تخطت "البوابة نيوز" حواجز ورشة الفنان البورسعيدي "محسن خضير" لمعرفة ما تدور عنه فكرة هذا العام من الدمى التي يقوم بتصنيعها كل عام لوصف أشخاص يكرههم أهالي المحافظة؛ حيث تعتبر هذه عادة سنوية منذ جلاء الاحتلال عن المدينة الباسلة في 1956 بأن تُصنع الدمى ويقوم الأهالي بحرقها في منتصف الشوارع في احتفالات "شم النسيم". يأتي الزائرون من شتى محافظات مصر لرؤية هذا المسرح الكبير الذي يقيمه "خضير" بتقاطع شارعي نبيل منصور وصفية زغلول "أوجينى" في يوم الأحد الذي يسبق اثنين أعياد "شم النسيم" وتتعدد الفقرات الاحتفالية في هذه المنطقة من فرق سمسمية ومعارض تراث بورسعيدية وغيرها. وبلقاء الفنان البورسعيدي وسؤاله عن فكرة هذا العام؛ أجاب قائلاً: سئم الشعب المصري من الإرهاب والانفجارات التي تدور هنا وهناك، ولكن ما استفز شعور المصريين أجمعين مسلمين ومسيحيين هو المنظر القبيح الذي ظهر عليه تنظيم "داعش" عندما قتل المصريين ذبحًا ب"ليبيا" في مشهد لم يحدث من قبل بالعالم، ومن هنا وجب علينا تجسيد قُبح هؤلاء هذا العام كما جسد البورسعيدية اللورد اللنبي قبل ذلك. وبسؤاله متي بدأ "خضير" في هذا العمل الكاريكاتيري بأعياد "شم النسيم"؟؛ قال: عام 1976؛ فكان البورسعيدية كل عام يقومون بعمل دمى من القش وكل منطقة تمثل شخصا تكرهه ثم تقوم بحرقه في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، الموافق ل"شم النسيم"؛ فقمت بتطوير صُنع هذه الدمي وعرضتها على مسرح كبير ليصبح بعد ذلك مزارًا سنويًا لأهالي بورسعيد والمغتربين عنها. وعن المدة التي تستغرقها لصنع هذه الأعمال، قال: أعمل قبل أعياد "شم النسيم" بحوالي شهر ونصف ولكنه مع تطور الأحداث هذا العام استعنت بشاب يساعدني ويمارس العمل معي يدعى "محمد". ولمعرفة مناسبة هذا الحدث مع البورسعيدية أوضح لنا "خضير" أن الحدث جاء منذ فترة الحرب العالمية الأولى وتولى اللورد اللنبي منصب المندوب السامي البريطاني وما حمله الشعب المصري لشخصيته من كراهية تجلت خلال أحداث ثورة 1919 وأدت إلى صناعة الأهالي لدمى من القش تجسد شخصيته وحرقها وأصبحت بعدها تقليدًا كل عام تجسد فيه دمى لأعداء الشعب. يعد محسن خضير –فنان الخط العربي وشقيق الخطاط العالمي مصطفى خضير الشهير في مخططاته ب"خضير البورسعيدي"، من أشهر الشخصيات التي تقوم بعمل هذه الدمى وتجسيدها في صورة كاريكاتيرية واتخذ الفنان فكرة هذا العام من الحزن الذي عاناه البورسعيدية لاسيما مصر كلها جراء جرائم تنظيم "داعش" الإرهابي. يذكر أنه كان قد جسد البورسعيدية خلال الأعوام الماضية الشخصيات المكروهة بالشارع مثل: جولدا مائير أو شارون، مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي والرئيس مرسي ورموز نظامه، وتتناول أيضا رموزًا لظواهر اجتماعية مثل مدرسي الدروس الخصوصية أو حكام كرة القدم.