أثرى الياباني ياسوناري كواباتا المولود في 14 يونيو 1899 الأدب العالمي بالكثير من الإبداعات، فكان إبداعه النثري، الذي كُتب بلغة شعرية راقية هو طريقه للحصول على جائزة نوبل للأدب عام 1968؛ ليُصبح بذلك أول أديب ياباني يحصل على الجائزة. وُلد كواباتا في مدينة أوساكا اليابانية، وفقد والديه عندما كان في الثانية من عمره، فقام جداه بتربيته، ثم ماتت جدته في السابعة من عمره، وعندما صار في الخامسة عشرة توفيَّ جده، فانتقل للإقامة مع عائلة والدته، ودخل كلية الدراسات الإنسانية ليتخصص في اللغة الإنجليزية. بينما كان لا يزال طالباُ في الجامعة، أعاد كواباتا إصدار مجلة جامعة طوكيو الأدبية، ونشر هناك قصته القصيرة الأولى "مشهد من جلسة أرواح"، وعاد ليُغير دراسته ويتخصص في الأدب الياباني، وكتب أطروحة تخرج بعنوان "تاريخ موجز للروايات اليابانية". وعقب التخرج، بدأ "كواباتا" مع عدد من الكتاب الشبان صحيفة أدبية جديدة سُميت "عصر الأدب وكانت إحدى حركات الفن للفن، وتأثرت بالتكعيبية، والتعبيرية، وغيرها من الأنماط الأوربية الحديثة؛ ثم بدأ كواباتا في جذب الانتباه إليه بعدد من القصص القصيرة بعد تخرجه بوقت قصير، ولاقت قصته "راقصة آيزو" رد فعل قوي، ثم جاءت "بلد الثلج"، وهي واحدة من أشهر رواياته، والتي رسخت مكانته كأحد أبرز الكتاب اليابانيين؛ وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تلاحقت أعماله الناجحة "طيور الكركي الألف"، "صوت الجبل"، "بيت الجميلات النائمات"، "جمال وحزن"، و"العاصمة القديمة". كتب كاواباتا كذلك أكثر من مئة وأربعين قصة قصيرة، كان يُطلق عليها قصص كف اليد، وكانت القصة القصيرة جدًا الجنس الأدبي المفضل لديه، إذ وجد في المساحة المحدودة فيها ميزة مكنته من استخدام الغموض الذي برع فيه، وتُشكل هذه القصص بمجموعها مرآة كبيرة للحياة الإنسانية، وقد جمعت في مجلدات كثيرة، وترجمت إلى لغات عدة فحققت انتشارًا واسعًا بين القراء في الغرب، حيث وكان كواباتا رئيس لرابطة القلم الدولية لسنوات عديدة بعد الحرب، فعمل لترجمة الأدب الياباني إلى الإنجليزية ولغات أخرى. انتحر كواباتا في 16 أبريل 1972 بخنق نفسه بالغاز إثر دوافع غامضة، وقامت الحكومة اليابانية بإصدار مجموعة طوابع متنوعة تخليدا لذكراه.