انتقدت الصحف الخليجية ما يحدث في سوريا خاصة بعد تدخل حزب الله اللبناني في الشأن السوري وإشعاله النيران في بلدة القصير السورية وأشارت الصحف إلي أنه لو استمر فيما هو عليه الآن فان هذه النيران لن تحرق سوريا وحدها بل من المحتمل أن تلتهم لبنان كلها وتمتد إلى دول أخرى في المنطقة . فمن جانبها حذرت صحيفة "الوطن" القطرية من مخاطر انزلاق الوضع المتدهور في سوريا على خلفية ما يجري في بلدة "القصير" إلى حرب مذهبية ..منوهة إلى أن ما يحدث في القصير من المحتمل أن تصل تداعياته إلى لبنان في ضوء إعلان حزب الله اللبناني مشاركته في القتال الدائر هناك إلى جانب قوات النظام السوري . وقالت الصحيفة في افتتاحيتها الاثنين 27 مايو، إن الصراع في سوريا حوله الأسد وحلفاؤه الإقليميون إلى صراع مذهبي وان لبنان، الذي يعاني من تداعيات وتعقيدات الأزمة السورية، أصبح مفتوحا بعد تدخل حزب الله في سوريا على تداعيات أخطر، ليس في طرابلس فقط بل لبنان كلها ، وما شهدته طرابلس بالأمس، وما شهدته الضاحية الجنوبية، من هجوم بصاروخين، يكشف عن ذلك بوضوح تام. وطالبت الصحيفة في الوقت الذي دخلت فيه الأزمة السورية، منعطفا طائفيا خطيرا جدا، ان تتداعى سريعا، مرجعيات السنة والشيعة، بقلوب مفتوحة، إلى اجتماع عاجل، لتجنيب هذه المنطقة من العالم شرور حرب طائفية، لو اندلعت فإن نيرانها لا يمكن إطفاؤها، في وقت قريب. كما دعت "الوطن" في ختام افتتاحيتها حزب الله اللبناني إلى سحب قواته من سوريا ..لافتة إلى أن هذا الانسحاب، يدعو له صوت العقل.. وقبل ذلك يقول به الدين القيم، الذي يتدين به المسلمون كافة. ومن جانبها أكدت صحيفة الوطن الإماراتية تحت عنوان " أخطاء حزب الله في سوريا " أنه كما يفعل النظام السوري بتوجيه السلاح إلى صدور ورؤوس المعارضين السوريين..فإن حزب الله يرتكب الجريمة نفسها محاولا إيجاد ذرائع موضوعية تغطي أخطاءه. وقالت إنه كان معظم العرب وغيرهم ينظرون إلى " حزب الله " على أنه ساند مقاومة خرجت من قلب ثورة التحرير استهدفت الحفاظ على القضية الفلسطينية فخاض حروبا عديدة بأشكال مختلفة ضد إسرائيل وهو ما جعل له أمجادا في الشارع العربي والإسلامي دون النظر إلى خلفيته المذهبية والطائفية التي تختفي مع القضايا الكبرى والاهتمامات العظيمة والهموم الوطنية العليا..وساد هذا الاعتقاد لفترة طويلة قبل أن يتخذ حزب الله اللبناني مسارا مختلفا وتوجها متناقضا مع مبادئه التي أعلنها في ظروف مختلفة وأزمان سابقة. وأوضحت أن الخطأ الأكبر اليوم هو إعلان حزب الله على رؤوس الأشهاد أنه ضالع في حرب أهلية سورية كان من المفترض أن تكون صراعا داخليا بين قوى حاكمة وقوى رافضة لنظام الحكم.. وهو شأن داخلي بكل المقاييس ليس لحزب الله التدخل فيه وأكدت " الوطن " في ختام افتتاحيتها..أنه إذا كان السوريون يقاتلون من أجل تغيير حكم ظل جاثما على صدورهم أكثر من أربعين عاما فما هي أهداف حزب الله بمشاركته في قتال يخص السوريين وحدهم ولا يخص أيا من الدول الأخرى.