ذكرى ميلاد الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر رحمه الله والتى توافق يوم 5 أبريل الجاري، والتى مرت مرور الكرام دون أن يشعر بها أحد كما يحدث كل عام. ففى قرية بطرة التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية يحرص أهالى القرية وأفراد اسرة الامام على احياء ذكراه من خلال الجمعية الأهلية المساماة باسمه والتى أنشأها الإمام لخدمة أبناء القرية المحتاجين والفقراء كما تقدم خدمات صحية من خلال مجمع طبى يضم مختلف التخصصات. ويؤكد الشيخ عبدالقادر جاد الحق مأذون القرية أن الشيخ جاد الحق كان مرتبطا بقريته بطرة ارتباطاً شديداً ولم ينسلخ عن جذوره رغم إقامته الدائمة بالقاهرة حيث كان يحرص دائما على العودة الى القرية في كل المناسبات وكان لا يتأخر فى أية خدمة للقرية وكانت كل خدماته للصالح العام بينما المصالح الشخصية كان له تحفظ شديد عليها. وأضاف أن الإمام ترك منزل والديه الذى تربى فيه مبنيا بالطوب اللبن حتى وفاته وكان يستريح فى الإقامة فيه، مشيرا إلى أنه رغم إلحاح أهالى القرية على أحد أبنائه أن يقوم بهدمه وإعادة بنائه إلا أنه كان دائم الرفض حتى قام أولاده ببيعه بعد وفاته وتم هدمه. وأشار إلى أنه رغم المناصب الرفيعة التى تولاها الإمام إلا أنه لم يترك شقته التى كان يعيش فيها بالمنيل فى عمارة كانت آيلة للسقوط وبدون أسانسير وكان يستقبل ضيوفه بشقته بحفاوة كبيرة ويقوم على خدمتهم بنفسه. وأضاف سعد محمد رزق أحد أبناء القرية أنه سمع كثيرا من والده وجده وأهالى القرية الكبار عن الإمام وأنه كان جاد فى معملاته وحق فى قراراته وكان زاهدا فى الدنيا ومتواضعا وكانوا يشعرون بالهيبة أمامه ولا يمكن لأحد منهم أن يرفع عينيه وهو يتحدث معه وكان كل من يعرفه أو يقترب منه يشعر بذلك لمكانته العلمية والإنسانية حتى أن الشيخ الشعراوى كان يحرص على تقبيل يده وعندما سئل عن ذلك قال " وكيف لا أقبل يد فارس الفتوى . وأشار صبرى عبد العال أحد أهالى القرية إلى أن مكتبه بشقته بالمنيل عبارة عن تربيزة و عرض عليه الدكتور على محمود عوض فيلا ليسكن فيها ولكنه رفض بالإضافة إلا أنه لم يقبل أن يستغل أحد منصبه حيث كان يأمر سائقه بالالتزام بقواعد المرور ولم يكسر يوما إشارة وفى يوم الجمعة كان يرفض استخدام سيارة المشيخة إلا إذا كان متوجهًا فى عمل يخص الأزهر وعندما كان يأتى الى القرية كان يأتى فى سيارة أخرى بمفرده وبدون حراسة". أما الدكتور على ابن الشيخ جاد الحق فيقول عن والده " والدى كان انسان متسامح لأقصى حد وطيب وهادىء ولسانه عفيف لا يسب ولا يشتم وكان يتميز بأنه يسمع جيدا ويسأل كثيرا وفى النهاية يقرر ولا يتسرع فى اصدار احكام وهذه هى سمات القاضى وكان يحترم الصغير والكبير ففى عام 1982 أديت فريضة الحج معه وحتى وفاته كان ينادينى بالحاج على". وأضاف قائلا: "كان يعاملنى انا واشقائي كأصدقاء ولم يعاقبنا يوما ومع ذلك كنت أخشاه جدا واخاف منه وكنت أرى أنه لا يقبل من احد مهما كانت سلطته أن يتدخل فى عمله سواء عندما كان مفتيا أو وزيرا للأوقاف أو شيخا وكان والدي رحمه الله يحرص جدا على مكانة الأزهر وهيبته فلم يطرق يوما باب أى مسئول وكان يقول دائما "الأزهر يسعى اليه ولا يسعى الى أحد". وأضاف منصور محمد الليثى مدير جمعية الشيخ جاد الحق " أن الجمعية انشأت مجمع اسلامى خدمى على 2 فدان عبارة عن مسجد يضم ضريح الامام ومكتبة ومصلى للسيدات بالاضافة الى مستشفى متخصص يضم جميع الاقسام ويقوم لاجراء بعض الجراحات العامة وذلك بأجور رمزية وأحيانا مجانا طبقا لوصية الشيخ جاد الحق " وطالب الدكتور محمد أحمد صالح أحد أبناء بأحياء ذكرى الإمام كل سنه أسوة بإحتفال الدولة بجميع وسائل الإعلام بذكرى الفنانين وأن نمشى على منهجه ونطالب بان يكون هناك كتاب يدرس للطلاب فيها سيرة علماء الأزهر كالشيخ جاد الحق الجدير بالذكر أن الامام ولد يوم الخميس 13 من جمادى الأخر عام 1335 هجرية الموافق 5 أبريل عام 1917 بقرية بطرة التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية حيث حفظ القرآن فى كتاب القرية على يد الشيخ البهنساوى ثم تلقى تعليمه بمراحل التعليم الأزهرى حتى حصل على الشهادة الثانوية الازهرية من معهد طنطا الازهرى ثم الشهادة العالمية من كلية الشريعة بالأزهر سنه 1943 ثم الشهادة العالمية مع الاجازة فى القضاء الشرعى سنه 1945 وفور تخرجه عين موظفا قضائيا بالمحاكم الشرعية فى 29 يناير سنه 1946 ثم أمينا للفتوى بدار الافتاء المصرية ثم قاضيا فى المحاكم الشرعية سنه 1945 ثم قاضيا عاما فى المحاكم بعد الغاء المحاكم الشرعية ثم رئيسا بالمحكمة سنه 1971 ثم انتدب مفتشا قضائيا بوزارة العدل سنه 1974 ثم مستشارا بمحاكم الاستئناف سنه 1976 ومفتشا أول بالتفتيش القضائى بوزارة العدل ثم اختاره الرئيس محمد انور السادات مفتيا للديار المصرية سنه 1978 وفى سنه 1980 عين عضوا بمجمع البحوث الاسلامية بالازهر ثم عين وزيرا للأوقاف فى أوائل سنه 1982 وفى مارس من العام نفسه عين شيخا للازهر الشريف وفى سبتمبر سنه 1988 تم اختيار فضيلته رئيسا للمجلس الاسلامى العالمى للدعوة والاغاثه وللأمام الراحل 328 الف فتوى وله 10 كتب و13ؤ بحثا ورسالتان تناولتا مايهم المسلم المعاصر من قضايا وفتاوى أبرزها كتابه عن التطرف الدينى وابعاده والذى طالب فيه بالحوار مع الجماعات الاسلامية وذلك فضلا عن العديد من الاحكام القضائية التى اشتملت على بحوث واجتهادات فقهية مسجلة بسجلات المحاكم ومئات الفتاوى التى ترد من مختلف ارجاء العالم الاسلامى .