تناول كبار كتاب المقالات بالصحف المصرية الصادرة اليوم "الجمعة"، العديد من الموضوعات والقضايا التي تهم الرأي العام والتي جاء على رأسها إنطلاق فعاليات مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي لتنمية مصر. ففي مقاله "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان "مصر المستقبل" قال الكاتب محمد بركات، اليوم.. ولمدة ثلاثة أيام تشهد مدينة السلام «شرم الشيخ» انطلاق فعاليات الحدث الأكبر والأهم في المسيرة الوطنية المصرية، المتطلعة للأمام والساعية للمستقبل، والمتوجهة بكل الإصرار والعزم للغد الأفضل بإذن الله...، تطلق مصر اليوم مع بدء أعمال واجتماعات المؤتمر الاقتصادي، رسالة واضحة وقوية للعالم كله، تؤكد فيها أن أرض الكنانة هي أرض الفرص الحقيقية للاستثمار، في هذه المنطقة بالغة الأهمية بالنسبة للعالم كله، والتي تتمتع بموقعها الجغرافي والجيوبوليتيكي الفريد والمتميز على الخريطة الدولية. وأكد بركات أن رسالة مصر التي تنطلق للعالم اليوم، تؤكد للجميع أنها مصرة وقادرة أيضا على النمو الاقتصادي القوى والمتسارع في جميع المجالات، وان لديها رؤية متكاملة وشاملة على المستوي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، واعية ومدركة لجميع التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية، وتأثيراتها على حركة الاقتصاد والتجارة العالمية. وقال إن الهدف الرئيسي للمؤتمر، هو الإعلان بوضوح كامل عن الصورة الحقيقية لمصر أمام العالم، والتأكيد من خلال الحقائق على الخطوات الجادة التي قطعتها على طريق الإصلاح الاقتصادي والتشريعي، وما انجزته من تذليل لجميع المعوقات وإزالتها لجميع السلبيات التي كانت تعترض طريق الاستثمار في مصر. ولفت الكاتب إلى أن هناك أرقام جادة.. كثيرة ومطمئنة تحفل بها أجندة المؤتمر الاقتصادي، حيث تم الانتهاء من إعداد نحو خمسين مشروعا جاهزا للاستثمار بها بتكلفة تصل إلى «35 مليار دولار»، منها عشرة مشروعات في مجال الإسكان، وأحد عشر مشروعا عقاريا، وكذلك العديد من المشروعات في الطاقة المتجددة، والنقل والاتصالات والبتروكيماويات والزراعة، وغيرها. وقال قبل هذا كله سيتم عرض مخطوط التنمية لمحور قناة السويس، باعتباره المشروع الرائد والمحوري لمصر خلال الخمسة عشر عاما المقبلة، وما يتضمنه من موانيء جديدة، ومشروعات سياحية ولوجستية واعدة، ومشروعات للنقل والتخزين، ومشروعات صناعية متعددة. واختتم الكاتب محمد بركات مقاله بالتأكيد على أن كل ذلك يعني في حقيقته ومضمونه أن مصر بدأت تحركها القوى وانطلاقها الجاد لتحقيق طموحات شعبها المشروعة نحو المستقبل الأفضل بإذن الله. ... وفي مقاله "وماذا بعد" في صحيفة "الأهرام" وتحت عنوان "مؤتمر شرم الشيخ.. مفتاح المستقبل" قال الكاتب محمد عبد الهادي علام، شرم الشيخ تزينت وارتدت أحلي أثوابها انتظارا للحدث الأبرز في العام الحالي.. وجوه يكسوها التفاؤل بغد أفضل تستقبل نخبة رجال السياسة والأعمال والمال من كل أنحاء العالم. رئيس.. وحكومة..وشعب ينتظر ثمرة جهد غير مسبوق في تقديم صورة جديدة لأمة تسعي إلى البناء والخير..بعد ساعات قليلة، ينطلق المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ بمشاركة عشرات الدول والمؤسسات والمنظمات العالمية والقطاع الخاص المصري ويقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمة الافتتاح، رؤية مصر الاقتصادية والإصلاحات القانونية والتشريعية التي تسهم في جذب مزيد من الاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية، لقد أعدت مصر العدة للمؤتمر منذ أكثر من عام كامل واستطلعت وجهات نظر المستثمرين في الداخل والخارج بشأن المعوقات التي تحول دون زيادة معدل الاستثمار المباشر، وقامت جهات عدة بدراسات موسعة حول وضع خريطة استثمارية تتوافق مع إمكانات وقدرات مصر، وسيتضح في الأيام الثلاثة للمؤتمر حجم الجهد الكبير في الفترة الماضية والأهم هو العرض الجيد للمشروعات