محافظ الدقهلية يتابع من خلال مركز الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة أعمال التصدي لمخالفات البناء    روسيا تتهم أوكرانيا بإرجاء عملية تبادل أسرى الحرب بينهما    إصابة طفيفة تُهدد مشاركة نجم الأهلي في ودية الفريق أمام باتشوكا    الزمالك يستعد للثورة.. موسم جديد بأبطال جدد وأحلام متجددة    دورات تدريبية متقدمة لمنقذي شواطئ الإسكندرية استعدادًا لصيف 2025    المنشآت والمطاعم السياحية تنظم دورة تدريبية في مجالات صحة وسلامة الغذاء    في الذكرى ال 37 على رحيله، أبرز المحطات في حياة القارئ الشيخ إبراهيم المنصوري (فيديو)    وزير الخارجية يلتقى اتصالًا من نظيره القبرصي    الكويت ترحب بقرار منظمة العمل الدولية منح فلسطين صفة "دولة مراقب"    إذاعة الجيش الإسرائيلي: العثور على جثة يُرجح أنها تعود للمسؤول العسكري البارز في حماس محمد السنوار جنوبي غزة    شهباز شريف: باكستان تسعى دائما إلى الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة    ريابكوف: روسيا عرضت على الولايات المتحدة استئناف الرحلات الجوية المباشرة    شعبة الدواجن: هبوط أسعار الفراخ البيضاء بنسبة 25%    النقل: تعاون مع المرور لإقرار مخالفة للمركبات التي تسير داخل حارة الأتوبيس الترددي    بعد رحيل زيزو.. من هو أغلى لاعب حاليا في الزمالك؟    كهربا يدخل حسابات حلمي طولان للمشاركة في كأس العرب    استمرار فتح باب التقدم والحجز إلكترونيًا ل 1800 قطعة أرض صناعية    الداخلية تواصل حملاتها وتتمكن خلال 24 ساعة من ضبط 363 قضية مخدرات و160 قطعة سلاح    خطوات الاستعلام عن نتيجة الصف الثالث الإعدادي الأزهري 2025 برقم الجلوس والاسم    الداخلية ترسم البهجة فى العيد.. رعاية شاملة للأيتام فى مشهد إنسانى مؤثر.. احتفالات وعروض وإنقاذ نهرى.. اشترت ملابس العيد وقدمت الهدايا للأطفال.. وتنفذ برامج المسئولية المجتمعية لتعزيز قيم الانتماء الوطنى.. صور    الداخلية تواصل التيسير على الراغبين فى الحصول على خدمات الإدارة العامة للجوازات والهجرة    قاوم اللصوص فطعنه أحدهم.. تفاصيل مقتل موظف أمن في 15 مايو    في لفتة إنسانية كريمة، الرئيس السيسي يطمئن على أحد الأئمة الحضور بخطبة عيد الأضحى (فيديو)    إعلام فلسطينى: 34 شهيدا فى غارات إسرائيلية على عدة مناطق بغزة منذ فجر اليوم    مها الصغير: كان نفسي عبدالحليم حافظ يحبني ويغنيلي (فيديو)    د.عصام الروبي يوضح معنى" الكوثر ومن هو الشانئ وما معنى الأبتر"    نصائح لمرضى النقرس قبل تناول اللحم.. اتبعها    في ثاني أيام العيد، انتشار الفرق الطبية بساحات وميادين الإسماعيلية (صور)    صحة الأقصر تعلن انتشار الفرق الطبية بمختلف الإدارات الصحية فى عيد الأضحى.. صور    جولة تفقدية لمستشفيات جامعة كفر الشيخ خلال إجازة عيد الأضحى المبارك    خالد الغندور: 14 لاعبا سيرحلون عن الزمالك    زلزال يضرب إيران بقوة 4.3 على مقياس ريختر    وزير الزراعة يتابع أعمال لجان المرور على شوادر وأماكن بيع الأضاحي وجهود توعية المواطنين    آخر تطورات الحالة الصحية لنجل الفنان تامر حسني    لليوم الثاني.. 