سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المتطوعون الأمريكيون خاضوا الحرب العالمية الأولى قبل مشاركة بلادهم.. إدوارد ماندل ستون يدخل التاريخ كأول قتيل أمريكي بالمعركة.. وواشنطن فقدت 116500 جندي وبحار
أغفلت معظم كتب التاريخ الأمريكية التي تناولت الحرب العالمية الأولى اسم إدوارد ماندل ستون خريج جامعة هارفارد من شيكاجو الذي دخل التاريخ بموته عن 27 عاما كمقاتل على مدفع رشاش في فرنسا قبل 100 عام. لم يكن ستون يحارب من أجل وطنه. فقد رفضت الولاياتالمتحدة في البداية أن تنحاز لطرف في الحرب ومر عامان قبل أن ترسل جنودها للجبهة الغربية. ويقول الكاتب جار وارد في مجلة قدامى المحاربين الأمريكيين في الحروب الخارجية إن مصرع ستون في 27 فبراير عام 1915 جراء جروح أصيب بها من شظايا في الخنادق قرب نهر ايسن جعله أول أمريكي يسقط صريعا أثناء القتال. كان ستون واحدا من مئات الشبان المثاليين في أعوام 1915 و16 و17 الذين تطوعوا للقتال وإنقاذ الأرواح كسائقين لسيارات الإسعاف وتحقيق المجد بمساعدة فرنسا الحليف التاريخي للولايات المتحدة في صد الجيش الألماني. وانضم آخرون للجيشين البريطاني والكندي. وقال دوران كارت أمين المتحف الوطني للحرب العالمية الأولى في كانساس سيتي بولاية ميزوري "في كثير من الحالات قيل انهم تجاهلوا حياد الولاياتالمتحدة. لم يعتبروا خونة ولم يقبض عليهم أو أي شيء من هذا القبيل لكنهم لم ينظر الناس إليهم بعين العطف." كانت أمريكا تنتهج سياسة انعزالية عندما بدأت الحرب عام 1914 حتى مع تنامي المشاعر المعادية لألمانيا. وكانت الحكومة تستاء من التطوع في الحرب لكن أمثال ستون وبعض النساء أضاءوا الطريق مع اتضاح حتمية المشاركة الأمريكية في الحرب. دخلت الولاياتالمتحدة الحرب ضد ألمانيا في الرابع من ابريل عام 1917 وخرجت منها بعد أن فقدت نحو 116500 جندي وبحار. وكان هذا العدد من الضحايا أكثر ممن سقطوا في حربي كوريا وفيتنام معا لكنه لا يقارن بالملايين التسعة الذين سقطوا قتلى في الحرب التي استمرت أربع سنوات والتهمت 36 بلدا وغيرت أساليب الحرب وأعادت رسم الخرائط من أوربا إلى الشرق الأوسط ووضعت أمريكا على رأس النظام العالمي. وبعد مرور قرن أصبح من المستحيل تقريبا تحديد الأعداد الدقيقة للمتطوعين أو ترتيب تواريخ موتهم أو طبيعة خدمتهم في الحرب وأماكنها. لكن يمكن بكل سهولة القول أن 200 أمريكي قضوا في ساحات القتال في فرنسا أو حولها مع استثناء من كانوا على سفن نسفها الألمان بالطوربيدات قبل مشاركة القوات الأمريكية في الحرب. وكرمت فرنسا كثيرين منهم فمنحتهم أنواطا ومنهم بول كودي بنتلي عم والد كاتب هذا التحقيق الذي وصل كسائق سيارة إسعاف مع الخدمة الميدانية الأمريكية في مايو عام 1917 وتوفي بعد أربعة أشهر عندما سقطت قذيفة ألمانية على سيارة الإسعاف التي كان يقودها. ومن المدنيين الامريكيين الذين خدموا قبل وبعد دخول الولاياتالمتحدة رسميا في الحرب الروائي ارنست همنجواي الذي تطوع في ايطاليا كسائق سيارة إسعاف. وخلدت رواية وداعا للسلاح التي أصدرها همنجواي عام 1929 مشاركته في خدمة الإسعاف عام 1918 وإصابته بجروح أثناء الخدمة مع هيئة الصليب الأحمر الأمريكي. ومنهم أيضا الشاعر الأمريكي الآن سيجر الذي مات في فرنسا في يوليو 1916 واشتهر بفضل القصائد التي ألهمته بها مشاركته في الحرب. وكذلك والت ديزني رائد صناعة الأفلام المتحركة الذي شارك في خدمة الإسعاف في فرنسا بعد الهدنة. * الأول في طريق الأذى كتب المؤرخ إدوين مورس في كتابه "طليعة المتطوعين الأمريكيين" (1919) إن المتطوعين كان لهم دور في تشكيل الرأي العام الأمريكي وبلورته. وتقول روايات عديدة إن أول مدني أمريكي يفقد حياته في الحرب كان فيما يبدو ليون ثراشر مهندس التعدين من ماساتشوستس الذي غرق في مارس عام 1915 في السفينة فالابا التي نسفها طوربيد قبالة الساحل الانجليزي. وحدث ذلك قبل شهرين من قيام غواصة ألمانية بإغراق سفينة الركاب البريطانية لوسيتانيا في السابع من مايو ايار عام 1915 ما أدى إلى مقتل 128 راكبا أمريكيا. واضطر مقتل الأمريكيين في البحر الرئيس وودرو ويلسون للمطالبة بأن تتراجع ألمانيا عن استخدام الغواصات في الحرب بلا قيود ووفر للولايات المتحدة الذريعة لوضع نهاية للحياد الأمريكي عند استئناف الهجمات العشوائية على السفن. وهكذا بدأ الحشد غير المسبوق للجيش الأمريكي الذي كان في ذلك الوقت يكفي بالكاد لخوض اشتباكات حدودية مع الثائر المكسيكي بانشو فيلا في عام 1916. وساهم المتطوعون في الداخل في وضع الأساس بتكوين أول معسكرات مدنية للتدريب العسكري. وفي نهاية المطاف تمت تعبئة ما يربو على أربعة ملايين جندي أمريكي أرسل منهم للخارج 1.5 مليون جندى كان لهم دور حاسم في إعانة فرنسا وبريطانيا على هزيمة ألمانيا. ثم كان توقيع الهدنة التي وضعت نهاية للحرب في 11 نوفمبر عام 1918.