عاش طيلة حياته محبوبًا من الناس ويتمتع بسمعة طيبة، لم يتزوج حتى لا يرى الشفقة في عيون مَن يتزوجها، رغم قدرته المالية على الزواج، لكنه رفض، حيث كان يعانى من شلل في قدمه، ففضل أن يعيش وحيدا بالحياة ولا يرى ضعفه في عيون الآخرين، ولكن سماحة نفسه وخوفه من ظلم أخرى تعيش معه حياته جعلته يُقرر عدم الزواج. كان يعمل مدير عام في سنترال رمسيس، وكان يعيش مع شقيقته في شقته الواقعة في 2 عطفة خليل بحرى بحى شبرا، ماتت أخته وتركت معه ابنتها التي تزوجت معه بالشقة وعاشت معه هو وزوجته، حيث كانت تعمل على خدمته، وبعد أن بلغ سن المعاش بدأ إحساسه بالوحدة يلازمه رغم وجود ابنة أخته معه التي كانت تخدمه وترى فيه والدها. فجأة سمع الناس عن موته في ظروف غامضة، بعض الناس قالوا إنه انتحر، والبعض الآخر قال إنه أثناء تنظيف سلاحه خرجت منه طلقة أودت بحياته، فذهبت «البوابة» لتكشف حقيقة الأمر، فذهبنا إلى منزله بحى شبرا، ذلك المنزل الذي عاش فيه طيلة حياته التي بلغت 77 عامًا، منزل بسيط مكون من أربعة طوابق، كان يسكن بالدور الرابع. قابلنا شقيقه الأصغر الحاج «شوقى عبدالسلام»، الذي وجدناه في حالة يرثى لها، ليس من صدمته في موت أخيه، ولكن شغله الشاغل أن يثبت للناس أن شقيقه لم ينتحر، وقال: «كيف ينتحر وهو لم يتزوج مثلا، وليس لديه أولاد أو مشاكل أسرية، هو يتقاضى 4700 جنيه معاشا ومتيسر الحال، مَن ينتحر هو من يعانى من أزمة مالية مثلا، أو يهرب من حياة غير سعيدة مع زوجته، ولكن أخى بعيد تمامًا عن هذه المشاكل»، واحتد الحاج شوقى عندما قلنا له إن معظم الناس يؤكدون انتحاره، حيث قال: «أنا قولت اللى عندى»، وعندما تضاربت الأقاويل بين آراء الناس توجهنا إلى قسم شرطة الساحل للوقوف على أحداث الواقعة. رئيس مباحث قسم الساحل أكد «أنه قد انتحر، حيث كان يمر بحالة نفسية سيئة، وأنه شعر بوجود حمل ثقيل على من يقيم معه نتيجة لعجزه، وأنه كان ينتظر الموت، لكنه يئس من حياته فقرر الخروج من الحياة، لكى لا يكون على عاتق أحد، فلقد عاش ورحل بهدوء»، وتم تحرير محضر بالواقعة رقم 2989 إدارى قسم الساحل لسنة 2015. من النسخة الورقية