شهد قطاع التمريض بالإسماعيلية، تفاقم أزمة استقالات الممرضات التي اشتعلت، مؤخرا، لممرضات مستشفيات الجامعة والمستشفى العام، بسبب رفض إدارة المستشفيات قبول استقالات نحو 120 ممرضة نجحوا في اختبارات العمل بمستشفى هيئة قناة السويس، باعتباره أفضل في الراتب والمميزات والاستقرار. وكان رفض إدارة المستشفيات بحجة وجود نقص في كادر التمريض، مما يؤثر على العمل بالمستشفيات، كما كشفت أزمة الممرضات عدم قيام المستشفى الجامعي بإدراج اسماء العاملات داخل كشوف التأمينات الاجتماعية بعد عملهن بالمستشفى لعشرات السنوات، وتسديدهن قيمة التأمينات من رواتبهن، وتقدمت العشرات من ممرضات المستشفى الجامعي بمحاضر رسمية ضد إدارة شئون العاملين بالمستشفى، كما اكتشف عدد آخر من ممرضات المستشفى الجامعي، أنه تم تعيينهن منذ عشر سنوات، ولم يتم اتخاذ إجراءات التأمين عليهن إلا منذ ثلاث سنوات فقط، رغم خصم المبالغ طوال سنوات الخدمة، وأحيلت المحاضر للنيابة العامة للتحقيق. ومن جانبهن توجهت الممرضات لإدارة مستشفى الجامعة ومديرية الصحة بالإسماعيلية، للمطالبة بالاستغناء أو قبول استقالاتهن للالتحاق بالعمل في مستشفيات هيئة قناة السويس، لما تتميز به من مزايا خاصة ورواتب عالية، حيث أشارت الممرضات إلى وجود بدائل لهن بأعداد كبيرة من الممرضات يعملن بالمستشفى، وكانت إدارة جامعة قناة السويس قد رفضت قبول الاستقالات لعدم حدوث أزمة وعجز في هيئات التمريض بأقسام المستشفيات الجامعية. وذكرت الممرضات أنهن تقدمن لمسابقة مستشفيات هيئة قناة السويس، والتي طلبت فيها ممرضات، ونجحن في اجتياز الاختبارات المطلوبة، وطلبت الهيئة استقالات من المقبولات لكى يتم إنهاء إجراءات تعيينهن بالهيئة، فتقدمن باستقالات لمديرية الصحة، لكنها لم تقبل". وأضافت الممرضات، أثناء احتجاجهن أمام مديرية الصحة، أنه لم يتم البت في استقالاتهن بغرض تفويت الفرصة عليهن، وضياع حقهن في التعيين في هيئة قناة السويس رغم وجود موافقات شفهية من المسئولين لمنحهن الاستقالات. وقالت "صفاء محمد" ممرضة بمستشفى الجامعة: إنها ونحو 67 من زميلاتها بالمستشفى، تقدمن للعمل بمستشفى هيئة قناة السويس، وذلك منذ نحو 3 سنوات، وتم إجراء كل الاختبارات اللازمة لهن، وتم اجتيازها بالكامل، وتم إبلاغهن أول الشهر الجاري بقبولهن في الوظيفة الجديدة، وعندما طلبن من إدارة مستشفى الجامعة شهادة خبرة وطلب حالة، وتقدمن بالاستقالة رفضوا قبولها مما يضيع عليهن فرصة التعيين الجديد بمستشفى هيئة القناة. وقالت منى عبدالفتاح، إحدى الممرضات: إن إدارة مستشفى الجامعة ترفض قبول استقالتنا بدعوى أن المستشفى يعاني من عجز في أعداد التمريض، وأن هذا الكم من التمريض يتسبب في أزمة بالمستشفى، ولكن الحقيقة أن هناك فائضًا في أعداد التمريض بالمستشفى، حتى أن البعض من الممرضات يعملن في وظائف إدارية بالمستشفى، وهو ما يؤكد أن هناك فائضًا في أعداد التمريض وليس عجزًا، فيما أكدت ممرضات المستشفى الجامعي أنهن أثناء تقديم مطالبهن لإدارة المستشفى استدعى الدكتور ممدوح غراب رئيس جامعة قناة السويس شرطة قسم ثالث، لاتهامهن بالتجمهر وعرقلة حركة العمل، وقال الدكتور ممدوح غراب رئيس جامعة قناة السويس: إنه «لا تهاون مع أرواح المرضى، وإن التمريض رسالة قبل أن يكون مهنة، والجامعة هي من دربتهن ومنحتهن الخبرة والكفاءة، وهي في حاجة لهن، والمال ليس كل شيء في الحياة، إضافة إلى أن الجامعة تمنح رواتب جيدة»، مجددّا تأكيده بأنه سيحيل أي ممرضة تتوقف أو تضرب عن العمل إلى النيابة العامة، في الوقت الذي أكد فيه عدد من الممرضات وجود بدائل لهن بالمستشفى، وهو ما نفاه رئيس الجامعة، مؤكدًا أن الجامعة في حاجة إلى مزيد من الممرضات. كما أصدرت جامعة قناة السويس بيانّا إعلاميّا حول مشكلة ممرضات المستشفى الجامعى بالإسماعيلية، وقال البيان إنه منذ ما يقرب من شهرين أعلنت هيئة قناة السويس الحاجة لعدد من الممرضات للعمل بمستشفياتها، وتقدمت 76 ممرضة من العاملات بمستشفيات جامعة قناة السويس بطلب الالتحاق للعمل بمستشفى الهيئة، ولم توافق الجامعة، ثم انقطعن عن العمل فتم تحويلهن للشئون القانونية للتحقيق في الأمر، واتخاذ ما ينص عليه قانون العمل، وما زالت التحقيقات مستمرة.