سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دراسة أمريكية تحذر من عدوى الإدمان عبر السينما.. عثمان: 88% من الأعمال الفنية تعرض مشاهد التدخين والمخدرات.. ونقاد: مشاهد العنف والتعاطي والإسفاف تتصدر الشاشات واتجاه لاختفائها في رمضان المقبل
قالت دراسة أمريكية حديثة: إن "مشاهدة شخص ما يشعل سيجارة في فيلم سينمائي يحث عقل المدخن على القيام بالحركة نفسها"، وهو ما يدق ناقوس الخطر في ظل انتشار الأعمال الدرامية المصرية التي تتضمن مشاهد عديدة من مشاهد الإدمان في ظل حقيقة خطيرة تتمثل في أن إدمان المخدرات ظاهرة استفحل أمرها وانتشر شرها وخطرها وصارت تهدد العديد من الشباب، وهو الجيل الذي نهديه للمستقبل. حيث إن انتشار المخدرات تسبب في شيوع أنواع من الجرائم كالتعدى على الآخرين واستعمال العنف والاغتصابات الوحشية وغيرها من الجرائم التي لها علاقة من قريب أو بعيد بالإدمان. وقال الدكتور مصطفى حسين، استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان: إن عدد المدمنين في مصر يتراوح ما بين 3 و4 ملايين شخص، وهذا الأمر يتطلب خطة حاسمة لمواجهة جميع أشكال الإدمان والحد من المخدرات، موضحّا أن الترامادول مثلا يفرز مادة تشعر المتعاطى براحة نفسية، حيث يتحول إلى مدمن يفقد ثقته بنفسه وتتغير سلوكياته. وأشار الدكتور مصطفى إلى وجود علامات للتعرف على المدمن منها الإنكار والمراوغة واختلاق الأعذار والكذب وعدم تحمل المسئولية والإهمال وسرعة الانفعال وتغير عاداته وسلوكياته وتقلب المزاج. وقال عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى: إن الدراما لها دور كبير ومهم في ترسيخ القيم والمبادى داخل المجتمع، مشيرًا إلى أنه يتم تحديد ميثاق يهدف إلى خلق التوازن في تناول قضيه التدخين وتعاطى وإدمان المواد المخدرة في الدراما التليفزيونية، حيث كشف المرصد الإعلامي للصندوق أن 88% من الأعمال الدرامية تعرض مشاهد التدخين والمخدرات ولا توضح تداعياتها ولا الآثار الناتجة عنها. وأوضح عثمان أن الميثاق الجديد يهدف إلى خلق التوازن في تناول قضية التدخين والتعاطى، لافتا إلى أن غالبية الأفلام والأعمال الدرامية التي تتناول الظاهرة تؤدى إلى نتائج عكسية ويعود ذلك إلى أسلوب المعالجة القائم على الإثارة والمتضمن إيحاءات تشجع على تفشى الظاهرة. عدوى التقليد وقال الناقد صبحى شفيق: إن الأفلام التي تعرضت لإدمان تقدم صورة شديدة الإغراء والجاذبية لحياة المدمنين من خلال ما يحيطها من نساء وترف وسيقان عارية ونكتة حلوة وتعليقات فلسفية تبرر لتجار المخدرات تجارتهم. وقال الدكتور طاهر عبدالله، بالمعهد العالي للسينما: إن معظم المسلسلات تتناول تصدير مشاهد العنف والإسفاف، والأخطر هو مشاهد الإدمان، فقد ظهر معظم النجوم إما بالسيجارة أو الشيشة أو يتعاطون المخدرات، وقد ركز بعض المخرجين على إظهار البطل وهو يدخن السيجارة أو في جلسات مزاج بالشيشة. وأوضح أن معظم الشباب يتأثر بالنجم ويعتبرونهه نموذجا وقدوة، لذا يجب إظهار النجوم بالشكل المحترم واللائق أمام الشباب، لافتا إلى أن وزيرة التصامن الاجتماعي غادة والي أكدت على تفعيل دور الدولة من خلال تقليص عدد مشاهد التدخين والتعاطى في الدراما، وأن تكون دراما رمضان المقبل بلا مشاهد للمدمنين أو المدخنين وأن تحرص على إظهار النموذج الإيجابى للمواطن.