سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كتب وزارة الثقافة تبحث عن مشتر في معرض الكتاب.. أحمد سراج: الخسائر بالملايين.. الكتاب بجنيه في "مركز الترجمة" والمترجم يحصل على 40 جنيها عن كل صفحة.. نفيسة عبد الفتاح: مكتبة الأسرة ما زالت الأكثر جذبا
في الوقت الذي تزداد فيه نسبة الإقبال على دور النشر الخاصة رغم ارتفاع أسعار كتبها، في حين تكاد سراى عرض المؤسسات التابعة بوزارة الثقافة كالمركز القومي للترجمة والهيئة العامة لقصور الثقافة خاوية على عروشها رغم أنها تبيع الكتب بأسعار رمزية جدا طبقا لتعليمات وزير الثقافة د. جابر عصفور، الذي أراد تشجيع الجمهور على شراء وقراءة كتب مؤسسات وزارته ليظل السؤال هل السبب في إقبال جمهور معرض الكتاب على شراء كتب دور النشر الخاصة هي جودة الكتاب من حيث اختيار الكاتب والمحتوى، أم مقدار الحرية والتنوع في تلك الكتب؟ يري الشاعر أحمد سراج أنه لا توجد رؤية لوزارة الثقافة المصرية على الإطلاق، ولا تملك هيئة الكتاب سوى الطنطنة بالكلمات الكبرى لترضي وزير الثقافة الذي يسعد بأن يصفه الناس بالتنويري؛ من هنا جاء شعار المعرض "كلمة حق في سياق عصفوري مجاهدى"، لافتا إلى أن المعرض افتتح بكارثة لم يسبق لها مثيل وهي بيع كتب المركز القومي للترجمة بواقع جنيه لكل كتاب، بأمر مباشر من وزير الثقافة، علمًا بأن المترجم يحصل على 40 جنيهًا، على الأقل عن كل صفحة هذا غير المراجع والمدقق اللغوي، إضافة إلى موظفين يملأون أربعة أدوار، ناهيك عن دفع حقوق الترجمة للمؤلف الأصلي ولدار النشر.. ولو فكر الوزير لدعا وفق البروتوكول الموقع مع وزارة التربية والتعليم، مستشاري المكتبات لتحديد الكتب التي تحتاج إليها 70 ألف مدرسة مصرية، ولو افترضنا أن كل مدرسة ستحصل على خمسة عشر كتابا؛ فهذا لا يعني أن المركز سيبيع مليون نسخة على الأقل بنصف ثمن الكتاب الأصلي أي في حدود 40 جنيها، وبهذا يتم كنس مخزون المركز بمبلغ يقدر بأربعين مليون جنيه، دون الحاجة إلى جناح خاص يقدر في حالة تأجيره بخمسين ألف جنيه ومكافآت موظفين ومتطلبات إدارية للمعرض تقدر بخمسين ألف أخرى. وبالنسبة لما حدث مع المركز القومي للترجمة – يقول سراج – إنه يحدث مع المجلس الأعلى، وتقوم به هيئة الكتاب على مدى السنوات السابقة.. هذا غير الأثر السلبي على دور النشر التي تعمل في ترجمة الكتب؛ فكتب الوزارة تباع بسعر يقتل المنافسة. ويرى أن المعرض من ناحية التنظيم فقد اعتمد مجاهد الخطط المنفرة للجمهور من الندوات رغم التوصيات السابقة؛ فندوات ضيف الشرف والموائد المستديرة ومقهى الشباب منعزلة عن أماكن بيع الكتب؛ ما يجعل القاعات خالية من الجمهور. واستمرارا لمسلسل عدم الاهتمام من جانب الجمهور يظل باب المعرض مغلقا وذلك بحجة أن وقت البيع المحدد لم يأت بعد، وذلك لالتقاط صور للزحام الغفير، والترويج بالحضور غير المسبوق، وعلى المسئولين إدخال الجمهور متى جاء؛ ليستطيع الجلوس داخل المعرض، وليبدأ البيع في موعده، بدلا من صف الجمهور في طوابير تذكرنا بطوابير الغاز الطبيعي والخبز؛ علما بأن صالات العرض لا تأخذ من مساحة المعرض أكثر من ثلاثين بالمائة.