39 مجزر يستقبل الأضاحي في مراكز المنيا    وزير الري يتابع الموقف المائي خلال إجازة عيد الأضحى    السيسي يقود أحدث إنجازات الدولة في تطوير التعليم الجامعي    العيد أحلى بمراكز الشباب.. فعاليات احتفالية في ثاني أيام عيد الأضحى بالشرقية    إصابة 8 أشخاص نتيجة انقلاب «ميكروباص» بطريق أسيوط- الفيوم الغربي    محافظ أسيوط يعلن عن تشغيل غرفة طوارئ بالتأمين الصحي خلال عيد الأضحى المبارك    دعاء يوم القر مستجاب للرزق والإنجاب والزواج.. ردده الآن    اليابان: لا اتفاق بعد مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية    دار الإفتاء تكشف آخر موعد يجوز فيه ذبح الأضاحي    الطبطبة على الذات.. فن ترميم النفس بوعى    محمد الشناوي: كنا نتمنى حصد دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي    استقرار أسعار الذهب في مصر خلال ثاني أيام عيد الأضحى 2025 وسط ترقب الأسواق العالمية    دوناروما: أداء إيطاليا لا يليق بجماهيرنا    بعد تصدرها الترند بسبب انهيارها .. معلومات عن شيماء سعيد (تفاصيل)    "مش جايين نسرق".. تفاصيل اقتحام 3 أشخاص شقة سيدة بأكتوبر    محمد عبده يشيد ب " هاني فرحات" ويصفه ب "المايسترو المثقف "    البابا لاون يُحيي تقليدًا حَبْريًّا اندثر في عهد سلفه    سفارة الهند تستعد لإحياء اليوم العالمي لليوجا في 7 محافظات    «الدبيكي»: نسعى لصياغة معايير عمل دولية جديدة لحماية العمال| خاص    محاضرة عن المتاحف المصرية في أكاديمية مصر بروما: من بولاق إلى المتحف الكبير    الثلاثاء أم الأربعاء؟.. موعد أول يوم عمل بعد إجازة عيد الأضحى 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    «المنافق».. أول تعليق من الزمالك على تصريحات زيزو    بمشاركة 2000 صغير.. ختام فعاليات اليوم العالمي للطفل بإيبارشية المنيا    معلومات من مصادر غير متوقعة.. حظ برج الدلو اليوم 7 يونيو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سرطان الجلد يغزو مصر برعاية "مافيا استيراد الأحذية"
نشر في البوابة يوم 04 - 03 - 2015

114 مليون حذاء مسرطن سنويًا تهدد المصريين وتشرد 250 ألف عامل
5 آلاف ورشة لصناعة الأحذية والجلود مغلقة بأمر المنتج «الصيني» سعر المستورد 6 جنيهات.. و3 مليارات و300 مليون جنيه حجم التهرب الضريبي «القومى للبحوث»: مصنوعة من مخلفات أوربا الصحية ومحقونة ب«البيورتان»
قبل أن تشترى حذاءك.. احذر الأحذية مسرطنة.. هذه النصيحة وجهتها مباشرة وزارة البيئة، وغرفة صناعة الجلود وحماية المستهلك للمستهلكين.. بعد اكتشاف دخول 114 مليون زوج حذاء مسرطن إلى مصر سنويا، برعاية مافيا المستوردين.
«البوابة» اخترقت الأبواب الخلفية التي يتم عن طريقها إدخال أحذية غير مطابقة للمواصفات المصرية ومخالفة صحيًا وبيئيًا، حيث تصنع من مخلفات مستشفيات أوربا، بحسب تقرير للمركز القومى للبحوث، وتحتوى على مواد مثل السيانيد والكادميوم، بما تمثلانه من خطورة على صحة المواطن.
خلال العام 2014، تم استيراد 114 مليون حذاء، معظمها من الصين، بأسعار تراوحت بين 0،32 سنت ودولار واحد، وبلغ حجم المشتريات نحو 752 مليون جنيه. هذا الرقم جنى من ورائه أباطرة الاستيراد أرباحا خرافية، حيت يبلغ حجم المبيعات 23 مليار جنيه، ويباع زوج الحذاء الواحد بسعر يتراوح ما بين 150 جنيها ومائتى جنيه.. كل ذلك على حساب الصناعة الوطنية من ناحية، والتهرب من دفع الرسوم الجمركية للدولة.. أما الطريقة التي يتم بها ذلك، فهى التحايل عبر «ضرب» الفواتير من بلد المنشأ المعروفة في أوساط المستوردين بطريقة «آى سى كيو» وهى شهادة الأمان المعتمدة صوريا من الغرف التجارية في الصين، وتقوم السفارة المصرية في بلد المنشأ باعتماد الختم بطريقة روتينية.
