السروجي دعا لحل مجلس شورى الجماعة وإجراء انتخابات جديدة.. وفياض يطالب بالتركيز على العمل الدعوى والابتعاد عن السياسة
برزت على السطح مؤخرًا دعوات لإجراء مراجعات داخل جماعة "الإخوان المسلمين"، والتي باتت حديث الكوادر والقيادات داخل الجماعة خلال هذه الأيام مع مرور أكثر من عام الإطاحة بتجربة "الإخوان المسلمين" من الحكم فيما تعتبره الجماعة "انقلابا عسكريا" ويراه معارضوها" ثورة شعبية". ففي رسالته إلي جماعة الإخوان من سجن طره طالب محمد السروجي القيادي باللجنة السياسية بالإخوان والمتحدث باسم وزارة التعليم الأسبق والمحبوس على ذمة اتهامات بارتكاب عنف، بحل مجلس شورى الجماعة (أعلى هيئة استشارية بالإخوان) وإجراء انتخابات جديدة وعدم التذرع بالظرف الأمني وقبلها سرعة تقييم الجماعة في مدة لا تقل عن 30 يوما. ودعا السروجي في رسالته التي كتبها بخط اليد وأكدت أسرته صحتها إلى "عدم تولي قيادات المرحلة السابقة في الجماعة أي مواقع قيادية قادمة لحصولهم على فرصتهم كاملة سابقًا"، مشيرًا إلى أن "هدف الرسالة الموجهة للإخوان تقييم الجماعة بصورة جديدة ومرضية". بموازاة ذلك، طرح عطية فياض القيادي بقسم نشر الدعوة بجماعة الإخوان تساؤلات عدة يقيم بها تجربة "الحركة الإسلامية" منتهيًا إلى أهمية المراجعة. وفي تدوينة حذفها بعد ساعات من نشرها علي صفحته الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، طرح فياض تساؤلاً "ما القول في اشتغال الحركات الإسلامية بالمجتمع ونهضته فكريا وخلقيا وسلوكيا وترك المنافسة على الحكم بشكل مباشر ولا مانع من وجود أحزاب لها مرجعيات إسلامية تعمل كحزب ولا علاقة لها بالدعوة فسقوطها يعني سقوط حزب ونجاحها نجاح حزب دون أن يتأثر الإسلام أو الدعوة بذلك؟". تساؤل فياض العالم الشرعي يثير دعوات سابقة وجهت للجماعة ولم تلتفت إليها عن أهمية فصل العمل الدعوي عن العمل الحزبي، وكانت سببا بارزا في مغادرة القيادي البارز عبدالمنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية للجماعة، وخروج كثير من شباب الإخوان أيضا. وعلى الرغم من حالة التشكيك في الدعوات المنسوبة إلى قيادات إخوانية بإجراء مراجعات داخل الجماعة، إلا أن هذا لا ينفي وجود مطالبات بداخلها بتنحي القيادات الحالية واختيار قيادات جديدة تعيد ترتيب البيت الإخواني من الداخل وتعمل على إعادة هيكلة مفاصل الجماعة. إذ كشفت مصادر داخل جماعة الإخوان عن تصاعد المطالبات بين القطاعات الشبابية بإحداث تغيير فى هياكل الجماعة الإدارية، تتضمن حل مكتب الإرشاد ومجلس الشورى والمكاتب الإدارية، في ظل اتهامات للقيادات الحالية بالفشل في إدارة المشهد إبان حكم الرئيس محمد مرسي، فضلاً عما يتردد عن التصالح مع السلطة الحالية، الأمر الذي يرفضه السواد الأعظم من شباب الجماعة ممن يتمسكون بضرورة استمرار "الحراك الثوري" ورفض التصالح على حساب دماء ضحايا فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة". وبحسب المصادر، فإن عددًا من قادة الجماعة فى الخارج، وعلى رأسهم محمود عزت ومحمود غزلان يحاولون تهدئة خواطر الشباب، عبر إبراق رسائل سرية لهم تتضمن ضرورة الثقة فى قيادات مكتب الإرشاد، إلا أنها رأت أن تلك المحاولات لن يكتب لها النجاح فى ظل تصاعد غضب الشباب على هذه القيادات واعتبارها غير جديرة بالاستمرار. دعوات المراجعة التي انطلقت العام الماضي أيضًا في شهر سبتمبر 2013 واجهت عقبات، حيث أطلق صلاح سلطان القيادي بجماعة الإخوان اعتذارًا صريحًا عن أخطاء وقعت فيها الجماعة، وهو ما اعتبره محمود حسين الأمين الجماعة "رأيًا شخصيًا"، مشيرًا إلى أن "الأهم هو توقيت تقييم هذه التجارب، الذي نرى أنه ليس الآن". ومنذ عام للآن، لم تبد قيادة الجماعة أي بادرة للتغيير باستثناء رسالة جديدة من محمود حسين في يوليو الماضي أنهى دعوات متصاعدة وقتها عن أهمية تغيير القيادة باعتبارها "استنتاجات متسرعة يجافيها الصواب". وقال حسين عبدالرحمن، القيادي في حركة "إخوان بلا عنف"، إن "موعد إجراء الانتخابات داخل الجماعة كان مقررًا فى الخامس عشر من فبراير الماضي طبقًا للوائح، ولكن تم تبرير التأجيل بالظروف الأمنية، وهو أمر لم يتغير حتى الآن رغم أن مثل هذه الحجج لم تعد آذانًا صاغية داخل الجماعة". وكان عبد الفتاح مورو، نائب رئيس حركة النهضة التونسية دعا في تصريحات من المغرب نهاية أغسطس الماضي الإخوان المسلمين في مصر إلى "النظر في وضعهم نظرة نقدية ومراجعة مسلكياتهم (خطواتهم) السياسية". ولفت مورو إلى ما اعتبره "أخطاء" وقع فيها الإخوان المسلمون في مصر، دون أن يفصلها، وبرر ذلك بأن "وضعهم الحالي لا يسمح"، حسب تعبيره، لكنه قال إنه "بالرغم من وضعيتهم الحالية، ومن المعاناة التي يعانون والانقلاب الذي وقع عليهم، لابد لهم من النظر في وضعهم نظرة نقدية ومراجعة مسلكياتهم السياسية". واعتبر سامح عيد، القيادى الإخوانى المنشق، أن "الانتقادات تكشف حالة الغضب داخل التنظيم الدولى للإخوان على دور إخوان مصر فيما آلت إليه أوضاع الجماعة فى العالم، وحملة التشويه التى طالت الجماعة خلال الأعوام الأخيرة". وتابع، "انتقادات مورو تثبت ضعف تأثير إخوان مصر على التنظيم الدولى وتراجع نفوذها على التنظيم بشكل لافت ووجود ضغوط على إخوان مصر لإجراء مراجعات تتضمن إبعاد قيادات الجماعة الحالية والدفع بشباب لصدارة المشهد". غير أن عيد يعتقد أن "مثل هذه الدعوات للإصلاح والمراجعة والهيكلة لن تجد لها صدى لاسيما أن الظروف الأمنية والأزمة مع الدولة تعرقل هذه المساعى حتى لو وافقت عليها قيادات مكتب الإرشاد".