يبدو أن التراث الفني السينمائي لم ينج هو الآخر من استغلال أصحاب الوكالات الإعلانية في أفكارهم الترويجية للمنتجات بعد أن استغلوا من قبل أهم المعزوفات الموسيقية في مصر والعالم دون رادع، الأمر الذى جعل القائمون على القنوات المملوكة للدولة تجنب إذاعة مثل هذه الإعلانات وعدم إذاعتها ومنهم التليفزيون المصري الذي رفض من قبل إذاعة العديد من الإعلانات الممتزجة بألحان أو مشاهد تراثية من الفن المصري . فلم تنج رائعة عبد الرحمن الشرقاوي "الأرض" والتي حولها المخرج يوسف شاهين إلى فيلم سينمائي كتب السيناريو والحوار له حسن فؤاد لتتحول أهم الجمل الحوارية التي جاءت على لسان الراحل "محمود المليجي" "محمد أبو سويلم" إلى إعلان لأحد منتجات مناديل الجيب التي تحاول أن تجد لنفسها مكانا في السوق المصري . وبدأت بعض إذاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون ومن أبرزها راديو مصر وراديو النيل "ميجا وهيتس ونغم اف إم" ، في إذاعة إعلانات منتجي ملابس داخلية عبر المحطة. إعلانات المنتجين اتسمت بالفجاجة، وتشويه التراث الغنائي، حيث استعانت إحدى الشركتين، بأغنية الفنانة اللبنانية الكبيرة فيروز «بكتب اسمك» التي غنتها مع الأخوان رحباني، كنوع من الدعاية لمنتجها، حيث يتضمن الإعلان الأغنية بكلمات «بكتب اسمك يا حبيبي على بوكسر....» وبعدها اسم المنتج. أما المنتج الثاني، فكان محتواه، هو كيف يحتفل اثنان بعيد الحب «الفلانتين» دون الاستعانة ببوكسرات هذا المنتج؟ في إشارة فجة وغير أخلاقية، ولا تتسم مع مبادئ التليفزيون المصري، الذى يبدو أنه أصبح يتساهل مع أي إعلان في مقابل ما يدخل إلى خزينته. على الرغم من أن عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، كان مصر على عدم وضع إعلانات لبوكسرات على واجهة المبنى لعراقته ، فإنه لم يعترف بتلك العراقة عبر أثير الراديو وفى محطات التليفزيون. وقد سبق هذه الحملة من الإعلانات إعلانات سيراميك كليوباترا على قنوات صدى البلد لمالكها رجل الأعمال محمد أبوالعينين، حيث استغلت القناة التراث السينمائي في حملاتها الإعلانية للسيراميك الذى يمتلك مصانعه أبوالعينين، ومنها فيلم "إشاعة حب" الذى قام ببطولته سعاد حسنى وعمر الشريف وهو سرقة حقيقية للتراث الفني والسينمائي ، وكذلك مشاهد من فيلم حكاية مع الزمان والذى قامت ببطولته الفنانة وردة الجزائرية . ليأتي بعدها أحد الإعلانات التي استغلت فيلم "صغيرة على الحب" للراحلة سعاد حسنى للإعلان عن منتجاتها الغذائية من خلال اختيار فنانة شابة تشبه إلى حد كبير الفنانة الراحلة في صفاتها وحركاتها ليثير غضب العديد من المشاهدين الذين تهكموا من رداءة المنتج الذى استغل اسم سندريلا السينما المصرية .