رؤية وزارة الثقافة للواقع غير موجودة و هيئة الكتاب لا تملك سوى الطنطنة لإرضاء الوزير المعرض افتتح بكارثة لم يسبق لها مثيل وهي بيع كتب المركز القومي للترجمة بواقع جنيه واحد لكل كتاب القاعات خالية من الجمهور بسبب عزل ندوات ضيف الشرف والموائد المستديرة ومقهى الشباب عن أماكن البيع لا توجد رؤية لوزارة الثقافة المصرية على الواقع، ولا تملك هيئة الكتاب سوى الطنطنة بالكمات الكبرى لترضي وزير الثقافة الذي يسعد بأن يصفه الناس بالتنويري؛ من هنا جاء شعار المعرض كلمة حق في سياق عصفوري محاهدي. المعرض الذي افتتح بكارثة لم يسبق لها مثيل وهي بيع كتب المركز القومي للترجمة بواقع جنيه واحد لكل كتاب، بأمر مباشر من وزير الثقافة، علمًا بأن المترجم يحصل على 40 جنيهًا على الأقل عن كل صفحة هذا غير المراجع والمدقق اللغوي، إضافة إلى موظفين يملأون أربعة أدوار، ناهيك عن دفع حقوق الترجمة للمؤلف الأصلي ولدار النشر.. ولو فكر الوزير لدعا وفق البروتوكول الموقع مع وزارة التربية والتعليم، مستشاري المكتبات لتحديد الكتب التي تحتاج إليها 70 ألف مدرسة مصرية، ولو افترضنا أن كل مدرسة ستحصل على خمسة عشر كتب؛ فهذا يعني أن المركز سيبيع مليون نسخة على الأقل بنصف ثمن الكتاب الأصلي أي في حدود 40 جنيها، وبهذا يتم كنس مخزون المركز بمبلغ يقدر بأربعين مليون جنيها، دون الحاجة إلى جناح خاص يقدر في حالة تأجيره بخمسين ألف جنيه ومكافآت موظفين ومتطلبات إدارية للمعرض تقدر بخمسين ألف أخرى.. وما حدث مع المركز القومي يحدث مع المجلس الأعلى، وتقوم به هيئة الكتاب على مدار السنوات السابقة.. هذا غير الأثر السلبي على دور النشر التي تعمل في ترجمة الكتب؛ فكتب الوزارة تباع بسعر يقتل المنافسة. ومن ناحية التنظيم فقد اعتمد مجاهد الخطط المنفرة للجمهور من الندوات رغم التوصيات السابقة؛ فندوات ضيف الشرف والموائد المستديرة ومقهى الشباب منعزلة عن أماكن بيع الكتب؛ مما يجعل القاعات خالية من الجمهور. واستمرًا لمسلسل عدم الاهتمام للجمهور يظل باب المعرض مغلقا وذلك بحجة أن وقت البيع المحدد لم يأت بعد، وذلك لالتقاط صور للزحام الغفير، والترويج بالحضور غير المسبوق، وعلى المسؤولين إدخال الجمهور متى جاء؛ ليستطيع الجلوس داخل المعرض، وليبدأ البيع في موعده، بدلا من صف الجمهور في طوابير تذكرنا بطوابير الغاز الطبيعي والخبز؛ علما بأن صالات العرض لا تأخذ من مساحة المعرض أكثر من ثلاثين بالمائة. البوادر الطيبة تأتي من الجمهور المصري والعربي الذي يصر على الحضور رغم الظروف، ومن الكتاب الذين يشتركون في الندوات دون مقابل مالي أو بدل سفر رغم مجيء بعضهم من محافظات الصعيد وأقاصي الوجه البحري. وللمرة الأولى يمكن لزائر معرض القاهرة الدولي للكتاب أن يعرف أماكن دور النشر وأسماء الكتب المعروضة وأماكن بيعها، ومواعيد الأنشطة الثقافية وتحديثاتها، وذلك عبر تطبيق موبايل يحمل اسم "عم أمين" ويأتي الاسم من التعبير المصري الشائع "أمين المكتبة" وهو الموظف الذي يقوم بمساعدة زوار المكتبات المدرسية والجامعية والعامة للوصول إلى ما يريدون، وقد ارتبط أمين المكتبة بوجه بشوش وضاحك لإنسان متعاون ومثقف. يقدم التطبيق – وهو مبادرة خاصة من المبرمج محمد الصواف - ثلاث خدمات رئيسية: خريطة المعرض ودور النشر، قاعدة بيانات لكتب المعرض، وأخيرًا ندوات المعرض ومنها: ندوة كاتب وكتاب، والمقهى الثقافي، وملتقى الشباب، والموائد المستديرة. التطبيق أتيح مجانًا لمستخدمي الأجهزة الذكية الداعمة لنظام أندرويد عبر هذا الرابط: http://www.3mamin.com/app/، فيما حصل على موافقة متجر آبل – وفقًا لما نشر على صفحة التطبيق الواحدة صباح الخميس 