حذرت الصحف القطرية الصادرة اليوم السبت من انزلاق لبنان إلى دوامة العنف بعد التفجيرين اللذين وقعا أمس الجمعة واستهدفا مسجدين في مدينة طرابلس شمال البلاد، داعية اللبنانيين إلى الوحدة في مواجهة مساعي تقويض استقرار بلادهم وتفويت الفرصة على أصحاب أجندة العنف . وأشارت صحيفة “,” الوطن“,” إلى مشاعر القلق المتعاظم التي تسود الساحة اللبنانية في أعقاب وقوع تفجيرين أمام مسجدين بمدينة طرابلس شمال لبنان، كانت حصيلتهما عشرات القتلى ومئات الجرحى ، موضحة أن هذه الأحداث تحمل مؤشرات بالغة الخطورة بشأن الوضع الأمني الراهن بلبنان . وتحت عنوان “,”المخاوف الأمنية تتصاعد عقب تفجيري طرابلس“,”، قالت الصحيفة إن التفجيرين قد تزامنا مع واقع أمني جديد بلبنان أخذ مسارا تصاعديا بدوره، ويتمثل ذلك في تنفيذ طائرة حربية إسرائيلية أمس غارة على موقع فصيل فلسطيني موال لسوريا جنوببيروت غداة إطلاق أربعة صواريخ من جنوبلبنان على شمال الدولة العبرية . ولفتت إلى أن وقوع التفجيرين يستصحب مؤشرات لتأجيج الفتنة الطائفية في لبنان، مشيرة في هذا الصدد إلى ما عبرت عنه شخصيات سياسية ودينية عديدة بلبنان عن توجسها من دلالات وتداعيات هذين التفجيرين، مما يبعث قلقا حقيقيا بشأن أسئلة الأمن بلبنان وتفادي الانزلاق إلى دوامة العنف . وأوضحت أن حالة من القلق المتصاعد من تأثيرات الأحداث الراهنة بلبنان على واقع الأمن والاستقرار هناك ترتسم في الأفق، وأنه في هذا المنعطف الصعب الذي يعايشه لبنان حاليا، فإن النداءات قد تجددت من عدة أطراف داخلية وخارجية، تدعو اللبنانيين لتفويت الفرصة على أصحاب أجندة العنف، ومن يطمحون إلى تعكير صفو حالة العيش المشترك بين كل الطوائف في لبنان . وأكدت الصحيفة، أنه في خضم هذه التداعيات المفزعة لتصاعد موجة من العنف في لبنان، فإن المطلوب من الفرقاء اللبنانيين، العمل سريعا على تلافي تعميق الخلافات السياسية خصوصا في ما يتعلق بخلافات الفرقاء حول دور فريق سياسي معين بالداخل اللبناني في تأجيج وتصعيد الوضع الأمني بسوريا . واختتمت “,”الوطن“,” افتتاحيتها بدعوتها للقوى السياسية اللبنانية إلى الحرص على تطويق كل التداعيات السلبية لحادثتي التفجيرين بطرابلس وإفساح المجال واسعا لحوار وطني شامل، تتأكد أهميته الآن ويحتل أولوية كبيرة، لكون حاضر ومستقبل حالة التعايش السلمي بين كل طوائف لبنان قد بات يتوقف على ما سيفضي إليه الحوار الداخلي اللبناني . بدورها، كتبت صحيفة “,”الراية“,” القطرية إنه من الواضح أن لبنان الذي كان قد اختار سياسة النأي بالنفس في الأزمة السورية قد تورط فيها من الباب الواسع عبر نفق التفجيرات التي توالت خلال الأيام الماضية بدءا بصيدا والضاحية الجنوبيةلبيروت معقل حزب الله، ووصلت إلى ذروتها أمس بتفجيرات طرابلس المزدوجة والتي راح ضحيتها 42 قتيلا وأكثر من 500 جريح . وأضافت أنه ليس هناك وصف لهذه التطورات غير الفتنة التي أطلت برأسها من جديد، وأن الخروج منها مسؤولية الجميع وأن ذلك لن يتحقق إلا بالتخلي عن الخطاب التحريضي الذي ظل يطلقه عدد من القادة السياسيين خاصة الأمين