ظهر محمد على الزهاوى معرفًا نفسه بأنه قائد لكتيبة تسمى أنصار الشريعة، مؤكدًا أنه لا يتبع تنظيم القاعدة، وهكذا يفعل كثير من فصائل القاعدة بتوصية من «الظواهري» نفسه، حتى لا يتحمل التنظيم أعباء موالاته للقاعدة مبكرًا، لكن في تعريف الزهاوى بأنه زعيم لكتيبة معنى آخر، هو أن الزعيم الحقيقى للجماعة أبوعياض التونسى، الذي كلف من القاعدة بزعامة فرع أنصار الشريعة في كل من تونس وليبيا، على أن يظل الفرع خاضعًا لقطاع القاعدة في شمال وغرب أفريقيا، الذي يتزعمه أبومصعب عبدالودود، أمير قطاع القاعدة في بلاد المغرب والساحل الأفريقي. تأسست كتيبة أنصار الشريعة الليبية في مايو 2012 بعد الانفصال عن سرايا راف الله السحاتي. وكان أول ظهور إعلامي لها، في ملتقى سمته «الملتقى الأول لنصرة الشريعة» حضره العديد من الكتائب الإسلامية، ذات التوجه ذاته من مدن ليبية كدرنة ومصراتة وسرت، حيث قامت تلك الميليشيات، بالتجمع في إحدى ضواحى بنغازى والدخول معًا بمسلحيها وسياراتها. بدأت أسراب الغربان التكفيرية تحط فوق الرمال الليبية وطائرات حلف شمال الأطلسى تدك معاقل قوات القذافى، وأعطى قادة القاعدة وقت ذاك أوامرها لخلاياها بالذهاب للقتال في ليبيا مستهدفة خلق الفوضى للاستفادة منها فيما بعد ومنضوية تحت لواء ميليشيات إسلامية، وما أن سقط القذافى حتى بدأ تنظيم أنصار الشريعة في التشكل. كان التنظيم ممثلًا حصريا للقاعدة حتى دب الخلاف بين القاعدة «الأم» وتنظيم الدولة في العراق والشام «داعش». اجتمع قادة تنظيم «داعش» في الموصل لوضع خطة لبلاد الشمال الإفريقي، فأجمعوا على أن مصر هي «المفتاح»، فإن اندلعت الفوضى فيها، فإن قطع الدومينو جميعا سوف تتساقط، ولكن مصر بها جيش متماسك وغير طائفى، فلا حل سوى انتظار لحظة فوضى ومحاولة إضعاف مصر من خلال بوابتها الشرقية في ليبيا، واتفق المتآمرون على أن يرسلوا إلى ليبيا أحد قادتهم ومعه عدد من شرعيى التنظيم، واجتمعوا بقيادات موالية لهم في أنصار الشريعة وتعاهدوا على الانفصال وتكوين جماعة جديدة تقوم بإعلان مبايعتها للبغدادي.. وقد كان. من النسخة الورقية