يشهد التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، أزمة داخلية طاحنة، وانشقاقا حادا بسبب متطلبات إعادة هيكلة الجماعة في مصر، ففي الوقت الذي يرى فيه عدد كبير من قيادات التنظيم الدولي في العالم ضرورة إقصاء كل قيادات مكتب الإرشاد الحاليين عن المشهد وإحلال عناصر جديدة بدلاً منهم، واتهامهم بالفشل الذي حطم آمال الجماعة وأثر عليها بالسلب في كل أنحاء العالم، يقف بعض القيادات رافضين تماما لفكرة التغيير، مؤكدين أن ما حدث في مصر كان مؤامرة كبرى لم يستطع الإخوان التعامل معها. مصادر إخوانية مُطلعة قالت في تصريحات خاصة ل"البوابة"، إن اجتماع مكتب الإرشاد الأخير شهد جدلاً حاداً بين القيادات، حول أسباب فشل الإخوان في مصر بعد عام واحد من توليهم الحكم، وانقسمت الآراء بين جانبين، الأول يتزعمه إخوان تونس ويرى ضرورة الإحلال والتجديد وتغيير السياسة الخاصة بالإخوان في مصر وإجراء إعادة هيكلة شاملة والسماح بتمكين الشباب لضخ دماء جديدة، ويبرر موقفه بأن سياسات الجماعة الخاطئة أدت إلى سقوطهم المدوي، وأن المرحلة المقبلة لابد أن تتحاشى أخطاء الماضي. ويتزعم الفريق المضاد إخوان مصر الذين حرصوا طوال الوقت على تقديم ما حدث في مصر باعتباره مؤامرة كبرى نفذتها الدولة العميقة، ولم يستطيعوا التصدي لها، وأكدوا أن وصول الجماعة للحكم في مصر هو الدليل الأقوى على نجاح مكتب الإرشاد الحالي في تأدية مهمته على أكمل وجه، ورفض قيادات الجماعة المشاركرن في الاجتماع كل دعوات التغيير وإعادة الهيكلة، وأكدوا أن اللائحة الداخلية للتنظيم تقضي بأن تكون الأوضاع مستقرة لإجراء انتخابات التجديد. في سياق متصل أكد تقرير أمريكي، نشره موقع "ميدل إيست بريفينج" عن احتدام الأزمة داخل التنظيم الدولي، بسبب إخوان مصر ورفضهم إعادة الهيكلة ووصف تلك الأزمة بأنها الأكبر على مدار تاريخ التنظيم، مؤكداً أن الجماعة لن تسطيع عبور الأزمة بسبب الطريقة الحالية التي تسير بها الأمور، وأنه ينبغي على أعضاء الجماعة إخضاع كل الممارسات والمواقف والسياسات المطبقة خلال العقود القليلة الماضية من قبل قادة الجماعة إلى نقد تحليلي عميق جدا، لافتا إلى أن الثورة الحالية داخل جماعة الإخوان المسلمين نجحت فقط في الحفاظ على بعض الممارسات القديمة مع بعض التغييرات السطحية التي تمت صناعتها لاستيعاب موجة الانتقادات الداخلية، مما أسفر في النهاية عن المأساة الحالية التي تعيشها الجماعة.