"التغيير داخل جماعة الإخوان المسلمين .. عين الفرض" .. أمنية يجهر بها علي صفحته الشخصية علي فيسبوك "إسلام عقل" الإعلامي المنتمي لإخوان مصر ، الذي في وقت سابق كان محسوبا علي التيار التنظيمي الذي يدافع عن الجماعة في فترة حكم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي رغم انتقادات معارضيه وقتها. بطريقة مشابهة يدعو شقيقه الإعلامي محمد عقل الذي ترك الجماعة بعد ثورة يناير 2011 قائلا " ليت في الإخوان رجل رشيد كهذا في موقع القيادة أو التأثير ..ولو واحد فقط "في إشارة لإقتباسه عبارات للشيخ عبد الفتاح مورو أحد القيادات المنتمية لفكر الإخوان بتونس حينما دعا إخوان مصر لمراجعة مسالكهم السياسية. فكرة المراجعة لم تكن وليدة حديث الشقيقين نجلي الشيخ الراحل ماهر عقل أحد أبرز قيادات الإخوان بمصر والعضو البارز في برلمان 2005، فقد باتت حديث الكوادر والقيادات داخل الجماعة خلال هذه الأيام مع مرور أكثر من عام الإطاحة بتجربة الإخوان من حكم بمصر فيما تعتبره الجماعة "انقلابا عسكريا" ويراه معارضوها " ثورة شعبية". ففي رسالته إلي جماعة الإخوان من سجون طره طالب محمد السروجي القيادي باللجنة السياسية بالإخوان والمتحدث باسم وزارة التعليم الأسبق والمحبوس علي ذمة اتهامات بارتكاب عنف، بحل مجلس شوري الجماعة وإجراء انتخابات جديدة وعدم التذرع بالظرف الأمني وقبلها سرعة تقييم الجماعة في مدة لا تقل عن 30 يوما. ودعا السروجي في رسالته التي كتبها بخط اليد وأكدت أسرته صحتها ونشرها الإعلامي إسلام عقل علي صفحته الشخصية علي فيسبوك، إلي "عدم تولي قيادات المرحلة السابقة في الجماعة أي مواقع قيادية قادمة لحصولهم علي فرصتهم كاملة سابقا "، مشيرا إلي أن "هدف الرسالة الموجهة للإخوان تقييم الجماعة بصورة جديدة ومرضية" ولم يقتصر الحديث من جانب أهل السياسة بالجماعة بل شارك فيه علماءها الشرعيون ، ومنهم عطيه فياض القيادي بقسم نشر الدعوة بجماعة الإخوان الذي طرح تساؤلات عديدة يقيم بها تجربة ما سماها "الحركة الإسلامية " منتهيا إلي أهمية المراجعة. وفي تدوينة حذفها بعد ساعات من نشرها علي صفحته الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك واحتفظ بها مراسل الأناضول طرح فياض تساؤلا " ما القول في اشتغال الحركات الإسلامية بالمجتمع ونهضته فكريا وخلقيا وسلوكيا وترك المنافسة على الحكم بشكل مباشر ولا مانع من وجود أحزاب لها مرجعيات إسلامية تعمل كحزب ولا علاقة لها بالدعوة فسقوطها يعني سقوط حزب ونجاحها نجاح حزب دون إن يتأثر الإسلام أو الدعوة بذلك ؟ ". تساؤل فياض العالم الشرعي يثير دعوات سابقة وجهت للجماعة ولم تلتفت إليها عن أهمية فصل العمل الدعوي عن العمل الحزبي ، وكانت سببا بارزا في مغادرة القيادي البارز عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية (وسط) للجماعة، وخروج كثير من شباب الإخوان أيضا. ودعوات المراجعة التي انطلقت العام الماضي أيضا في شهر سبتمبر 2013 واجهت عقبات ، حيث أطلق صلاح سلطان القيادي بجماعة الإخوان اعتذارا صريحا عن اخطاء وقعت فيها الجماعة ،وهو ما اعتبره محمود حسين الأمين الجماعة "رأيا شخصيا" مشيرا إلي "الأهم هو توقيت تقييم هذه التجارب، الذي نري أنه ليس الآن".. ومنذ عام للآن ، لم تبد قيادة الجماعة أي بادرة للتغيير باسثناء رسالة جديدة من محمود حسين في يوليو الماضي أنهي دعوات متصاعدة وقتها عن أهمية تغيير القيادة باعتبارها " استنتاجات متسرعة يجافيها الصواب" من جانبه قال أمين التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين ابراهيم منير، إن "هناك تجديدا في فكر وقيادة جماعة الإخوان يحدث الآن في مصر" متحفظا علي إعلان تفاصيله قائلا" الظروف الأمنية المشددة لا تسمح بالإعلان عنها . وفي تصريحات هاتفية خاصة لوكالة الأناضول من مقر إقامته بلندن، أشار ابراهيم منير إلي وجود تجديد في قيادة الجماعة قائلا :"حين يكون لدينا أكثر من 21 ألف معتقل من الإخوان فلابد أن تكون ترتيبات تنظيمة لتسيير الأمور ، ووضع طبيعي أن نري قيادات بديلة أو رديفة وهذا ما يحدث"، مستدركا " لكن لا يعقل أن أخرج وأقول أن محافظة كذا تم اعتقال الصف الأول والثاني والثالث فيها وأنه تم التجديد بها والأمن مازال يتابع". وحول الانتقادات التي توجه من وقت لآخر إلي الجماعة ، قال ابراهيم منير أمين التنظيم الدولي للإخوان "هناك تجديد للجماعة في دماءها وفكرتها وطريق عملها وتواصلها معها الناس ، فالإخوان لا تعيش في بيئة محدودة وهي تسمع كلام الآخرين وتحاول أن تصحح ومستمرة في التجديد ولا تنغلق علي نفسها ". وتساءل منير :" فليقل المطالبون لنا بالتجديد والمراجعة -ونحن لانشكك في أنهم يريدون الإصلاح- ما الموقف المطلوب مراجعته؟"، مضيفا: "إذا كان المطلوب مراجعته موقفنا من رفض الانقلاب في مصر فهذا مرفوض وما دون ذلك فالجماعة مستمرة في ترتيباتها التنظمية التي تساعدها علي الاستمرار ". وحول أسباب عدم إعلان تلك الترتيبات أو بعض من وجوه التجديد ، أضاف أمين التنظيم الدولي للإخوان :" الظروف الأمنية المشددة والقتل علي الهوية لا يسمح بأي إعلان أي تجديد يحدث ولا يعقل أن تخرج الجماعة لتقول أنها تفعل وتفعل وهي تحت ظروف مثل هذه ". وتشهد الجماعة منذ الإطاحة بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي في 3 يوليو 2013 حملات قبض علي قياداتها وكوادرها من جانب السلطات المصرية التي تتهمها بارتكاب عنف وهو ما تنفيه الجماعة وتقول أنها تحتج رسميا علي ما تعتبره "انقلابا عسكريا".