«أبحث عن قوت يومى من أجل مساعدة زوجى المنجد في تربية ومصاريف أولادى» بهذه العبارة بدأت «حنان سيد عبد الوهاب» 44 عامًا بائعة الجرجير والخضار كلامها ل «البوابة» قائلة: في كل صباح أستيقظ مُبكرًا كى أجلس بجوار منزلى لبيع الجرجير والخضار، والحمد لله أنا راضية بعيشتى وبما قسم لى ربى، المُهم أنه مال حلال». وتكمل حنان كلامها: «فبطبيعة عمل زوجى ك«منجد أفرنجى» غير ثابت، يعمل يومًا وعشرة لا.. فماذا نفعل ونحن لدينا 4 أطفال ومحتاجين مصاريف، ونحن لا نملك من حطام الدنيا أي شيء.. ففكرت أجيب شوية خُضار أسترزق منهم وأساعد زوجى ومش عيب، وقلت لروحى هجلس بجوار منزلى، منه أراعى الأولاد، وأحاول أسترزق في نفس الوقت.. وفعلا بدأت بتنفيذ الفكرة وكنت يوميًا أقوم ببيع الخضار، والحمدلله أنا وزوجى كنا نجاهد في الحياة سويًا من أجل تربية أولادنا «بلال، أحمد، حسام، مهند» وعندما كان يأتى يوم الجمعة، كنت أضع يدى على قلبى، وأقول أستر يارب من خوفى على أولادى، بسبب مسيرات الإخوان التي كانت تخترق الشارع، فنحن نسكن بقرية «كفر طهرمس» التابعة لمحافظة الجيزة..وهى منطقة معظمها للأسف إخوان.. وعندما كان يمر هذا اليوم بسلام نحمد الله.. والغريب عندما كانت تمر أمامى مسيرات الإخوان كنت أرى المنتقبات يحملن الأسلحة الخرطوش والقنابل المُسيلة للدموع والشماريخ.. وكنت أشاهد قيامهن بتوزيع الأسلحة على الشباب والرجال بالمسيرة..وكنت أندهش وأفكر كيف لبنات أن يحملن الأسلحة.. وعشان إيه كل ده..خسارة الشباب اللى زى الفل، دول مضحوك عليهم من ناس لم يعرفوا شيء عن الدين الإسلامى». تقول «حنان» باكية: وجاء يوم الجمعة 6 فبراير المشؤوم، يومها صحيت من نومى لأبحث عن رزقى وزرق عيالى، أحضرت الخضار وجلست كالعادة بجوار المنزل.. وكانت عيالى تلعب حولى.. وبعد صلاة الجمعة سمعنا أصوات مناهضة للريس والجيش والشرطة تقترب من شارعنا.. وعندما اقتربوا منا قمت بسرعة وأدخلت أولادى إلى المنزل.. وحاولت ألملم بضاعتى لكى أغلق بابى علىّ.. فوجدت مجموعة من الإخوان شباب ورجال وبنات كثيرة يضربون النار العشوائى في كل مكان.. ورأيت بنات منتقبات يحملن حقائب تشبه الحقائب المدرسية.. ورأيتهن يقمن بإخراج قنابل مُسَيلة للدموع من الحقائب وأسلحة خرطوش، ولما سمعتهم يشتموا الرئيس والجيش والشرطة؛ انفعلت غصب عنى وقلت لهم: يا ولاد الكلب كفاية خربتوا البلد.. ولم أتوقع ما حدث لى.. فقد فوجئت بواحد من شباب المسيرة أتى نحوى وأطلق طلقتى خرطوش بشكل مباشر على عينى اليسرى.. وفى لحظة سالت الدماء بغزارة على وجهى.. وما إن رأيت الدم ينزل من عيونى حتى فقدت الوعى وتغيبت عن الدنيا تمامًا». وبعدها عرفت أن زوجى والجيران ولاد الحلال ذهبوا بى إلى مستشفى بولاق الدكرور العام.. ولم تسعفنى حيث قام الأطباء بتحويلى إلى القصر العينى.. وهناك قال الطبيب لزوجى إن عندى نزيف داخلى.. ولن نستطيع استخراج «البلى الخرطوش» إلا بعد توقف النزيف أولا.. وأخذت العلاج لوقف النزيف.. ومازال البلى مستقرًا داخل تجويف العين.. التي أصابتنى بانفصال بالشبكية، وبعد ذلك عرفت من الناس وأكدوا لنا أن الشاب الذي أطلق الخرطوش على هو ابن الشيخ عبدالحفيظ الغزالى إمام وخطيب مسجد الفتح الكائن بميدان رمسيس، وأنه طالب بالسنة الأولى في جامعة الأزهر وهو هارب الآن.. وأن والده محبوس على ذمة قضية بتهمة فتح باب المسجد لدخول وإيواء أعضاء الجماعة الإرهابية في أحداث مسجد الفتح الشهيرة. وفى حالة من البكاء الهستيرى ختمت «حنان» كلامها ل «البوابة» قائلة.. «حُبى للرئيس «السيسى» يفوق كل شىء، ونحن نعرف ومتأكدون من أنه سيقودنا للخير، وباقولها وبدون خوف أنا باحب السيسى رئيسى حتى لو فقدت عينى الثانية.. وكل ما أتمناه أن تجرى لى عملية، وترجع عينى تشوف تانى.. أنا ابنى طفل الصغير بيخاف من منظر عيونى.. وأريد من أولاد الحلال الوقوف معى، ومساعدتى كى ترى عينى النور مرة أخرى..وحسبى الله ونعم الوكيل في الإخوان الإرهابيين، يا رب خلصنا منهم. من النسخة الورقية