لم يراعِ حرمة الجيرة ولم يشعر بخفقات قلبها المريض، والذي أوشك على التوقف من شدة الألم نتيجة إصابتها بمرض بالقلب ومن هول الصدمة بعد ان انقض عليه كالثور الهائج غير عابئا بتوسلاتها وصراخها بأن يرحمها ولكن أنى له ذلك، بعد أن ظل ليال طويلة ينسج لجريمته ويضع الخطة تلو الأخرى للنيل من فريسته وها هي الآن بين يديه. ظل الذئب يترقب جارته ابنه الثامنة عشر ربيعا يوما بعد يوم، ويلاحظها وهى تنمو وتكتمل أنوثتها أمام عينيه فزاد ولعه بها، وبعد أن سيطر الشيطان على نفسه بدأ في نسج أول خيوط جريمته للنيل منها وبعد رحلة تفكير لا متناهية للوصول إليها قاده تفكيره الإجرامي إلى اختلاق خطة شيطانية . انتظرها أثناء عودتها إلى المنزل قادمة من السوق أخبرها أن أمه مريضة بشدة، وطلب منها أن تزورها.. صدقته وهرولت بخطًى سريعة نحو شقته للاطمئنان عليها.. لم تجدها أمامها.. سألته، فأخبرها أنها في غرفة النوم، سارت والخسة تجري في عروقه خلفها، لم تشك لحظة في صدق نواياه، وانطلقت مسرعة وانطلق ورائها، بعدما سقط القناع عن وجهه، وراح يغتال براءتها بكل قسوة غير عابئ بتوسلاتها. سكنت رغبته الجامحة وبدأ في بث رسائلِ التهديدِ والوعيد لها حال إفشاء ما دار بينهما لأحد، خوفا على نفسه من ناحية، وحرصا على مداومة اللقاء بينهما مرات أخرى من ناحية أخرى، حيث فجر لها أول رسائله وأخبرها بأنه قام بتصويرها عارية وهى معه، وتمثلت المفاجأة الأخرى في تهديده لها بذبح والدتها حال إخبارها بما دار بينهما . استوعبت الفتاة الرسالة ولملمت أشياءها المبعثرة والدنيا بعينيها أضيق من سَم الخياط، فتحت باب شقتها مندفعة نحو غرفتها ودفنت وجهها بالوسادة وانفجرت في بكاء صامت خشية سماع والدتها. مرت الأيام وخيال الليلة المشئومة لم يفارق عينيها، ويبدو أنه لم يفارق عينيه هو الآخر، فسعى لمحاولة استدراجها مرة أخرى بطريقة كانت في البداية سلمية، وعندما رفضت شرع في إرسال تهديدات لها عبر الإيميل بأنه سيقوم بإرسال صورها الفاضحة للجميع . شبح تهديداته كان الأقوى واستجابت له مرة أخرى، وفي تلك المرة كانت أقصى وأشد، فما إن دخلت الشقة حتى ضربها ثم اعتدى عليها بطريقة وحشية تسببت لفقدها الوعي لفترة طويلة، ليتم نقلها لإحدى مستشفيات الجامعة وبتوقيع الكشف الطبي عليها كانت الكارثة الثانية، فقد أفاد الكشف بفقد الفتاة لعذريتها وإصابتها بنزيف حاد بالرحم. وعلمت الأم بما حدث لابنتها فسقطت مغشيا عليها، وأفاقت مهرولة نحو ابنتها وهي نائمة على سرير المستشفى احتضنتها بشدة وامتزجت دموعهما في حالة بكاء مستمر، ثم مضت الأم في طريقها نحو قسم شرطة الزيتون لتحرير محضر بالواقعة رافضة كل محاولات الصلح. من النسخة الورقية