غدا مساء على مسرح جامعة الكويت والذى يعد من أعرق المسارح هناك وتحت رعاية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تقدم تجربة أوبرالية تعد الأولى كويتيا وخليجيا والثانية عربيا بعد أوبرا عايدة لفيردى وتحمل عنوان «أوبرا ديرة.. نبقى كويتيين» ويهدف العرض إلى تخليد ذكرى شهداء الكويت، وهو حدث كبير وشامل ومتنوع من ناحية التأليف المسرحي، التمثيل الأوبرالي، الموسيقى، الشعر والديكور المسرحي والأزياء والإضاءة والرسم والفوتوغراف. وأهم ما يميز هذا العمل أنه بنكهة كويتية خليجية عربية خالصة، ويستمر العرض من 22 فبراير وحتى 24 فبراير الجارى التأليف الموسيقي للدكتور رشيد البغيلي، مؤلف النص الدرامى الدكتور علي العنزي ويتصدى للإخراج المخرج فهد العبدالمحسن بمشاركة من السوبرانو العربية لُبانة القنطار ويقتصر التواجد الاجنبى خارج الجنسيات العربية على بعض العازفين الهولنديين، الذين ستتم الاستعانة بهم، للعزف على الآلات التي لا يوجد ضمن الأوركسترا الكويتية من يعزفها. ويعتمد عمل أوبرا ديرة في بنائه وتكوينه على المعايير العالمية على المستوى الموسيقي والمسرحي، ضمن فكرة (الثيمة) الأساسية لأوبرا ديرة وطنية منبثقة من ثيمة الاستشهاد دفاعا عن الوطن. ويأتى توقيت تقديم عرض العمل فى مناسبة عزيزة على قلب كل كويتى وعربى فى إطار الاحتفال بأعياد التحرير والعيد الوطنى للكويت. وقالت الوكيل المساعد المدير العام لمكتب الشهيد الكويتى فاطمة أحمد الأمير أن عمل (أوبرا ديرة.. نبقى كويتيين) يأتي عرفاناً وتقديرا لتضحيات شهداء الكويت، فهو ملحمة فنية وطنية نستذكر عبرها أرواح الشهداء الطاهرة التي ضحت فداء للوطن. وأضافت أنه "فخر لنا كمكتب الشهيد القيام بهذا العمل من منطلق الواجب تجاه شهدائنا الكرام وذويهم الذين نفخر ببطولاتهم التي سجلوها لتبقى كويتنا الغالية حرة أبية". وأعربت الأمير عن خالص الشكر والتقدير لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد على رعايته لهذا العمل الفني والوطني الذي يجسد ملحمة البطولة لأبناء الكويت من الشهداء الذين ضحو بارواحهم فداء هذا الوطن متمنيا أن يكون يخرج العمل بمستوى يليق بهذه الرعاية. من جانبه قال الدكتور علي العنزي مؤلف النص المسرحي إن العمل يحمل روية عربية حيث يستوحي حكاياته من وحي حكايا شهداء الكويت عامة، بما فيها ملحمة بيت القرين، واستشهاد الشاعر فايق عبدالجليل، ومجموعة أخرى من أبناء الكويت، ممن افتدوا الكويت بأرواحهم. وكشف أن المشروع ينطلق من توجيهات الأمير، وقوله المأثور «إن ثروة الوطن الحقيقية تكمن في شبابه، فهم عدته وعماده وأمله في بناء حاضره ومستقبله. وأضاف العنزي، أن مشروع «أوبرا ديرة» تجسيد لملحمة من ارتبط بنبض الأرض ورائحة التراب وتمسك بجذور الوطن والتاريخ ودافع بكل إخلاص وثبات ونال شرف الشهادة، اختار الخلود في رحاب سماء الكويت الأبية ، وقال العنزي "أوبرا ديرة عمل أوبرالي كويتي يعد الأول من نوعه خليجيا والثاني عربياً، حيث لم يسبقه عربيا إلى فن الأوبرا سوى أوبرا عايدة، التي ألف قصتها عالم المصريات الفرنسي الشهير أوغست ميريت#### Auguste Mariette ####، وكتب نصها الغنائي، الروائي الإيطالي الليبرتو جيسيلا نزوني #### Antonio Ghislanzoni ####، وعهدت بعد ترجمتها إلى الموسيقار الإيطالي فيردي في العام 1870، احتفالا بافتتاح قناة السويس، وذلك بطلب من الخديوي إسماعيل. وأشار العنزى الى أن دار الأوبرا في مصر أو فرقة الأوركسترا العمانية أو مبنى الأوبرا في كاتارا