28 من يناير 2015م – لكنه لم يتح على المتجر لمستخدمي هاتف الآيفون أو الجهاز اللوحي آيباد، وهذا يرجع إلى أن متجر آبل يأخذ فترة زمنية قد تتجاوز الخمسة عشر يومًا حتى يتيح التطبيق المقدم له. التطبيق جاء بمبادرة خاصة من ستة شباب دشنوا صفحة على الفيس بوكوحسابًا على تويترللتواصل مع جمهور المعرض، كما شكلوا فريقًا من المتطوعين لمساعدة الزوار في الوصول إلى ما يريدون، ولأخذ ردود أفعالهم على استخدام التطبيق، ولتوقعهم حدوث مشكلات نظرًا لأن التطبيق في طور التجريب. يعيب التطبيق استخدامه للهجة المصرية العامية، في التعريف بخدماته وكيفية القيام بها، وفي الحالات المنشورة على الفيس بوك وتويتر، وفي الردود على الجمهور. في سياق متصل يتبنى ملتقى الشباب - أحد الفعاليات الرئيسية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، محاور تركز على دعم الصناعات الإبداعية والاهتمام بأدباء مصر في الخارج؛ وتقام ندواته من الثالثة حتى السابعة طوال فترة المعرض، بواقع ندوتين يوميًّا. وفي يوم الخميس أول أيام الفعاليات الثقافية عقد الملتقى في الخامسة مساء ندوة بعنوان "التعليم الإلكتروني بين وزارة التربية والتعليم والتجارب الخاصة... نفهم نموذجًا" ويشارك فيها محمد حبيب مدير مشروع نفهم والدكتور محمد محمد فتح الله الباحث المركز القومي للامتحانات وخبير التقويم التعليمي. ونفهم هي خدمة تعليمية إلكترونية على الإنترنت تقدم شرحًا مبسطًا لمناهج التعليم قبل الجامعي في مصر والسعودية والجزائر وسوريا والكويت، من الابتدائي وحتى الثانوي عن طريق فيديوهات مدتها من 5-15 دقيقة. وهي خدمة مجانية بالكامل لطلبة المدارس وجميع المستفيدين منها. وفي نفهم، يساهم الطلاب وأولياء الأمور في شرح الدروس - إلى جانب المعلمين - عن طريق فيديوهات تعليمية، ويتم مراجعة الدروس بشكل دوري من قبل معلمين متخصصين؛ مما يشجع الطلاب على التعلُّم عن طريق الشرح، ويوفّر عدة طرق مختلفة لشرح كل درس بما يتناسب مع طرق الفهم المختلفة عند الطلاب.و مؤخرًا أطلقت نفهم خدمة “اسأل وأجب” التي تتيح للطلاب طرح أي أسئلة متعلقة بالمناهج، والحصول على إجابات من زملائهم ومن معلمين متخصصين. فيما تتناول ندوة الجمعة من الملتقى النشر الإلكتروني ويتحدث فيها أشرف قاسم أحد المسؤولين عن تطبيق كتبي التابع لشركة فودافون، وهو التطبيق الوحيد الذي يتعامل بالجنيه المصري في تحصيل ثمن الكتب عن طريق الويب، وشريف قاسم وشريف بكر عضوا مجلس إدارة اتحاد الناشرين، وعاصم إمام أحد المسؤولين عن موقع نهضة مصر الإلكتروني التعليمي. يذكر أن برنامج معرض الكتاب لم يُطبع بعد – وسط أقوال بأنه سيطبع طبعة محدودة- علمًا بانه لم يطبع الدورة الماضية واكتفت الهيئة بتوزيع دليل الناشرين في الأيام الأخيرة للمعرض، وأن إدارة المعرض كان ينبغي لها أن تتيح نسخة إلكترونية من البرنامج على مواقعها، وأن ترسلها للصحف، كما فات إدارة المعرض أن تتيح شبكة إنترنت مجانية ليتسنى للزوار استخدام التطبيق الذي سمحت هيئة الكتاب بتطبيقه في المعرض. وعلى الرغم من تأخر ظهور تطبيق عم أمين حتى عام 2015، ومن كونه مبادرة خاصة مع وجود إدارات للنشر الإلكتروني في كل قطاعات الوزارة، ومن توقعات الكثيرين بحدوث مشكلات كثيرة، أهمها أن فعاليات المعرض لم يتم الاستقرار عليها بشكل نهائي، وأن هناك ندوات تعود الزوار على عدم التزام القائمين عليها بما يعلنونه مثل الأمسيات الشعرية التي يديرها السماح عبد الله ويضع أسماء لا تحضر في مواعيدها كما حدث مع حجازي العام الماضي، أو لا تحضر بالمرة مثل حسن طلب.. وأحمد عبد المعطي حجازي الذي لم يحضر في الأمسية الافتتاحية دون اعتذار. ##