خيوط القضية تم التقاطها من حالة الركود التي سيطرت على المصانع المحلية، وتسببت في تكدس المنتجات، إلى جانب عزوف كبار العاملين في هذا النشاط عن الشراء، فقد أدى الاستيراد لإغلاق 5 آلاف ورشة أحذية، وتشريد أكثر من 250 ألف عامل خلال عامين فقط.
أحذية غير مطابقة
بيان واردات الأحذية الصادر من الهيئة العامة على الصادرات، يكشف أن مصر استوردت خلال العام الماضى فقط، «114 مليون زوج من الأحذية»، تفاوتت أسعارها ما بين 26 دولارا للزوج إلى 0،32 سنت، والأخير هو الرقم السائد في الكثير من الشحنات المستوردة، وبحسب جمال السمالوطي، رئيس غرفة صناعة الجلود، فإن هذا يعنى أن هناك ورادات من الأحذية، الزوج فيها لم يتعد سعره 5،40 قرش أو أقل، وهذا كلام مخالف للحقيقة، ومناف للعقل.
ويقول السمالوطى: استوردنا 114 مليون زوج حذاء بمبلغ نحو 752 مليون جنيه، وإذا قسمنا المبلغ على عدد الأحذية، فإن زوج الحذاء سيصل سعره لنحو 5،40 جنيه، وبالتالى فهناك تلاعب في أسعار الفواتير الحقيقية للأحذية، فسعر الحذاء الحقيقى هو 35 جنيها، وإذا استبعدنا منه 6 جنيهات، تكون هناك 29 جنيها لم تذهب لخزانة الدولة، وبحساب 29 جنيهًا في 114 مليون زوج فإن هناك ثلاثة مليارات وثلاثمائة مليون جنيه ضاعت على الدولة.
ويتساءل السمالوطي: «هل هناك حذاء تتم صناعته ب6 جنيهات فقط؟، فهذا لا يكفى ثمن العلبة الفارغة»، وإذا حدث فلماذا يتم عرضه للبيع ب70 أو 100 جنيه.
ويضيف: إن أي مصنع أو ورشة تحُاسب ضريبيا ب35 جنيها على زوج الأحذية، لذا طالبوا بأن يكون سعر الحذاء المستورد لا يقل عن 6 دولارات أي ما يعادل 35 أو 40 جنيها، وبالتالى تكون هناك نسبة وتناسب وتستطيع المصانع المحلية المنافسة والعمل في السوق، فمصر كان بها حتى عام 2010 «23 ألف منشأة»، في الوقت الحالى لا يزيد عددهما على 17،600 ألف منشأة فقط، وهذا الانخفاض سببه تراجع الدولة عن دورها في الرقابة مما أدى لتلاعب المستوردين في أسعار الفواتير - فواتير مضروبة بحسب وصفه - الذي أدى لدخول شحنات بغير أسعارها الحقيقية، أو شحنات تكون غير مطابقة للمواصفات البيئية والصحية، وكان يعمل في هذه المهنة 480 ألف عامل، تقلصوا إلى 270 ألف عامل فقط، فمعظمهم تشردوا وتركوا المهنة بسبب عدم قدرتهم على العمل، فأقل مصنع يعمل به 20 فردا، ولكن بسبب عدم القدرة على المنافسة، فكل مصنع يعمل بنصف طاقته.
تقرير المركز القومى للبحوث يذكر أنه بعد إجراء الفحص على عدد من الأحذية المستوردة، ثبت أنها مستخدمة من مواد غير مطابقة للمواصفات، مصنوعة من مواد تم إعادة تدويرها مثل مخلفات المستشفيات في أوربا، ويتم حقنها بيورتان من أجل سهولة صناعتها، وهذه الأحذية مصنوعة من مخلفات تحتوى على السيانيد والكادميوم، والبولى إيثيلين بكميات كبيرة مما يتسبب في الإصابة بأمراض جلدية وسرطانية، بحسب السمالوطى.
