بدأ مقاتلو التنظيم الإرهابي "داعش"، في التحضير للحرب البرية المرتقبة، مع قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد تصريحات جنرالات أمريكا، بالحرب الوشيكة على مواقع التنظيم في سوريا والعراق، وأعلنوا تحديهم للنظام. ودشن مقاتلو "داعش"، على شبكات التواصل الاجتماعي عشرات الصفحات، والحسابات المنسوبة لأنصار "للتنظيم" تحت اسم "دابق موعدنا"، و"هاشتاجات" تحمل نفس الاسم، وتهدف جميعها للتذكير بأن التنظيم يترقب لقاء قوات التحالف البرية في دابق، وأنه بدأ فعليًا بالتحضيرات للمعركة الفاصلة مع أعدائه. ويرى عناصر التنظيم، أن الحرب البرية، تحقيقا ل"نبوءة"، المعركة الفاصلة في بلدة "دابق" شمال سوريا التي ذكرت في حديث نبوي ورد في صحيح مسلم حول معركة "آخر الزمان". وتداول مقاتلو التنظيم، حديثًا نبويًا: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة (دمشق) من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافّوا، قالت الروم: خلّوا بيننا وبين الذين سُبُوا منّا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فيُهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا (أي لا يلهمهم الله التوبة)، ويُقتلُ ثُلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية". ويستعين أنصار التنظيم عبر حساباتهم بحديث آخر مسند يشير إلى أن المعركة في "دابق" ستكون "عظيمة" تضم مئات الآلاف من المقاتلين، وينص الحديث في نهايته على أنه: "تغدر الروم وتجمع للملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية (راية) تحت كل غاية اثنا عشر ألفا"، ما يجعل تقدير العدد الإجمالي للجيش الذي سيخوض المواجهة مع المسلمين 960 ألف رجل من 80 دولة. ويستند أنصار "التنظيم" في روايتهم على علامات وردت في الحديث النبوي، ويرون أنها تحققت وبدأت تظهر بالفعل، مع انضمام المئات من الغربيين إلى التنظيم وأسر عدد آخر منهم، والاستعدادات الدولية لقتال التنظيم عبر التحالف الذي يتوسع باضطراد. وكان التنظيم أصدر في نوفمبر الماضي، تسجيلًا مصورا بعنوان "ولو كره الكافرون" وبثته مواقع تابعة له، ظهر فيه عنصر "داعش" الملثم المعروف ب"الذباح"، في موقع عرف به على أنه "بلدة دابق"، بحسب ما ظهر في الشريط وبين قدميه رأس الرهينة الأمريكي بيتر كاسيج. وقال العنصر الملثم في المقطع المصور، مخاطبا التحالف، إن التنظيم "سيدفن أول صليبي أمريكي في دابق (في إشارة إلى كاسيغ)، وينتظر بلهفة مجيء بقية جنودكم ليذبحوا أو يدفنوا في البلدة نفسها". وتقع بلدة "دابق" شمال حلب، وتبعد 45 كيلو مترا عن الحدود التركية وتتبع منطقة أعزاز، ووقعت فيها معركة كبرى معروفة تاريخيا باسم "مرج دابق" بين العثمانيين بقيادة سليم الأول والمماليك بقيادة قنصوة الغوري عام 1516، انتصر فيها العثمانيون، وكانت المعركة مقدمة لدخولهم المناطق العربية وتأسيس امبراطوريتهم فيها.