قطر، فهي تستقطب فرقا أجنبية لتقديم الأعمال العالمية الرفيعة، حيث تعزف العمل الأوركسترا المحلية، سواء كانت مصرية أو عُمانية، أم (أوبرا ديرة) فالنص كويتي كتبه د. علي العنزي، والتلحين كويتي من تأليف د. رشيد البغيلي، والإخراج كويتي من قبل د. فهد العبدالمحسن. وأوضح أن هذا العمل الأوبرالي جزء من الدور الوطني للفنانين الأكاديميين والموسيقيين الكويتيين. وفى ذات السياق تحدث المؤلف الموسيقي للعمل الدكتور رشيد البغيلي وقال إن هذا العمل يعد أول تجربة كويتية في تقديم عمل أوبرالي، وما يميزه ان موضوع العمل كويتي، حيث نخلد من خلاله بطولات وملاحم شهداء الكويت. وأضاف أن هذا النمط من الأوبرا، يأتي برؤية جديدة؛ أعني أنني سأجمع بين نمط الأوبرا المعروف القائم على الجمع بين الإمكانيات الصوتية، بأسلوب غنائي أوبرالي ايطالي، يعرف ب(البيلكانتو)... بمصاحبة رؤية فنية وأسلوب موسيقي غنائي شرقي. وحول القيمة الموسيقية للعمل قال الدكتور رشيد البغيلى المؤلف الموسيقى لأوبرا ديرة.. نبقى كويتيين " تعلمون إن الأوبرا تقوم على لحن وحكاية، وبكل صدق، فإنني لم أجد ملحمة تضاهي ملحمة شهداء الكويت وقصص بطولاتهم وتضحياتهم، لهذا السبب فقد تم بناء العمل من وحي القصائد التي كتبها هؤلاء الأبطال، وفي مقدمهم الشاعر الشهيد فايق العبدالجليل وغيره من الشعراء الذين كانت تبعات قصائدهم حياتهم، بعد أن فدوا الكويت بفنهم. وأوضح أن هذه الأوبرا، ستتكون من اوركسترا سيمفوني كويتي، يقودهم المايسترو استاين ساڤينيرز.. بمشاركة عازفين من عدة دول، نذكر منها هولندا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا، والشقيقة مصر، وهو ما يؤكد أن الأوبرا فن عالمي.. حيث ستستمعون إلى الموسيقي الكويتي يعزف إلى جوار شقيقه العربي ونظيره الأوروبي. وكشف البغيلي النقاب عن أن المايسترو البلجيكي إشتاين سوفنيرز#### Stijn Saveniers #### هو من سيقود أوركسترا أوبرا ديرة خلال الأيام من 22 وحتى 24 فبراير المقبل وأشار الى أن أوبرا ديرة ستحمل نفسا موسيقيا كويتيا، وهو ما يتطلب شعراً غنائيا وجدانيا، بغرض التعبير عن كل ما يتعلق بثيمة الشهادة من عواطف ومشاعر إنسانية خالصة من حُزن أو فرح، ولهذا فإن العمل يتضمن قصائد للشاعر الشهيد فايق عبدالجليل، والشاعر الغنائي الكويتي حامد شبيب البغيلي، أما مخرج العمل فهد العبد المحسن فقال (أوبرا ديرة.. نبقى كويتيين) عمل يكمل المشهد الحضاري لكويت الإنسانية، برعاية من أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح فهو يؤكد أن دولة الكويت لا تزال منارة حضارية مشعة، وحاضنة إنسانية متألقة لمختلف الفنون والثقافات. وأضاف " جاء الوقت للإعلان عن فكرة تدشين أول أوبرا كويتية، وفق المقاييس العالمية، آخذين في الاعتبار الهوية الكويتية، لتكون «دراما موسيقية سمفونية»، يتم من خلالها تطويع فن الأوبرا للبيئة وللثقافة الكويتية، مع الالتزام بالمعايير والمواصفات الفنية العالمية على مستوى جميع العناصر الفنية للأوبرا التي ستقدم تجربة فنية حديثة وجريئة، حيث تم تطويع فن الأوبرا للبيئة الخليجية وللثقافة الكويتية؛ فعل مستوى الموسيقى مزج فنون البحر والبر مع الأوركسترا سيمفوني وعمدنا كذلك إلى استخدام المادة الشعرية ضمن تكنيك الكتابة المسرحية، وكذلك اعتمد المؤلف الموسيقي على قصائد كويتية لتغنى بالطريقة الأوبرالية. وأشار العبد المحسن الى أن الديكور المسرحي والأزياء بالعمل ستكون من الموروث الشعبي المستمد من البيئة الكويتية، ولكن بأسلوب فلسفي.