ويشير إلى أن عدد المستوردين من 100 إلى 150 مستوردا، وكل مستورد لا يعمل لديه سوى فردين فقط، فكيف ندمر صناعة يعمل بها آلاف من المصريين من أجل 100 شخص.
البيان الرسمى الصادر عن الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، يقول إن من بين الأحذية المستوردة، التي يثبت فعلا التلاعب في أسعارها فضلا عن دخول أحذية غير مطابقة للمواصفات، منها حذاء «هاف بوت» بسعر 1،78 دولار نحو 10 جنيهات، وحذاء بنعال خارجية بسعر 0.32 سنت، ومن خلال الجدول سنوضح خامة المنتج المصنوع منه الحذاء وكمية الوارد منه لمصر، وسعره بالدولار وبالجنيه المصرى.
الجدول المرفق توضح بعض أصناف الأحذية المستوردة، والمواد المصنوعة منها، والكميات التي دخلت للسوق المصرية، وذلك من بيان هيئة الرقابة على الصادرات والواردات.. ويوضح الجدول أيضًا أن غالبية المواد المستخدمة في صناعة الأحذية هي إما من اللدائن والتي غالبًا ما تكون مواد تمت إعادة تدويرها، أو من المطاط الصناعى الردىء القيمة وغير المطابق للمواصفات.
يحيى أبوحلقة، نائب رئيس شعبة الأحذية والجلود، يقول: إنه تم تطبيق الأسعار الإرشادية بعد قرار وزير الصناعة منير فخرى عبدالنور، وذلك لأن الصناعة خسرت أكثر من 4 مليارات جنيه خلال العامين الماضيين، بسبب حدوث تلاعب في الأسعار والفواتير، مشددًا على وجوب تطبيق أسعار عادلة على المنتج المستورد من أجل عدم إحداث أي ضرر بالصناعات المحلية المصرية، لأن صناعات الجلود هي صناعة مؤثرة في مصر.
إلى ذلك توجد أكثر من 2000 ورشة عاملة في مجال صناعة الجلود، ويعمل بها قرابة ال500 ألف شخص، هذا فضلًا عن وجود عدد كبير من العاملين غير المسجلين في الغرفة، بحسب أبوحلقة.
ويؤكد توحيد أنور، عضو اتحاد الغرفة التجارية للجلود، إن فتح باب الاستيراد على مصراعيه خلال العامين الماضيين أدى لفقدان الصناعة المحلية بريقها وعدم قدرتها على المنافسة، ذلك لأن هناك أكثر من 500 مصنع أغلقت بسبب التلاعب في أسعار فواتير الأحذية المستوردة، وعدم قدرة المصانع على الاستمرار في المنافسة، خصوصًا أن الأحذية المستوردة يتم جلبها من خامات رديئة بسعر دولار واحد للزوج. ويتم استيراد 6 أو 7 أنواع من الجلود ما بين حذاء حريمى وأطفالى ورجالى وشنط وخلافه، وتوجد ثلاث خامات تصٌنع منها هذه الأنواع «قماش، جلد طبيعى، اسكاى أو جلد صناعي»، بالنسبة للنوعين الأولىن فلا توجد مشاكل بهما، لكن المشاكل في النوع الثالث وهو «اسكاى أو خامة بيو» ذلك لأنه جلد صناعى يتم تصنيعه من لدائن بلاستيكية أو خلافه، وهناك لدائن غير مطابقة للمواصفات، ومن المحتمل أن تكون سببا لانتشار الأمراض الجلدية أو السرطانية، بحسب توحيد أنور.
