«السياحة للجميع» شعار تتخذه جمعيات معنية بسياحة ذوى الإعاقة في مصر، ورغم أن نسب السياحة لذوى الإعاقة في العالم تبلغ نسبة كبيرة جدًا، إلا أن مصر لا تزال في عداد الدول المتأخرة برغم احتوائها على ثلث آثار العالم. دعوات المعاقين في مصر تلقى صدى ملموسا لاعتبار سياحة هذه الفئة ذات أولوية قصوى، فمن جانب يرى المعاقون أنها تدعم الاقتصاد المصرى من خلال السياحة الداخلية، ومن جهة أخرى تُعرف السياحة الوفود الخارجية بمدى رقى مصر وحضارتها، وتلقى السياحة بظلالها على الروح المعنوية للمعاقين إضافة إلى زيادة الانتماء لبلادهم. وأعلنت منظمة السياحة العالمية في مؤتمر خصص بعنوان «السياحة للجميع» عام 2013 عن مجموعة من التدابير المناسبة لتكفل للأشخاص ذوى الإعاقة سياحة ذات جودة، على قدم المساواة مع الآخرين، حيث تبلغ نسبتهم أكثر من 10٪ من السياحة حول العالم، وطالبت المنظمة بتوفير سبل الإتاحة لهم بدءًا من توفير البيئة المادية، والنقل والمعلومات والاتصالات والمرافق للجمهور، وطبقًا لتصريحات الأمين العام للمنظمة في هذا الوقت أكد أن سياحة المعاقين لا تفيدهم فقط، ولكن تعود فائدتها على العالم أجمع، وطالب جميع المؤسسات السياحية بإتاحة الوسائل الملائمة لذوى الإعاقة للسياحة بحرية أكثر. وشدد محمد صلاح، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «لست وحدك لرعاية المعاقين» على أهمية سياحة المعاقين في زيادة الدخل القومى سواء كانت السياحة داخلية لمعاقى مصر، أو سياحة وافدة من الخارج. وأشار «صلاح» إلى أن عدم تنفيذ كود الإتاحة في المؤسسات السياحية والمنشآت والفنادق والمطاعم يؤدى حتمًا إلى خفض نسبة سياحة المعاقين، وعند توفيره، خاصة في أماكن الإقامة بالفنادق ومراكز الشباب، فسيؤدى بالتالى إلى زيادة نسبة السياحة، إضافة إلى زيادة إقامة البطولات الخاصة بذوى الإعاقة في مصر، مضيفًا أن معظم البواخر النيلية والمطاعم لا تتيح لذوى الإعاقة سهولة الحركة داخلها، ويتم استثناء بعض الفنادق ذات الأربع والخمس نجوم. وطالب رئيس أمناء مؤسسة رعاية المعاقين بوضع إجراءات ضرورية من قبل وزارة السياحة، يتم من خلالها إلزام الفنادق والمؤسسات والمنشآت السياحية بتقديم ما يفيد تنفيذها كود الإتاحة قبل إعطائها الترخيصات اللازمة لممارستها. وقال إن دمج المعاقين في أفواج سياحية من أهم الخطوات التي تقوم بها الجمعيات، إضافة إلى التخفيضات التي تقدمها هيئة تنشيط السياحة لذوى الإعاقة في الأفواج السياحية، وفى بعض الحالات يتم عملها بشكل مجانى. وعن الصعوبات التي تواجه سياحة المعاقين أوضح أن عدم وجود إحصائية رسمية حتى الآن لأعداد المعاقين في مصر، لا يجبر المنشآت السياحية بوضع نسبة كود إتاحة محددة لخدمة المعاقين. وناشدت مروة عيسى، مقرر المجلس القومى للإعاقة، الشركات السياحية المصرية الاهتمام ببرامج مخصصة لذوى الإعاقة سواء الأجانب أو العرب والمصريين، وعرضها على الشركات العالمية للترويج لمصر، مع ذكر الفنادق والمنشآت التي تستخدم سبل الإتاحة. من جانب آخر طالبت وزارة الآثار بالتعاون مع وزارة السياحة بتوفير ملصقات بلغة الإشارة، للمناطق الأثرية للتعريف عن أصل الحضارة المصرية، إضافة إلى توفير مترجمى إشارة بهيئة الإرشاد السياحى، وإتاحة استخدام عربات صغيرة مفتوحة مثل «التوك توك» داخل جميع المعابد الفرعونية ومنطقة الأهرامات لذوى الإعاقة لتسهيل عملية السير، وإتاحة الأماكن السياحية الإسلامية والقبطية لاستقبال جميع المعاقين. في نفس السياق قال مجدى سليم، وكيل أول وزارة السياحة المصرية ورئيس قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة، إن سياحة المعاقين في معظم دول العالم تحتل نسبة كبيرة، خاصة أن الإعاقة لا تعتبر عائقا أمامهم في سهولة التجول والسفر. وأكد باسم حلقة، نقيب السياحيين، أن النقابة تحاول الاستثمار في مجال سياحة ذوى الإعاقة في المستقبل القريب، خاصةً أنه مرتبط بأهمية السياحة العلاجية أيضًا، وستتم مناشدة الفنادق والمنشآت السياحية، خاصة ذات الأربع نجوم والخمس نجوم، بتطبيق كود الإتاحة، متمنيًا أن يتم تطبيق الإتاحة على جميع المنشآت السياحية باختلاف درجاتها. وناشد «حلقة» وزير السياحة بتفعيل ذلك في الحال، حيث يطمح العاملون في المجال بزيادة نسبة السياحة في مصر الأعوام المقبلة لتشمل 20 مليون سائح أجنبى خلال الخمس سنوات القادمة. من النسخة الورقية