قال الكاتب اللبناني الكبير عباس بيضون: سأتحدث عن موضوعين وهم السرد وتجربتي الروائية لمن يعرفني شاعر قبل أن أكون روائيا، لكني شاعر قصيدة نثر، تلك التي يمت اسمها إلى النثر بقدر مايمت إلى الشعر، ويمكن لذلك أن نجد أن لها صلة بالسرد ظاهرة في قصائد أول شعرائها بودلير والوزيوس برتران. وأضاف بيضون: مر وقت على الرواية العربية اخذتها فيه غواية الشعر، وأعني بالشعر هنا لفظية شعرية وتستعير من الشعر تداعيه ونظمه الحدسي الذي قد يشذ عن التعليل والتفسير والاستخلاص وتاليفه من الصور وما يترائ لكتاب الرواية انه قاموس الشعر واستدعاءاته. وتابع، ناهيك عن عدم تسلسله وتوزيعه البنائي فضلا عن غموضه، كان هذا الضرب من الرواية وهذه المحاولة الاسلوبية جناية على الشعر وعلى الرواية في آن معا. وأشار إلى أن القصص والروايات الشعرية لم يكن هناك سوى الغموض غير الموحي والدامس والتداعي المهلهل فضلا عن الكثافة غير العميقة وفقدان الشفافية والثقل الاسلوبي فوق الوعورة والافتعال. وتلك الروايات تنتحل الشعر وان تبحث عن الشعر في مكان آخر. وأوضح أن الشعر ليس مهنة بقدر ماهو ملكة إنسانية وعنصر إنساني، كما أن السرد يوازي الشعر حين يجد كالشعر معادلا موضوعيا كما ذكرت، وأخيرا هكذا هي الفانتازيا الروائية بعض الرواية لذلك كما هي بعض الأفلام قصائد كبيرة، ولا نبعد إذا قلنا إن أفلام فيلليني هي قصائد القرن العشرين.