نظرت إلى مبنى المحكمة بعين دامعة، وهى تصعد درجات السلم، وفور وصولها إلى غرف وقاعات محكمة الأسرة بزنانيرى، بدأت في البحث عن إحدى موظفات مكتب التسوية، وبعد فترة التقت بإحداهن، وبدأت تروى لها تفاصيل قصتها على مدى 10 سنوات، والتي مرت فيها بمُعاناة وألم أثناء زواجها. تقول «نبوية.ع»، البالغة من العمر 42 عامًا، «عشت أيام صعبة جدًا، ولم أجد من يقف بجانبى، ولم أحظَ بحياة سعيدة كغيرى من الناس، فمنذ طفولتى وأنا أعمل وأتعب للإنفاق على أسرتى ومساعدتها، لم أكن أتمنى سوى بيت صغير وحياة أسرية هادئة، عملت في عدة مجالات حتى انتهى بى الحال كعاملة نظافة ب«مكتبة الخليفة»، ومرت سنة تلو الأخرى، حتى بدأت الظروف تتحسن حين تقدم لخطبتى «محمد.م»، صاحب معرض موبيليا، فوافقت في الحال، وبالرغم وجود بعض الفوارق الطبقية بيننا؛ إلا أننى حاولت الهروب من المُعاناة التي لقيتها في حياتى». وبكل حسرة وأسى استكملت نبوية قصتها قائلة: «مرت عدة أسابيع وتزوجنا وانتقلت للعيش مع زوجى «محمد» في بيت عائلته، بعد رفضهم انتقالنا للعيش في شقة مُستقلة، رضيت بما قسمه الله لى، وشعرت بالسعادة بأن أصبح لدى زوج، وسرعان ما مرت الأيام وتحققت آمالى في الإنجاب بأن اكتملت سعادتى مع أول صرخة لمولودى الجديد، وغمرت الفرحة والسعادة بيت أهل زوجى في بداية الأمر لأن الطفل «ولد»، وبدأ الجميع يعاملنى بطريقة لطيفة وجميلة، ولكن سرعان ما تبدل كل ذلك مع الأيام، حينما شعروا أن زوجى يهتم بى فقط، فبدأت والدته تعاملنى كخادمة وتجبرنى على قضاء احتياجات المنزل، أما والده فكان يتحرش بى ويدخل علىّ غرفة النوم التي لا أمتلك غيرها بالمنزل دون إذن، ويتحسس بعض مناطق جسدى، فلم أجد أمامى سواء القيام بغلق حجرتى بالمفتاح، وحينما فعلت رفض الجميع، وقاموا بثورة، وقالوا لى: إنت مش في بيتك تتحكمى فيه». وتابعت نبوية قائلة: «مرت الأيام والشهور والحال كما هو الحال، لم يتغير زوجى أو حتى يحاول الدفاع عنى ولو لمرة واحدة يشعرنى فيها بكرامتى أو حتى كأنى «بنى آدمة».. وتحملت كل هذه الأعباء، إلى أن فاض بى الكيل ولم أعد أطيق الحياة بهذا الشكل المهين والذليل، فطلبت من زوجى الطلاق، والأدهى من كل ذلك أنه استجاب لطلبى، وتحدثت معه بشأن نفقتى وتخصيص جزء من ماله للإنفاق على ابنه، لكنه رفض، رغم أنه ثرى وميسور الحال، لذلك طرقت أبواب المحكمة، وقمت برفع قضية لكى أحصل على حق ابنى الذي تم الثامنة من عمره الآن، ووالده رماه ولا يرسل له مليما، وانتظرت حتى أحصل على حقوقى أنا وابنى، وبعد مرور 9 سنوات من العذاب والمرار والمشاوير في المحاكم حصلت على 200 جنيه نفقة، فكيف أعيش أنا وابنى بهذا المبلغ الهزيل.. مالناش غير ربنا». من النسخة الورقية