أسعار الأحذية التي يتم توريدها إلى مصر تبدأ من 5 دولارات للزوج الواحد إلى 40 دولارًا، وبالتأكيد هناك ماركات عالمية، لكن مصر لا تستوردها، إلا أن ما يتم كتابته في فواتير أسعار هذه الشحنات يكون أقل من هذا بكثير، حيث يتم تسعير زوج الأحذية بدولار واحد فقط، ولكل الكمية، وهذا بطبيعة الحال من أجل التهرب من الضرائب، ويشار إلى أن قيمة الضرائب التي حصلتها مصر خلال العام المنصرم بلغت 760 مليون جنيه، في حين أن النسبة الحقيقة لهذه الضرائب هي 2 مليار جنيه، وهذا خلل رهيب، «كما يقول توحيد أنور». ويشير توحيد أنور إلى أن فرض الضرائب على زوج الأحذية يكون عبارة عن 22٪ ضريبة على المنتج و10٪ جمارك بما يعنى أن النسبة المقررة تكون 32٪ عن كل زوج أحذية دخل إلى البلاد، وأنه خلال العام الماضى تم استيراد نحو 114 مليون حذاء، والغرفة تريد الارتقاء بمستوى المنتج الذي يقدم إلى المواطن، لذا قامت بالتفاهم مع وزارة الصناعة بوضع أسعار استرشادية، لحماية المنتج المصري، وعدم إغراق الأسواق المصرية بما هو غير مناسب أو صحى.
أمراض سرطانية
توضح إيمان صبري، صاحبة إحدى شركات الخدمات البيئية، أن المواد البلاستيكية أو اللدائن تحوى على بعض المواد المسرطنة، خاصة تلك التي تستخدم فيها «البولى إيثيلين، إيثيلين جلاكيون، السيانيد، الكادميوم» وتلك المواد لا يصرح بإعادة تدويرها لاحتوائها على سميات كثيرة، أما المصرح بإعادة تدويره فهى مواد أخرى وتلك يجب تقطيعها وفرمها وتكسيرها من أجل تحليل المواد التي غالبًا ما تكون مسرطنة أو غير صحية أو بيئية.
ويقول الدكتور محمد إسماعيل، وكيل وزارة البيئة، والمسئول على ملف المواد الخطرة، أنه نتيجة للتلاعب الذي يحدث في الجمارك، تدخل مواد وسلع غير مطابقة للمواصفات، نافيًا أن تكون إعادة التدوير هي المشكلة، ولكنه يحذر من التراخى الذي يؤدى لدخول منتجات غير مطابقة للمواصفات ومخالفة لكتيب القيمة والجودة هو الذي يسبب تلك المشكلات.
حيث إن أي منتجات تحتوى على مواد السيانيد، أو الكادميوم، أو البولى إيثيلين بنسب كبيرة، أو الكلوروفولم وهو شديد الخطورة في حال استعماله بكميات غير متوازنة.
كما أن الأبحاث العلمية على المواد البلاستيكية أثبتت أن مادة فورمالدهايد اليوريا تتحلل عندما تتعرض لأشعة الشمس أو الحرارة، وهذا التحلل يحدث في الغالب جراء ملامسة الأطعمة والأشربة الساخنة لتلك المواد.
وهذا التلوث الكيميائى الخطير ينتج عنه تسمما للأطعمة والتسبب في حدوث مشاكل صحية معقدة، أهمها زيادة فرصة الإصابة بالعقم ومرض السرطان وخلل التوازن الهرمونى في الجسم واضطرابات في الجهاز العصبى وخلل في القدرات العقلية وضعف المناعة، بحسب الدكتور محمد إسماعيل.
الغش التجارى
سعاد الديب، رئيس جمعية حماية المستهلك، ترى أن هناك مواد خطرة ومنتجات مصنوعة من البتروكيماويات يتم استيرادها من قبل بعض المستوردين، أو تهريبها عن طريق بعض الحاويات من بعض الموانئ، مشددة على أن جهاز حماية المستهلك يناشد دائما المسئولين بقطاعات الجمارك والموانئ والهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات أن يكونوا حريصين على مطابقة المنتجات والمواد للمواصفات المصرية، مشيرةً إلى وجود كتيب في كل منفذ جمركى أو ميناء يحوى المواصفات المصرية القياسية والتي على أساسها تتحدد المنتجات والمواد المقبولة والمصرح بها من المرفوضة وغير المصرح بها.
كما أن جهاز حماية المستهلك، لم يعلم بدخول مثل هذه الشحنات بذات الأسعار المتدنية، وفور علمه سيتخذ الإجراءات، وهى تنفيذ القانون والذي ينص على معاقبة الشخص عقوبة مادية فقط، وهى تغريم المستورد مبلغا ماديا يتراوح بين 5000 جنيه ولا يزيد على 100 ألف جنيه، وبخصوص مدى مطابقتها للمواصفات المصرية من عدمه.