المطروحة من الحكومة المصرية على المستثمرين، في ظل مشاركة واسعة للمجموعات المالية والشركات العالمية التي تسعي بدورها إلى الاستفادة من الفرص الراهنة. ولفت الكاتب إلى ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في تصريحاته الأخيرة، إن المؤتمر هو «مفتاح المستقبل» وبداية تنمية مصرنا العزيزة وإن استقرار بلد ضخم مثل مصر سيُعد الركيزة الأولى في استقرار المنطقة، ومن ثم ستكون له انعكاساته الإيجابية على الاستقرار الإقليمي والعالمي، ومثلما قال الرئيس، يوم الإثنين الماضي في افتتاح مشروعات نفذتها القوات المسلحة «التنمية الشاملة لن تقوم على يد شخص واحد أو مؤسسة واحدة، ولكنها تحتاج إلى تضافر كل الجهود وعمل كل أبناء الشعب المصرى في صف واحد، وكل واحد بيحب مصر وبيحب ربنا وبيحب دينه عليه أن يقف بجوار الدولة في بناء مستقبلها». كما لفت علام إلى أن رسالة الرئيس السيسي كانت واضحة إلى من يحاولون تعطيل المؤتمر عن طريق العمليات الإرهابية الجبانة عندما قال «محدش هيقدر يعوق تقدمنا أبدا، لأن إحنا عاوزين نبنى بلدنا لأولادنا وأحفادنا». واحدة من العبارات الموحية على لسان الرئيس مؤخرا أن المؤتمر هو نتيجة عقول وجهد وسهر المصريين وأن تلك الجهود ستعود علينا بالخير والنماء، وأن الأمر ليس مجرد شركات أو مؤسسات تأتي إلى مصر لتستثمر في مشروعات على أرضها لأننا 90 مليون مواطن نستطيع أن نفعل المستحيل. وأختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أننا يحدونا الأمل أن يخرج مؤتمر شرم الشيخ بحصيلة مثمرة للاستثمارات وأن تأتي الرسائل على لسان المسئولين المصريين على قدر الجهود الرائعة التي تضافرت فيها أفكار ومشاريع الحكومة والقطاع الخاص المصري وبيوت الخبرة الكبيرة التي وضعت خططا طموح للاستثمار، وستكون تبعات ما بعد شرم الشيخ هي الاختبار الحقيقي لقدرتنا على إدراك ما نصبو إليه، فعلي قدر نجاح المؤتمر في تسويق مصر على كل الأصعدة.. على قدر ما سيكون التحدي عظيما لتمويل حلم التنمية الشاملة إلى حقيقة ماثلة أمام أعيننا وهو ما يعني أننا سنصل الليل بالنهار من الآن فصاعدا من أجل تحقيق أهداف ما سنخرج به في شرم الشيخ من نتائج. وفي مقاله "خواطر" في صحيفة "الأخبار" تحت عنوان "مطلوب أمانة متخصصة لمتابعة نتائج مؤتمر شرم الشيخ"، قال الكاتب جلال دويدار، اليوم ومع بداية مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي لتنمية مصر.. لا يسعنا سوى أن ندعو الله العلي القدير أن تكون نتائجه فاتحة خير لتمهيد الطريق امامنا نحو التقدم والازدهار والرخاء. ولفت إلى أنه على ضوء ما نشر وما أذيع وما صدر من تصريحات حول الآمال المتوقعة من وراء هذا المؤتمر الذي يعقد بناء على مبادرة من الراحل العظيم عاهل السعودية السابق الملك عبد الله فإنه من الطبيعي أن يترقب الرأي العام ومعه الكثير من الأوساط الاقتصادية والدولية ما سوف يسفر عنه من نتائج.. ولعل ما يجسد هذه الآمال ما تشهده الدولة المصرية الكبيرة والعظيمة من استقرار لا يمكن أن تؤثر فيه تلك الأعمال الإرهابية اليائسة التي تحاول بها جماعة الإرهاب الإخواني التي تعاني من سكرات نهايتها أن تثبت أنها مازالت على قيد الحياة. وقال الكاتب ليس خافيًا أن هذه الممارسات إنما تعكس ضخامة اللوثة التي أصيبت بها الجماعة.. تجاه ما يمكن أن يحققه هذا المؤتمر وأن ما تقوم به من ممارسات يؤكد مدي الاحباط الذي انتابها ويعكس خشيتها مما يمكن أن يمثله لصالح انطلاق الدولة المصرية، إنها وفي إطار تآمرها المتواصل على الدولة المصرية لحساب أفكارها الإجرامية وعمالتها المسخرة لخدمة القوى الأجنبية تدرك أن قافلة الوطن تواصل مسيرتها وأن مؤتمر شرم الشيخ سوف يمثل دعمًا قويًا وصولا إلى هذا الهدف. وشدد على أنه انطلاقًا من الإرادة المصرية الصلبة وما يرتبط بها من إصرار شعبي على تحقيق التقدم المأمول الذي أصبح واقعًا ملموسًا أمام العالم كله.. فإن التوقعات تتعاظم بنجاح المؤتمر