دفعت فتاة بريطانية حياتها طواعية ثمنا لانقاذ حبيبها الذى عاشت معه اجمل سنوات عمرها .. حيث ألقت بنفسها فى النيران المشتعلة غير عابئة بالمخاطر التى تحدق بحياتها مدفوعة بمشاعر العشق والذكريات الرومانسية التى لا تنسى . والغريب ان تلك الفتاة وتدعى صوفيا روزور(23 عاما)، وتعمل مهندسة معمارية كانت دائما تردد لحبيبها أوسكار البالغ من العمر 28 عاما عبارة " أعشقك حتى الموت " ، ولم تكن تدرى بالطبع ان ذلك العشق سوف يكون سببا فى رحيلها عن الحياة . كانت صوفيا قد ارتبطت بعلاقة عاطفية مع أوسكار شهدا خلالها اجمل الذكريات لدرجة انها لم تعد تطيق فراقه ، وتعاهد الطرفان على ان يعيشا لاسعاد بعضهما البعض وان يبذلا قصارى جهدهما لضمان استمرار الحب بينهما . الا ان اللحظات السعيدة لم تدم .. ففى تلك الليلة المنكوبة عادت صوفيا من حفلة عيد ميلاد، لتجد منزلهما، وتحديدا الدور الرابع باحد العمارات بلندن ، محاطا بألسنة لهب يتطاير من شقة جارتها، جريس ادنوج، فهرولت مسرعة لانقاذ خطيبها ، فقامت بالضغط على زر التنبيه مررا ولكنه لم يعمل نتيجة تأثره بالحريق . وسرعان ما هرولت صوفيا صاعدة على الدرج، وكل ما يشغل بالها هو انقاذ حبيبها غير عابئة بصغر سنها أو مستقبلها المهنى، الا أن كثافة الدخان جعلت الأدرنالين يتدفق فى دمها بشدة مما افقدها الوعى قبل وصولها اليه. اوسكار استيقظ على رائحة الدخان المتطاير فى كل مكان بالبناية وأسرع لفتح شرفة شقته ليجد سكان العمارة جميعهم فى حالة ذعر بالشارع ويصرخون "أوسكار اسرع بالنزول..فالبناية تحترق"، هرول أوسكار لأستدعاء الأسناسير، ولم يكن يعلم ان صوفيا فاقدة الوعى بالدور الرابع . وفى محاولة لانقاذ سكان العمارة المحاصرين بالادخنة الكثيفة صعد رجال المطافى الى المبنى ، ونجح أحدهم فى العثور على صوفيا فاقدة الوعى وتم انزالها على السلم المعدنى ونقلها الى المستشفى لتلقى العلاج وسط بكاء هستيرى من أوسكار الذى لم يكن يتوقع وجودها داخل المبنى فى ذلك الوقت. وتوجه أوسكار الى المستشفى الذى تعالج فيه صوفيا ، وحاول مرارا اعادتها الى الوعى الا انه لم تستجب حيث ظلت عينيها مغلقة ، وظل أوسكار يردد بشكل هستيرى " صوفيا ..حبيبتى .. أفيقى " و" أوسكار بجانبك .. " . ورغم محاولة الاطباء اقناعه بوفاتها الا انه ظل يردد اسمها ويحاول افاقتها غير مصدق بان الفتاة التى عشقها رحلت عن الحياة . وبعد ساعات عاد أوسكار الى طبيعته الا انه ظل يردد " انا السبب فى وفاتها " ، مشددا على ان حب صوفيا سوف يظل راسخا فى قلبه الى الابد وانه سيعيش على ذكراها حتى يلقاها مرة اخرى فى عالم آخر . ونعى سكان البناية التى شهدت الحريق صوفيا بعبارة " هنا كانت تعيش الفتاة التى قتلها العشق وحب الحياة ".