قال الشاعر رامي يحيى، تعليقًا على اتجاه الشعراء لكتابة الرواية، بعد إصدار دواوينهم الأولى وهجر القراء للشعراء، إن تراجع رواج الشِعر مسألة عالمية ومشكلة مزدوجة، مؤضحًا فالأدب عمومًا كمُنتج، مثل أي مُنتج آخر، يحتاج للدعاية والترويج. وأضاف يحيى ى تصريح خاص ل"البوابة نيوز ": أن الترويج والدعاية للشعر يقوم به أي من دور النشر بشكل احترافي، وحتى مع الانتقال للوسائط الأكثر انتشارًا من الكتاب. وتابع: أن الوجه الآخر لمشكلة الشِعر يأتي من داخل الوسط الثقافي نفسه، مؤكدًا فالكتابة النقدية عنه تحتاج لناقد متميز وصاحب رؤية حقيقية، وهو ما لا يتوفر بسهولة، الأمر الذي يجعل معرفة جمهور الكتاب بالشعر أكثر صعوبة، وعليه أن يقوم هو بتسويق نفسه للجمهور، عن طريق تنظيم ندوات وأمسيات، أو إجبار أي مغني يستخدم كلماته أن يقدمه بشكل مباشر وملموس. وواصل الشاعر: إضافة إلى محاولات التواصل الشخصي مع مُعدي البرامج لتقديمه في أحد البرامج الأكثر رواجًا، وهي كلها أمور يقوم بها الشاعر بنفسه وليس عن طريق دار النشر التي من المفترض أن يقع عليها عاتق تسويقه، على الأقل كبضاعة تخصها، ناهيك طبعًا عن عدم تواجد دور "الوكيل الأدبي" على الساحة بشكل ملموس. وأكد يحيى، أن هناك شعراء لديهم مشروع روائي ليقدموه ؛ لكن هناك أسباب مختلفة تجعل الشاعر يخوض تجربة الرواية، فهي الأكثر انتشارًا كما قلنا، على مستوى القراءة وعلى مستوى الكتابة عنها، وفرص ترجمتها، إضافة إلى فرص تحول هذه الأعمال لعمل فني، وهو الأربح من أن تتحول القصيدة إلى أغنية، خصوصًا وأن الدراما إنتاجها بيعني وجود مُنتج، إنما الأغاني فنسبة كبيرة بيكون المتحمسين ليها مطربين وفرق محسوبين على الأندر جراوند، وهنا بيكون الكاتب هو آخر إنسان ممكن يحصل على مكاسب مادية. ولفت الشاعر، إلى أن كتابة الرواية سارت أسهل، فأغلب الكتاب صاروا يعتمدون على كتابة حياتهم الخاصة، وصار من النادر الحصول على عالم روائي من صنع قريحة الكاتب، ما جعل الأمر يغري أي شخص أن يخوض هذه المغامرة معتمدًا على رصيده الشخصي من المواقف الحياتية.