وأوضحت الديب، بأن الجهاز لديه حق الضبطية القضائية، ولديه معامل تحليل يتم تحليل هذه المنتجات فيها من أجل بيان مدى صلاحيتها من عدمه، أما قانون الغش التجاري، فهو ينص على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تجاوز عشرين ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة أيهما أكبر أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من خدع أو شرع في أن يخدع المتعاقد معه بأى طريقة. خصوصًا أن عدد الشكاوى من المنتجات الجلدية في عام 2014 قد وصل إلى «503 شكاوى».
5 آلاف ورشة
أمام ورشته التي أوُصدت أبوابها، يجلس عمرو، خريج كلية الحقوق، والذي ورث مهنة صناعة الأحذية عن والده، بعيون جاحظتين تكسوهما علامات الألم، واضعًا خده الأيمن في راحته اليمنى، كأنه تمثال محنط، فلا تسمع منه ولا تأخذ عنه، كسرنا حاجز صمته، فإذا به يقول «ما بقاش فيه شغل، قاعدين ليل نهار، بيتنا اتخرب، وقفلت ورشتى، وسرحت الصنايعية».
«الدولة قاسية أوى على ولادها، إحنا وقعنا ومحدش واخد باله مننا» بهذه الكلمات لخص عمرو حاله.
فيما يقول الحاج كريم سامبو، صاحب مصنع أحذية: أغلقت المصنع منذ شهر أغسطس وحتى يناير، لأنه يخسر، فلم أستطع توفير أجور الصنايعية، ولم أستطع استرداد حقوقى من المستوردين الذين يدينون لى بشيكات مؤجلة الدفع. مشيرًا إلى أن الحذاء المستورد ليس أفضل من نظيره المصري، لأنه مصنوع من مواد رديئة الجودة والقيمة، فالمصانع المصرية تصنع أحذيتها من البيورتان، أو الاسكاى الخام، وهو مستورد من إيطاليا، إنما الصينى أو المستورد فهو مصنوع من البيورتان المحقون، وهى غالبا مواد تمت إعادة تدويرها وحقنها بيورتان.
فضلًا عن أنك لا تجد خام جلد طبيعى في أي منتج مستورد، والألياف الصناعية المستخدمة أو اللدائن البلاستيكية غير مطابقة لمواصفات السلامة والأمان أو مطابقة للمواصفات البيئية التي نظمتها وزارة البيئة والتي وقعت عليها مصر.
وأضاف الحاج كريم سامبو: كان يعمل لدى 30 صنايعي، ومثلهم في محالي، الآن، لا يزيد عددهم على 8 أفراد فقط، وكان كل صنايعى يتحصل على راتب شهرى في حدود 3 آلاف جنيه، ولكن الآن لا تتعدى مرتباتهم 1200 جنيه، كل شهر أغلق فيه أخسر ما يقارب 50 ألف جنيه، ولدي بضاعة من أحذية في مخازنى تخطت النصف مليون جنيه. حى باب الشعرية كان به قرابة ال3000 آلاف ورشة ومصنع، لم يبق منها سوى 1300 مصنع فقط، والباقى أغلق أبوابه أو تحول لتجارة المواد البلاستيكية، ولكنهم لم يتجهوا لتجارة الأحذية المستوردة، فكلهم أجمعوا على أنهم لن يستطيعوا أن يسهموا في إعدام صناعتهم، فالمنتج الصينى ردىء «الصينى هتلبسوا مرة واحدة أو مرتين هتلاقيه اتقطع، وولا هتعرف تخيطه أو تلصقه»، هكذا أجمع أصحاب مصانع الأحذية في باب الشعرية، ومعظم هولاء المستوردين يدينون بشيكات لأصحاب المصانع. أيضا يقول عيد، صنايعى: «لو ظل المستوردون محتكرين للسوق، لن نجد ما نتعايش عليه، ومش هنعرف ناكل، والصنعة اللى اتعلمناها هتبوظ، ومش هنعرف نحافظ عليها، الشباب عايز يكوّن نفسه، وعايز شغلانة فيها فلوس، وصنعتنا عاملة زى البودرة، فيها فلوس بس المستورد خلص عليها».
من النسخة الورقية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.