيرًا في الحكومة، ومن يصبح رئيسًا للوزراء، بالطبع لا يمكن أن يتصرف او يتحدث أو ينتهج نفس سلوك ومناهج ما كان يفعله وهو قبل هذه المرحلة سواء كان نائب في البرلمان أو سياسيا مستقلا أو حتى معارضا لنظام حكم عموما. وبعد مرور ربع قرن في المنفى، عاد نوري المالكي بعد سقوط بغداد في التاسع من أبريل من عام 2003 واختير عضوًا مناوبا في مجلس الحكم العراقي، الذي أسس من قبل سلطة الائتلاف المؤقتة برئاسة بول بريمر وشغل منصب رئيس المجلس الوطني المؤقت، وأسهم في كتلة الائتلاف العراقي الموحد والناطق الرسمي باسمها، وهي التي رشحته لتولي مسئولية لجنة الأمن والدفاع في الجمعية الوطنية وشارك في صياغة الدستور الذي كان عضوًا فيها، وانتخب ليشكل أول حكومة عراقية دائمة في شهر مايو من عام 2006 بعد أن تخلى عن رئاسة حزب الدعوة الإسلامية، رئيس الحكومة إبراهيم الجعفري عن ترشيحه لمنصب بعد معارضة شديدة من الكتل السنية والكردية له، كان الوضع الأمني في بداية ولايته قد أصبح أكثر سوءًا حيث بدأت عمليات الخطف والتهجير والقتل الطائفي، فأطلق في عام 2007 خطة لفرض القانون، وكان من بين أعمال هذه الخطة عملية صولة الفرسان على ميليشيا جيش المهدي في البصرة والناصرية وبغداد، التي كانت شبه خاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة، وعمليات أم الربيعين في الموصل، وذلك لتفكيك نظام القاعدة بالإضافة إلي عمليات عسكرية في المناطق الساخنة، كما أنه وقع على إعدام الرئيس الأسبق صدام حسين الذي صدر من محكمة عراقية وتم تنفيذ الحكم ما بعد انتخابات 2010، حيث حصلت القائمة العراقية على91 مقعدا وائتلاف دولة القانون 89 مقعدًا وعلى الرغم أنه صرح أنه عازم على تسليم السلطة بشكل سلمي، ولكن تراجع عن تصريحاته وبعد 8 أشهر من إجراء انتخابات الرئاسة استطاع الفوز بمنصب رئيس الوزراء لفترة رئاسية جديدة وتم تكليفه بتشكيل الحكومة في 25 نوفمبر 2012. نوري المالكي والشأن الخارجي وجه المالكي، من خلال خطابات وزيارات عدة، رسالة سلام وتعاون إلى دول العالم ومنها دول الجوار التي تحولت حدودها مع العراق إلى نقاط توتر ونال خلال زيارته لدول العالم دعما ومؤازرة لمبادرة المصالحة الوطنية ولرغبة العراق الجديد في طي صفحة الماضي وتأسيس علاقات قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية وتم في عام 2008 توقيع انسحاب القوات الأمريكية.