يوافق اليوم 4 مارس ذكرى حدثين جليلين لشخصيتين من أبرز الشخصيات غير المصرية التي كان لها بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي بصفه عامة و التاريخ المصري بصفه خاصة، و هما الذكرى ال 876 عاما على وفاة السلطان الناصر صلاح الدين الايوبي و مرور ( 246 عاما ) على ميلاد محمد على باشا حاكم مصر العثماني واللذان كان لهما بالغ الأثر في تغيير مجريات الأمور على كافة الأصعده العسكرية و الدينية و الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها. وأكد الباحث سامح الزهار المتخصص فى الأثار الإسلامية والقبطية لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن محاولة تشويه صورة صلاح الدين الأيوبي و محمد على باشا انهما هادما لعدد من الأهرامات التي هي نتاج و موروث ثقافي للحضارة المصرية القديمة يحمل في طياته ظلما كبيرا لتلك الشخصيتين التاريخيتين و تكرار هذه الاتهامات تخرج دائما من المتطرفين ليجدوا لأنفسهم الحجة و المبرر لهدم الحضارات القديمة. وأضاف أن هذا الأمر قد تكرر كثير على مر العصور و مؤخرا كان ما قامت به حركة طالبان في أفغانستان و ما قام به تنظيم داعش الإرهابي في آثار سوريا و العراق و أبرزهم كان متحف نينوي بالموصل، و لعل في سيرة صلاح الدين الأيوبي و محمد علي باشا نجد العديد من الأسباب التي تنفي قيام محمد علي باشا بذلك الفعل و توضح الصورة الكاملة لما كان في العصر الأيوبي. وأوضح الزهار أنه ليس من العدل اتهام صلاح الدين الأيوبي بأنه هادم لعدد من أهرامات الحضارة المصرية القديمة دون النظر لطبيعة المرحلة التاريخية و ذلك لبناء سور لحماية القاهرة و بناء قلعته فقد كان هذا الفعل لا يعتبر جريمة في ذلك الزمن و ذلك لأسباب عديده منها أن الآثار بما فيها الأهرامات لم تكن تمثل قيمة اقتصادية كما في العصر الحديث كما أنها لم تكن تحظى بالقيمة ثقافية المطلوبة أو مصدرا من مصادر التاريخ و ذلك بسبب عدم معرفتهم آنذاك باللغة المصرية القديمة المنقوشة على الأهرام، كما كان عصر صلاح الدين الأيوبي من العصور التي غلب عليها التقشف في النواحي الترفية لتوجيه كافة موارد الدولة للجيش نظرا للمخاطر التي كانت تحاك بمصر في ذلك الوقت. وأشار إلى أن محمد علي باشا والي مصر كان قد فكر في استخدام حجارة الأهرامات في بناء القناطر الخيرية نظرا لأن الآثار المصرية القديمة في ذلك الوقت كانت لا تعد مردودا اقتصاديا ولعدم انتشار الحركة الثقافي بالشكل المطلوب آنذاك و لكنه عدل عن الفكرة تماما و لم يستخدم منها أي أحجار و بمشاورة لينان دي بلفون بك أحد المهندسين المكلفين ببناء القناطر فاقترح عليه أن يتم جلب الأحجار من محاجر طرة نظرا لوعيه بأهمية الآثار كتراث إنساني، فيما رفض أيضا الفرنسى موجيل استخدام حجارة الأهرامات في بنائها حتى لا تصيبه لعنة التاريخ، و قد وافق محمد علي باشا على هذه الفكرة و لذلك قد أنشأ خط سكة حديد لنقل محاجر طرة حتى نهر النيل. وأوضح الزهار أن القائد صلاح الدين الأيوبي قد ولد في تكريت عام 1137، و توفى فى 4 مارس سنة 193 ، و هو الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدويني التكريتي المعروف بصلاح الدين الأيوبي ويعد من أعظم القادة العسكريين في التاريخ الاسلامي و هو مؤسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن تحت مظلة الدولة العباسية بعد أن قضى تماما على الدولة الفاطمية. وتابع إن صلاح الدين الأيوبي قد قاد عدة حملات و معارك ضد الفرنجة و الصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر وقد تمكن من استعادة معظم الأراضي المغتصبة بما فيها القدس بعد أن انتصر في معركة حطين. وقال: إن محمد علي باشا قد ولد في الرابع من شهر مارس عام 1769 في مدينة قولة بمقدونيا شمال اليونان لأسرة ألبانية و قد أدرج في سلك الجندية فأبدى شجاعة منقطعة النظر و إلمام بالأمور العسكرية و حين قررت الدولة العثمانية إرسال جيشها إلى مصر للاستيلاء عليها من الفرنسيين كان محمد علي باشا هو نائب رئيس الكتيبة الألبانية التي تكونت من ثلاثمائة جندي وقد كان رئيس الكتيبة هو ابن حاكم قولة أو لكنه قرر أن يعود إلى بلده فأصبح محمد علي هو قائد الكتيبة. وأضاف إنه في مارس 1804 تم تعيين والى عثماني جديد و هو أحمد خورشيد باشا و قد استشعر خطورة محمد علي الذي استطاع أن يستفيد من الأحداث الجارية والصراع العثماني المملوكي فأمر محمد علي بالاتجاه إلى الصعيد لقتال المماليك و أرسل إلى الأستانه يطلب إمدادا عسكريا ، و بوصول هذا الجيش انتشر الفساد في البلاد و قد استولوا على الأموال و الأمتعة مما أثار غضب الشعب المصري و أشعل ثورة الشعب ، ما أدي إلى عزل الوالي واختيار زعماء الشعب بقيادة عمر مكرم نقيب الأشراف محمد علي ليحل محله، وفي 9 يوليو 1805 أصدر السلطان العثماني سليم الثالث فرمان سلطاني بعزل خورشيد باشا من ولاية مصر وتولية محمد علي حكم مصر.