الاقتصادي بعون المولي الذي طالما أحاط مصر المحروسة برعايته ومباركته. لا جدال أن الإنجاز الذي ننتظره ونتوقعه يضع على كاهل الدولة المصرية أن تكون مستعدة للتجاوب مع متطلبات النجاح باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة فيما يتعلق بتبني ما يتم طرحه من المشاركين بشأن المشروعات للتنمية المطروحة من جانبنا ومن جانبهم. واستطرد الكاتب قائلا في هذا الشأن فإننا مطالبون - ولكي نحقق ما نأمله من وراء هذا الحدث الاقتصادي الكبير - بألا يخف حماسنا مع انتهاء اجتماعاته.. علينا أن ندرك أن هذه النهاية ماهي إلا البداية التي تفرض علينا مزيدا من الجهد والتواصل في متابعة النتائج إلى أن تتحول إلى إنجازات اقتصادية وتنموية على أرض مصر وهذا لا يمكن أن يتأتي إلا إذا صدر قرار رئاسي فور اختتام هذه الاجتماعات بإنشاء أمانة عامة للمؤتمر تتولاها شخصية مؤهلة يعاونها أعضاء على أعلي مستوي من الفهم والإدراك أن مهمة هذه الأمانة يجب أن تتركز في استمرار الاتصالات بالمستثمرين لمتابعتهم ومساعدتهم بأي معلومات يطلبونها وتقديم التسهيلات اللازمة التي يحتاجونها لصالح استقرار ونجاح استثماراتهم. وأختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن إنشاء هذه اللجنة يتطلب أن تتوافر لها سلطة فاعلة بقوة القرارات والتعليمات مع جميع أجهزة الدولة بما يجنبها الوقوع في براثن البيروقراطية وأضابير الفساد.. سوء تشكيل هذه اللجنة سوف يؤدي إلى تعقيد وتعطيل قدوم الاستثمارات التي يستهدف مؤتمر شرم الشيخ جذبها لصالح التنمية. كل الدلائل والشواهد تؤكد ضرورة وأهمية تحرك الدولة المصرية ما بعد هذا المؤتمر استنادا إلى الثقة في جدية التعامل مع الأهداف التي عُقد من أجلها. وفي مقاله بصحيفة "المصري اليوم" تحت عنوان "الفساد أخطر من الإرهاب" يقول الكاتب الدكتور عمار على حسن، إن الإرهاب يدفع الدولة لشحذ طاقاتها في مواجهته، أما الفساد فيدمر هذه الطاقات أصلا.. وإذا كنا نتحدث عن حرب ضد الإرهاب، والأمر فعلا كذلك، فالحرب، كما يقول الفيلسوف الألمانى هيجل، تكون في كثير من الأحوال «الحجر الذي يلقى في البحيرة الراكدة فيمنعها من التعفن»، أما الفساد ففى نظرى هو بمنزلة ماء آسن يزيد هذه البحيرة ركودا وتعفنا. وأضاف أن هذا لا يعنى بأى حال من الأحوال التقليل من خطورة الإرهاب، لاسيما في موجته الخامسة المدعومة بأموال طائلة، والمدفوعة بنوايا أكثر خبثا، والموظفة لخدمة أهداف أطراف إقليمية ودولية لا تريد لمصر خيرا. لكن يعنى أننا يجب أن نحارب الفساد بالقوة ذاتها التي نحارب بها الإرهاب، وربما بقوة أشد. فالفساد في مصر تأصل ورسخت جذوره وأصبحت له مخالب وأنياب، ينهش بها كل من يريد أن يحاربه حتى لو كان رئيس الجمهورية نفسه، وهو يتدرج من الفساد الصغير الذي نلمسه في دهاليز الجهازين البيروقراطى والأمنى وساحات الإنصاف والتعليم والتطبيب، وصولا إلى العمليات الاقتصادية الضخمة التي تقدر قيمتها بالمليارات. وأكد الكاتب أنه ولكل هذا فإنه لا بد من أن نعى ثلاثة أمور: 1 لا يمكن تأجيل المعركة ضد المفسدين بدعوى أننا نحارب الإرهاب، فمثل هذا الوضع يؤدى تباعا إلى إضعاف قدرة الدولة على المواجهة الشاملة للإرهابيين. 2 لا يمكن أن نربح المعركة ضد الإرهابيين إن استعنا بالمفسدين في وسط رجال المال والأعمال وجهاز الأمن وبيروقراطية الدولة والإعلاميين والمثقفين، فمثل هؤلاء ولاؤهم لأنفسهم، واستعدادهم لبذل الجهد والتضحية منعدم أو ضئيل، مما يجعل مساهمتهم في مواجهة الإرهاب مظهرية وعابرة ومترددة. 3 إن الإرهاب يسعى إلى توظيف الفساد، وما يحدثه من إنهاك لقوة الدولة، في تبرير ما يفعله القتلة والمخربون، وخلق دوائر من المتعاطفين، أو على الأقل دفع الشعب إلى الوقوف على الحياد أو أقرب إليه في المعركة ضد الإرهاب، وهذا وضع غاية في الخطورة لا يفيد سوى من يقتلون ويدمرون وهم واهمون أنهم يستجيبون لأوامر الله، تنزه سبحانه وتعالى عن أفعالهم الفظيعة الشنيعة.