العام لحزب الله الذي أكد انخراط الحزب في الأزمة السورية دفاعا عن النظام . وتحت عنوان “,”لبنان .. في خطر“,”، أكدت الصحيفة أن خطر هذه التفجيرات يتعدى المناطق المستهدفة ويستهدف أمن لبنان واستقراره لأن الهدف من التفجيرات ليس ضرب أهداف معينة وإنما جر لبنان إلى حرب أهلية جديدة وإدخال لبنان بجميع طوائفه وأحزابه وتياراته السياسية والدينية ليس في الأزمة السورية فحسب وإنما في أزمة لبنانية - لبنانية، والاستفادة من فراغ عدم الثقة بين هذه الأطراف وتباعد مواقفها . وشددت أن المطلوب ليس إدانة هذه الجريمة التي أطلت برأسها من جديد وإنما البحث عن أنجح الوسائل لوأد الفتنة في مهدها قبل أن يتلاشى لبنان بحرب أهلية جديدة توفرت حتى الآن بعض مقوماتها . واختتمت “,”الراية“,” افتتاحيتها بالقول “,”من المهم أن يدرك قادة لبنان خطورة الأوضاع ببلادهم وأن هذه التفجيرات مقدمة فقط لما هو قادم إذا لم يلتفت الجميع لإخراج لبنان من هذا المستنقع الذي سيقود إلى فتنة داخلية ومن ثم إلى حرب أهلية جديدة الجميع في غنى عنها “,”. من جانبها، قالت صحيفة “,”الشرق“,” القطرية إن جرائم الإرهاب تزايدت وتوحشت واشتعلت الفتنة وتوسعت لدرجة أنها غرست أنيابها في عدد من البلاد العربية وغير العربية بلدا بعد آخر، وكان آخرها ما شهده لبنان الشقيق أمس من تفجيرين إرهابيين إجراميين خطيرين بما يحملانه في مقاصدهما من تحريض كريه على الفتنة الطائفية وتعاملهما بمفردات وعبارات القصد منها توسيع الرقعة الفئوية التي تضرب أمتنا العربية والمنطقة بشكل عام وإشعالها لتحرق الأخضر واليابس . وأضافت أن ما شهده لبنان أمس في طرابلس وقبله في الضاحية الجنوبية إنما يعكس مقولات ومفردات تحمل في مقاصدها الكثير من التحريض بغرض إشعال الفتنة الطائفية والمذهبية ليس في لبنان فقط وإنما في عدد من دول المنطقة لا تخفى على أحد . وتحت عنوان “,”الفتنة في لبنان“,”، كتبت الصحيفة إن لبنان بحكم موقعه وتركيبته البشرية والسكانية والسياسية مؤهل أكثر من أي دولة أخرى ليكون أرضية خصبة لعبث الإرهاب والإرهابيين وحريق الفتنة، مؤكدة أن المطلوب من لبنان واللبنانيين المزيد من التحصين الوطني والسياسي والمزيد من التلاحم والوفاق بين جميع أطيافه ليفوت الفرصة على أعدائه الداخليين والخارجيين وفي مقدمتهم إسرائيل التي تعتبر أول مستفيد من إشعال الفتن وتوحش الإرهاب في المنطقة العربية . كما أكدت الصحيفة ضرورة العمل بكل الوسائل لردع الفتن الإرهابية وتجفيف منابعها حماية للسلام والأمن الدوليين والتزاما بالمواثيق الإنسانية والقوانين الدولية وبما يتناسب مع ميثاق الأممالمتحدة وكل الالتزامات بموجب القانون الدولي خصوصا حقوق الإنسان الدولية وغيرها والتعاون المخلص لجلب الإرهابيين وداعميهم إلى العدالة للاقتصاص منهم . وفي ختام افتتاحيتها دعت الصحيفة المنظمات الدولية لأن تضطلع بدورها ومهامها والتحدث بلغة واحدة وقوية واتخاذ كل ما هو ضروري لتجفيف منابع الإرهاب أينما وجدت وتوجيه الضربة القاضية له حتى لا يسلك مسلك المزيد من الوحشية وإثارة الفتن وإشعالها . أ ش أ