فقدت مصر والامة الاسلامية في الخامس عشر من مارس عام 1996م عالما جليلا . أعاد للأزهر مرجعيته وقدسيته. انه پالشيخ جاد الحق علي جاد الحق الذي وُلد في الخامس من ابريل پعام 1917م بقرية بطرة مركز طلخا بمحافظة الدقهلية. حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة من عمره بكتاب القرية. التحق بمعهد طنطا الابتدائي الازهري في الثالثة عشرة من عمره .وتخرج فيه عام 1934م. ثم التحق بمعهد طنطا الثانوي. درس بكلية الشريعة حتي حصل علي الشهادة العالية سنة 1943م التحق بتخصص القضاء الشرعي وحصل علي العالمية مع الاجازة في القضاء الشرعي سنة 1945م عُين بعد تخرجه بالمحاكم الشرعية في يناير 1946م وتدرج في المناصب : أمينا للفتوي بدار الافتاء سنة 1952م.فقاضيا في المحاكم سنة 1954م. فرئيسا للمحكمة 1971م عمل مفتشا قضائيا بوزارة العدل وظل يشغل هذا المنصب حتي عُين مفتيا لجمهورية مصر العربية سنة 1978م. اختير عضوا بمجمع البحوث الاسلامية سنة 1980م.في يناير 1982 عُين وزيرا للأوقاف ثم شيخا للأزهر في مارس من نفس العام. كانت للشيخ مواقفه القوية دفاعا عن قضايا الامة الاسلامية وعن المسلمين في مشارق الارض ومغاربها كما كانت له العديد من المواقف المشرفة .أبرزها معارضته لما جاء في بنود مؤتمر السكان الدولي بالقاهرة عام 1994 والتي تناهض مبادئ الاسلام وتتعدي علي كرامة الانسان .مستنكرا مناقشة مثل هذه البنود في بلد اسلامي كبير مثل مصر. وللشيخ جاد الحق مؤلفات عديدة منها: ¢الفقه الإسلامي مرونته وتطوره¢. و¢بحوث فتاوي إسلامية في قضايا معاصرة¢. وصدر من الكتاب أربعة أجزاء. وهي تضم الفتاوي والبحوث التي أصدرها الشيخ منذ ولايته المشيخة. وله ¢رسالة في الاجتهاد وشروطه¢. وأخري بعنوان ¢رسالة في القضاء في الإسلام¢. وعرف العالم الإسلامي مكانة الشيخ وفضله فمنحه أرفع الجوائز والأوسمة. فمنحته مصر ¢وشاح النيل¢ أعلي وشاح تمنحه الدولة في "سنة 1403ه . 1983م" بمناسبة العيد الألفي للأزهر. ومنحه المغرب وسام ¢الكفاءة الفكرية والعلوم¢ من الدرجة الممتازة. وحصل علي جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة "1416ه . 1995م" وبعد حياة طويلة مليئة بجلائل الأعمال. تُوفّي الإمام الأكبر ¢جاد الحق علي جاد الحق¢ إثر نوبة قلبية ألمّت به يوم الجمعة الموافق "25 من شوال 1416ه 15 من مارس 1996م" عن عمر ناهز التاسعة والسبعين