بما أنّ الوشم الآن أصبح من الصيحات الرئيسية، حتى إنّ وسائل الإعلام تمجّد بانتظام ثقافة الوشم، وكذلك المجلّات التي تُظهر باستمرار أوشام المشاهير مثل أنجيلينا جولي، ميغان فوكس، ديفيد بيكهام إضافةً إلى الإعلانات المطبوعة التي تضمّ الرياضيين والمشاهير الحاصلين على وشم. ماذا يفعل الفورمالديهايد في بشرتكِ؟ الوشم هو شكل من أشكال الفن الذي استخدمته لقرون المجتمعات القبلية في الشعائر الدينية وكجزء طبيعي من الممارسات الحياتية، ثم اعتمدته الثقافة الغربية، وقد أصبح الوشم أخيرًا بمثابة فنّ زخرفي للتعبير عن الذات، ويستخدمه البعض للاحتفال بالأحداث والمناسبات، كإحياء ذكرى أحبّاء غابوا، أو لإظهار الالتزام بشريك الحياة. مهما يكن الدافع، فهناك شيء واحد مؤكّد: كلّ وشم له قصة. لكنّ ما ليس واضحًا، هو ما نحقنه تحت جلدنا لأجل الفن. بعيد كلّ البعد عن الأصباغ المصنوعة من البيئة الطبيعية التي كان أسلافنا يستعملونها قبل قرون خلت، يحتوي الكثير من الوشم اليوم على خليط من أملاح معدنية غير معروفة (أوكسيد، سولفايد، سيلينيد) والأصباغ العضوية أو البلاستيك. وفي تقرير للمفوضيّة الأوربية بشأن المخاطر الصحيّة للوشم، أشار إلى أنّ ما يقارب من 40٪ من الملوّنات العضوية المستخدمة في الوشم الدائم في أوربا، غير مرخصة للاستعمال على الجلد كمكوّن تجميلي، و20٪ من الأصباغ تحتوي على أمينات مسرطنة، علمًا بأنّ العديد من المواد الكيميائية الموجودة في الوشم تُستخدم أصلًا في الكتابة وحبر الطباعة، فضلًا عن دهان السيارات، ويُحقن هذا الحبر في أعماق الجلد بما فيه الكفاية لدرجة أنّ الوشم لا يمكن أن يُزال حتى بواسطة الحروق الشديدة. ما دور الFDA في نشر هذه الممارسة؟ هنا لا بدّ من الإشارة إلى أن إدارة الأغذية والعقاقير FDA، لا تطلب أيضًا الكشف على الحبر، وتعدّ الأمر ملكيّة خاصة (أسرار تجارية). لذلك قد يحتوي حبر الوشم على أيّ مادة كيميائية، بما فيها تلك المعروفة بأنّها مسبّبة للطفرات، الماسخة، والمسبّبة للعيوب الخلقية، والمسرطنة، أو التي تؤثر في التفاعلات الكيميائية الحيوية الأخرى في الجسم، والتي قد تستغرق عقودًا لتظهر. ومن المستغرب أن الFDA لا تأتي على ذكر السرطان في قائمتها للمخاطر المحتملة للوشم، ذاكرةً العدوى فقط، مشاكل إزالته، أمراض الحساسية، تشكيل جدرة ومضاعفات التصوير بالرنين المغناطيسي، رغم أن وظيفة اختبار وتشريع استخدام أصباغ الوشم في مستحضرات التجميل الدائمة تعود للدولة. ففي ولاية كاليفورنيا، هناك مكوّنات محدّدة محظورة والسلطات المحلّية تتابع قانونيًا الشركات التي تفشل في الكشف عن مكوّنات صباغ الوشم الذي تستخدمه. على ماذا يحتوي الوشم؟ من دون الكشف الكامل عن المكوّنات، من المستحيل أن نعلم فعلًا ماذا يحتوي حبر الوشم. إضافةً إلى هذا، لكلّ لون ولكلّ نوع من الحبر مكوّنات مختلفة تمامًا، وفقًا لدراسة أجريت عام 2005 في جامعة ولاية أريزونا الشمالية. الحبر نفسه قد يحتوي على مواد ضارة مثل الكحول المشوّهة، الميثانول، مضاد للتجمد، المنظفات، أو الفورمالديهايد والألدهيدات الشديدة السمّية. الجدير بالذكر أنّ أقدم استخدام للأصباغ جاء من المعادن والكربون الأسود، ووفقًا لويكيبيديا، فإنّ مجموعة واسعة من أصباغ الوشم التي تستخدم اليوم، تأتي من "مواد غير عضوية، مثل ثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد الحديد لأسود الكربون، أصباغ الأزو، أكريدين، الكينولين، فثالوسيانين والنفثول المشتقات، الأصباغ المصنوعة من الرماد ومخاليط أخرى"، أما المشهور حاليًا، فهو الأكريلونيتريل ستايرين (البلاستيك) ويستخدم في العديد من العلامات التجارية. ثمن الجهل قد يتعرّض الشخص صاحب الوشم في الكثير من الأحيان للحساسية الجلدية والندوب، وتهيّج مؤلم عند التعرّض للشمس، وغيرها من الآثار الضارة. وقد أُفيد بأنّ الكثير من أصحاب الوشوم ظهرت عليهم ردات فعل سلبية، نتيجة الأصباغ التي تحتوي على البلاستيك الملوّن بشكل مكثف. كما سجلّت حساسية على بعض أنواع المعادن الموجودة في أحبار الوشم، وعلى النيكل، لكونه واحدًا من أكثر المعادن المسبّبة للحساسية، فيما أشخاص آخرون تحسّسوا للزئبق في الزنجفر الأحمر، الكوبالت الأزرق، وكبريتيت الكادميوم، كما وُجد أنّ بعض الأحبار تحتوي على مستويات عالية من الرصاص والليثيوم، وأنّ الحبر الأزرق يحتوي على النحاس.